أخبار اليوم - يُصر الصحفيون في قطاع غزة على مواصلة التغطية الصحفية ونقل الصورة وحقيقة الجرائم والمجازر التي لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يرتكبها بحق المدنيين في القطاع منذ أكثر من 18 شهراً بالرغم من الجرائم المتواصلة بحقهم.
وأدت الحرب المستعرة التي يشنها الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى استشهاد 211 صحفياً، وإصابة واعتقال مئات آخرين، ما يعكس تعمّد الاحتلال استهداف الصحفيين والنشطاء المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لطمس الرواية الفلسطينية الحقيقية. ويؤكد صحفيون خلال أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين"، أن التغطية الصحفية للأحداث الجارية في قطاع غزة لن تتوقف مهما كلّف الثمن، حيث سيواصلون نقل الحقيقة والصورة الحقيقية، من أجل تفويت الفرصة على الاحتلال للتغطية على جرائمه. ويضرب الاحتلال الإسرائيلي بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية التي تنص على حماية الصحفيين خلال وقت النازحين، إذ أنه استهدف غالبية الصحفيين وهم ينقلون الصورة والحقيقية ويرتدون الخوذة والسترة التي تكتسي باللون الأزرق ومعروفة لدى كل العالم.
يؤكد الصحفي سامي برهوم مراسل قناة "تي ار تي" التركية، أن الاحتلال الإسرائيلي تعمّد قتل الصحفي الفلسطيني منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب، حيث لا يوجد أي مؤسسة صحفية محلية أو عربية أو دولية إلا وقدّمت عدداً من الشهداء والجرحى والأسرى من الصحفيين. ويوضح برهوم، أن الاحتلال يسعى من خلال استهداف الصحفيين إلى سحق الصورة ومنع التغطية وقتل الصحفي الفلسطيني ومنع الرأي العام العالمي من متابعة الجرائم والمجازر التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ويقول: "الاحتلال يستهدف الصحفيين وهم يرتدون الخوذة والسترة، ما يدلل على أنه يريد قتلهم عن سبق إصرار وترصد، حيث يعمل وفق خطة ممنهجة". ويضيف "نحن أمام مسؤولية مهنية ونعلم منذ اللحظة الأولى لدخول هذا الطريق أننا سندفع الثمن ويكون بالدم، فالاحتلال يلاحق الصحفيين أينما كانوا، ولكن نحن نستمد القوة من الصحفيين الشهداء، لذلك لن نغادر الميدان ولن تتوقف التغطية الصحفية مهما كلفنا الثمن". "كي وعي العالم" بدوره، يؤكد مراسل قناة الجزيرة محمد قريقع، أن الاحتلال يستهدف الصحفيين لتحييد الصورة الفلسطينية وإبقاء روايته الملفقة، لذلك يتجه لقتل الصحفيين في مختلف المواقع، وخصوصاً أثناء توثيق المجازر. ويقول قريقع لـ "فلسطين": "رغم أن الصحفي الفلسطيني يلتزم بالمعايير المهنية، إلا أنه مُلاحق من الاحتلال مع سبق الإصرار والترصد".
ويوضح أن الاحتلال وجد أن الصورة جعلت كي وعي للعالم بأن هناك مجازر تطال الأبرياء في مختلف أماكن تواجدهم في قطاع غزة، لذلك دأب على استهداف الصحفيين حتى لا تصل الصورة للعالم. ويبيّن أنه رغم الاستهداف المتواصل للصحفيين، إلا أن الصورة لم تتوقف وستظل باقية، متابعاً "كلما أوغل الاحتلال بالصحفيين ودمائهم، تزداد الصورة وضوحاً ولمعاناً في كل المناطق المحلية والعربية والدولية". إلى ذلك، يشدد مدير وكالة شمس نيوز الإخبارية محمد السيقلي، على أن "استهداف الصحفيين هو طمس للحقائق والتغطية على الجرائم في قطاع غزة بشكل واضح تجاه المدنيين من مختلف الفئات العمرية".
ويقول السيقلي لـ "فلسطين": "لم يقتصر استهداف الاحتلال على الصحفيين فحسب، بل ذهب لاستهداف بعض النشطاء المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ممن يفضحون جرائمه"، مطالباً المؤسسات المعنية بحماية الصحفيين في كل العالم بضرورة فضح جرائم الاحتلال واجباره على عدم الاستمرار في هذا الايغال بدماء الصحفيين في قطاع غزة. ويعد تجرؤ الاحتلال على التغول في دم الصحفيين "محاولة لإخافة وترهيب من تبقى من الصحفيين لدفعهم للتوقف عن تغطية الاخبار"، مشيراً إلى أن ما يشجع الاحتلال على هذه الجرائم هو الصمت العربي والدولي. ويختم حديثه "كل إجرام الاحتلال بحق الصحفيين لن يفت في عضدهم وسيواصلون طريق فضح جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين في القطاع".
فلسطين أون لاين