حملة شعبية واسعة لمقاطعة القهوة الجاهزة في الأردن

mainThumb
حملة شعبية واسعة لمقاطعة القهوة الجاهزة في الأردن

12-04-2025 11:59 AM

printIcon

أخبار اليوم - عواد الفالح - عمّ الغضب منصات التواصل الاجتماعي في الأردن خلال الأيام الأخيرة، عقب الارتفاع الجديد في أسعار القهوة الجاهزة المباعة في الشوارع والمحال، حيث أطلق مواطنون حملة مقاطعة شعبية بدأت تتسع رقعتها يوماً بعد يوم، تحت شعارات مثل "قاطع وخلّيهم ينزلوا السعر" و"مش رايحة تفرق… بس راح يعرفوا قيمتنا".

"من دينار إلى 75 قرش… بس ليش؟"
المواطنون تساءلوا عن أسباب رفع سعر فنجان القهوة الذي كان يُباع قبل سنوات بـ 50 قرشاً، مشيرين إلى أن الكلفة الحقيقية لا تبرر أبداً السعر الحالي، الذي يتراوح بين 75 قرشاً ودينار، فيما تبلغ كلفة وقية القهوة – بحسب ناشطين – قرابة 3.5 دنانير وتنتج حوالي 14 كوباً. ما يعني أن المحلات تجني أرباحاً طائلة على حساب المستهلك.

آراء من الشارع
أم أحمد قالت: "ليش نشتكي وإحنا بنقدر نعملها بالبيت؟ القهوة مش اختراع نووي، كاسة بالبيت أنظف وأوفر، وبلاش نضل نشتكي وإحنا بنساعدهم عالاستغلال".

عمر العلي كتب: "إذا كل واحد قرر يقاطع أسبوع بس، بنشوفهم وهم بنزلوا الأسعار لحالهم، إحنا بنعطيهم سبب يربحوا علينا عالفاضي، بس لازم نوقف وقفة جد".

فيما عبّر أحمد عبيدات عن غضبه قائلاً: "ما حدا يشتريها، خليها تبرد عالرف، المقاطعة مش ضعف، بالعكس هي وعي… الجشع زايد، وكل شي صار فوق طاقة الناس".

رزان الطوالبة ترى أن الحل لا يقتصر فقط على المقاطعة، بل أيضاً بمراقبة حجم الكوب ومكوناته: "بدل ما يكبروها 12 أونصة ويرفعوا السعر، خلوها 9 أونصة وارحموا الناس… الكيف مش بالحجم!".

ثقافة المقاطعة… وعي أم عناد؟
يعتقد البعض أن "ثقافة المقاطعة" ما زالت غائبة جزئياً عن الشارع الأردني، ويصفون الحال بـ"النفخ في قربة مخزوقة"، حيث ما زال هناك من يصرّ على شراء القهوة رغم الغلاء، بدعوى التعود أو المزاج. لكن آخرين يرون أن هذا الحراك الشعبي مؤشر على يقظة مجتمعية، قد تكون بداية لردع موجات الغلاء المقبلة.

"من القهوة تبدأ الحكاية"
الملفت أن القهوة، رغم بساطتها، أصبحت رمزاً للاحتجاج على الغلاء غير المبرر في مختلف السلع والخدمات. إذ يعتبرها كثيرون اختباراً حقيقياً لقدرة الشارع على إحداث تغيير ملموس إذا ما توحدت كلمته، ولو في قضية بسيطة مثل سعر فنجان قهوة.

والسؤال الآن:
هل ينجح الأردنيون في إيصال رسالتهم هذه المرة؟
وهل تتراجع الأسعار أمام حملة المقاطعة؟
أم أن "ثقافة الدفع الزائد" ستستمر… وتنتصر على القناعة والوعي؟

الجواب سيكون في عدد الأكواب المباعة… هذا الأسبوع.