هل ينجح المستوطنون في ذبح القرابين داخل الأقصى؟

mainThumb
هل ينجح المستوطنون في ذبح القرابين داخل الأقصى؟

12-04-2025 09:44 AM

printIcon

أخبار اليوم - حذّر مختصون في شؤون القدس من خطورة مخططات جماعات "الهيكل" المتطرفة لاستهداف المسجد الأقصى المبارك، وتنفيذ طقوس توراتية داخل باحاته، خلال أيام ما يُسمى "عيد الفصح"، الذي يبدأ مساء اليوم السبت.

وأطلقت جماعة "جبل الهيكل في أيدينا" المتطرفة إعلانًا عن تنظيم مواصلات بأسعار مدعومة، واقتحامات مجانية داخل المسجد الأقصى، داعيةً المستوطنين إلى الحجز والمشاركة في "الاقتحامات المركزية" بالتزامن مع "الفصح العبري".

وقال الباحث في شؤون القدس فخري دياب لـ "فلسطين أون لاين": إن جماعات "الهيكل" ومنظمات "المعبد" مهّدت في وقت مبكر لعدوان واسع على الأقصى، ونشرت مشاهد لطقوس تقديم القرابين الحيوانية داخل المسجد المبارك، ولاحقًا أكدت شرطة الاحتلال أنها ستمنح تلك الجماعات مزيدًا من الإمكانيات لأداء طقوسهم التلمودية، وإدخالهم بأعداد كبيرة إلى باحات الأقصى.

تأسيس معنوي

وأشار دياب إلى أن الجماعات المتطرفة نشرت جدولًا لاقتحامات مركزية للمسجد المبارك ما بين 14 و17 من الشهر الجاري، تشمل خمس جولات يومية برفقة حاخامات وشخصيات سياسية متطرفة.

ولفت إلى محاولات جماعات "الهيكل" فرض طقوس تقديم القربان الحيواني داخل المسجد الأقصى، في خطوة رمزية لتأسيس معنوي لما يسمونه "الهيكل"، وتسريع عودة "المخلّص" بحسب معتقداتهم التلمودية.

ووفق الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، فقد دعت منظمة "عائدون إلى جبل الهيكل" أنصارها إلى محاولة إدخال القرابين الحيوانية إلى المسجد الأقصى على مدى أسبوع يسبق بدء الفصح العبري، وسُجلت محاولتان لتهريبه، في ظل غياب "وعد المكافأة المالية" الذي كانت تنشره المنظمة سنويًا منذ 2021.

وقال ابحيص لـ"فلسطين أون لاين": إن الوزير المتطرف إيتمار بن غفير دشّن منذ أيام عودة الاقتحامات للأقصى، فيما بدأت جماعات "الهيكل" التمهيد لعدوان واسع النطاق على المسجد، من خلال نشر صور لإقامة مذبح القربان في مكان قبة السلسلة، مترافقة مع مشاهد لطقوس تقديم القرابين الحيوانية.

ويوم الأحد الماضي، نشر المتطرف أرنون سيجال صورة جديدة متخيّلة لـ"المذبح التوراتي" في مكان قبة السلسلة، تحيط به طقوس تقديم قربان على نار مشتعلة، وماعز صغير معدّ للذبح، مستوحيًا بذلك رؤيتهم التوراتية لـ"الهيكل"، وفق ابحيص.

وأوضح أن جماعات "الهيكل" تسعى لفرض طقس ذبح القربان داخل الأقصى كخطوة رمزية لتأسيس الهيكل المزعوم، وتعتبره ذروة الطقوس التوراتية.

إجراءات غير مسبوقة

من جهتها، أصدرت شرطة الاحتلال تعليماتها بخصوص اقتحام المسجد الأقصى خلال أيام "الفصح العبري"، تؤكد فيها تسهيل دخول أعداد كبيرة من المستوطنين، وضمان حرية أدائهم للطقوس التوراتية داخل باحات المسجد.

وقال الناشط المقدسي خالد تايه لـ"فلسطين أون لاين": إن شرطة الاحتلال تنفّذ خطة أمنية مشددة لضمان حماية مقتحمي الأقصى المبارك، لافتًا إلى أن الشرطة تتوقع أن يشهد المسجد اقتحامات واسعة، موضحةً أنه سيتم إدخال فوج من المقتحمين كل عشر دقائق، ما يعني إدخال 30 فوجًا يوميًا.

وتابع تايه: الاحتلال، من خلال تلك الاقتحامات وإجراءاته المرافقة، يُسابق الزمن مستغلًا الأعياد التوراتية لفرض أمر واقع في الأقصى بشكل علني ومدعوم من حكومة الاحتلال المتطرفة.

وأشار إلى أن اقتحامات المستوطنين كانت تقتصر سابقًا على ساعات محددة ومناطق ضيقة، لكنها اليوم شهدت تمديدًا في المدة، وتوسيعًا للمناطق، واستخدامًا للأدوات التلمودية، والملابس التوراتية المحرّضة على بناء الهيكل المزعوم، وكذلك إدخال القرابين، بعدما كانت من الممنوعات، إلى جانب طقوس أخرى.

وأوضح تايه أن تلك الاقتحامات والطقوس تفرض تحديات كبيرة على المقدسيين والمرابطين، الذين باتوا مستهدفين بإجراءات أمنية قاسية، من بينها منع دخول الأقصى لأسباب واهية، تُحدَّد من قبل شرطة الاحتلال المتواجدة على أبواب البلدة القديمة والمسجد.

وأضاف: إلى جانب منع دخول الفلسطينيين، هناك أوامر إبعاد غير مبررة للمسلمين، طالت في الآونة الأخيرة عددًا من الصحفيين، في محاولة للتعتيم الإعلامي على ما يجري داخل ساحات الأقصى من انتهاكات واعتداءات يومية.

ومؤخرًا، أطلقت مؤسسات وهيئات فلسطينية نداءات لحشد أكبر عدد من المرابطين في المسجد الأقصى، والتواجد المكثّف في باحاته منذ ساعات الفجر الأولى، لإفشال مخططات المستوطنين ومنع أي محاولات لإدخال القرابين أو تنفيذ الطقوس التوراتية.