أخبار اليوم - أبهر تشابي ألونسو محبي كرة القدم في العالم كله، خلال الموسم الماضي، عندما قدّم نسخة استثنائية من باير ليفركوزن، استطاعت التتويج بلقب الدوري الألماني دون هزيمة، إلى جانب حصد كأس ألمانيا، والتأهل لنهائي الدوري الأوروبي.
كانت التوقعات تشير إلى أن ألونسو سيغادر ليفركوزن بعد هذا الموسم التاريخي، لخوض تحدٍ أكبر، إلا أنه فضّل الاستمرار مع النادي الألماني، محاولًا تكرار ما فعله.
لكن في الموسم الحالي تراجع الأداء، ومعه النتائج إلى حد كبير، وباتت كتيبة ألونسو على أعتاب الخروج بموسم صفري، دون تحقيق أي لقب.
هنري يبشّر رافينيا بالكرة الذهبية.. والبرازيلي يرد
Play Video
تغييرات عديدة
ليس من السهل تحديد التشكيلة الأساسية التي يعتمد عليها تشابي ألونسو، هذا الموسم، ولم تكن قراراته المتعلقة باللاعبين مفهومة دائمًا.
اعتمد ألونسو أحيانًا على لوكاس هراديسكي في حراسة المرمى، وأحيانًا أخرى فضل الاعتماد على ماتي كوفار.
وعلى الصعيد الهجومي كان يفضل الاعتماد على باتريك شيك كمهاجم وحيد، وفي أحيان أخرى يعتمد عليه إلى جانب فيكتور بونيفاس وفي بعض المباريات يجلس الثنائي على مقاعد البدلاء كما حدث في مباراة الذهاب الكارثية في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونخ التي انتهت بفوز الأخير (3-0).
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فأحيانًا كان يعتمد على نودري موكيلي في مركز الظهير الأيمن في خط دفاع يتألف من 4 لاعبين، وفي أوقات أخرى يفضل ألونسو اللعب بثلاثة مدافعين هم بيرو هينكابي وجوناثان تاه وإدموند تابسوبا.
بات من الواضح أن كثرة التغييرات التي أجراها ألونسو لم تكن في مصلحة ليفركوزن هذا الموسم، وظهر ذلك في العديد من المباريات أمام خصوم من المفترض أنها صغيرة، ومع ذلك أهدر فيها ليفركوزن النقاط.
متلازمة جوارديولا
كانت نتيجة قرارت ألونسو التأخر بفارق 6 نقاط عن بايرن ميونخ في صدارة الدوري الألماني قبل 6 جولات من النهاية، كما خرج ليفركوزن من نصف نهائي كأس ألمانيا أمام أرمينيا بيلفيلد المتواجد في دوري الدرجة الثالثة، وودع دوري أبطال أوروبا.
وربط كثيرون ما يفعله ألونسو من تغييرات مستمرة في التشكيل، بطريقة بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي الذي يفضّل دائمًا إجراء تعديلات على تشكيلة فريقه في كل مباراة.
وبخلاف مانشستر سيتي طبق جوارديولا فلسفته المتعلقة بالتعديلات المستمرة في برشلونة وبايرن ميونخ، ونجح مع الأندية الثلاثة في الفوز بألقاب عديدة محلية وأوروبية.
لكن هذا الموسم يعتبر الأسوأ في تاريخ جوارديولا التدريبي، في ظل ابتعاده تمامًا عن صراع لقب البريميرليج الذي حققه في آخر 4 مواسم، كما ودّع دوري أبطال أوروبا مبكرًا، ولم يتبق له سوى لقب كأس الاتحاد الإنجليزي.
غضب اللاعبين
بالطبع من الجيد أن يتمتع المدرب بمرونة تكتيكية وأن يكون قادرًا على التعامل مع أساليب الخصم بشكل مختلف، ولكن من ناحية أخرى، عليه التعامل مع غضب اللاعبين الذين يجلسون بصورة مفاجئة على مقاعد البدلاء في بسبب خيارات تكتيكية.
وإذا كان المدرب ناجحًا، فلا يهم طالما أن النجاح يثبت صحة خياراته، ولا يمكن حينها لأي لاعب جالس على مقاعد البدلاء أن يشكو من أي شيء، ولكن الموسم الحالي مختلف في باير ليفركوزن وانعكس ذلك على المزاج العام.
صحيح أن هيكل ليفركوزن العام متماسك، لكنه ليس موحدًا كما كان الحال في الموسم الماضي عندما توج الفريق بالثنائية المحلية.
ويرجع البعض تذبذب نتائج ليفركوزن هذا الموسم، إلى قرارت ألونسو التكتيكية التي تسببت في غياب النجاحات.
محاسبة النفس
كانت جماهير ليفركوزن تمني النمس بالخروج بلقب كأس ألمانيا هذا الموسم، في ظل سهولة الفرصة، وخروج الكبار مبكرًا، لكن مباراة أرمينيا بيلفيلد في نصف النهائي، كانت مثل القشة التي قصمت ظهر البعير.
ورغم أن فريق الدرجة الثالثة يسير بخطى ممتازة في الكأس، وأطاح بالعديد من الأندية الكبرى في طريقه، إلا أن كثيرين توقعوا انتهاء مغامرته على يد باير ليفركوزن.
لكن أرمينيا بيلفيلد حقق المفاجأة وأطاح بحامل اللقب بعد التغلب عليه (2-1)، ليضع ألونسو في قفص الاتهام أمام سيل من الانتقادات.
ويحتاج ألونسو إلى مراجعة نفسه تكتيكيًا هذا الموسم ويطرح السؤال: هل اختار دائمًا الاستراتيجية الصحيحة؟ ألم يكن اتباع الأسلوب الهجومي أمام الأندية الصغيرة مثل أرمينيا بيلفيلد أفضل من الرد على الضغط العالي لهم بالاعتماد على التمريرات الطولية إلى شيك وبونيفاس؟
وأشارت بعض التقارير الصحفية إلى أن لاعبي ليفركوزن لم يعرفوا بعد تلك الخسارة السبب وراء اعتمادهم على الكرات الطولية أمام بيلفيلد وكانوا يفضلون اللعب بأسلوب هجومي بسبب جودة اللاعبين وفارق الإمكانيات بين الفريقين.
لا نزال بعيدين عن الحديث عن انتهاء سحر المدرب الإسباني، لكن هذا السحر تأثر قليلًا هذا الموسم، وإذا أنهى ليفركوزن الدوري الألماني في المركز الثاني، فلن يكون موسم الفريق جيدًا، خاصة بعدما زادت تطلعات الجماهير عقب الموسم الخرافي.