أوساط " إسرائيلية " : نتنياهو عاد من واشنطن بيدين فارغتين

mainThumb
أوساط " إسرائيلية " : نتنياهو عاد من واشنطن بيدين فارغتين

09-04-2025 11:15 AM

printIcon

أخبار اليوم - بعدما هبط غبار زيارة رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو إلى واشنطن، وعاد صباح اليوم الأربعاء للأراضي المحتلة ، يتضح أنه عاد خالي الوفاض تقريبًا، وبأيدٍ فارغة، رغم التطييب والمديح والأجواء الحميمية، وسط تقديرات كثيرة في إسرائيل أن الإدارة الأمريكية قد أخذته على حين غرة، رغم محاولاته بلغة الجسد وبتجربته السياسية الطويلة التظاهر خلال اللقاء بأن الأمور على ما يرام، وأنه على تنسيق مع الرئيس ترامب.

وتتنبه هذه الأوساط لخيار الدبلوماسية المباشرة لدى واشنطن مع زعيمة “محور الشرّ” بعكس شهوة إسرائيل، وللصفعة الكامنة بقول ترامب لنتنياهو إن أردوغان “حبيبنا” ومستعد للتوسط بينكما، وعليكم أن تكونوا معقولين، مثلما دهش الإسرائيليون من رفضه تخفيض رسوم الجمارك المفروضة على إسرائيل، مذكّرًا بأنها تحصل على دعم مالي كبير سنويًا.

ويرى عددٌ كبير من المراقبين الإسرائيليين أن نتنياهو، الذي تلقّى لطمة جديدة من المحكمة العليا بتجميد قراره بإقالة رئيس الشاباك رونين بار، قد تعرّض لعرض مربك داخل البيت الأبيض. وترى أوساطٌ إسرائيلية واسعة خاصة في المعارضة أن الأمريكيين رشّوا ماء باردًا عليه على الطريقة الترامبية، إن لم تكن لطمة، لا سيّما أن نتنياهو نفسه وأبواقه رفعوا سقف التوقعات من هذه الزيارة الخاطفة.

اليوم، يبدو بوضوح أكبر أن الغرض من استدعاء البيت الأبيض لنتنياهو من هنغاريا هو تبليغه بالقرار المفاجئ بالمفاوضات المباشرة بين واشنطن وطهران، علاوة على توظيف الزيارة لخدمة برنامج ترامب الاقتصادي الجديد (رسوم الجمارك)، فطار مزهوًا من بودابست ليكتشف هناك أن الرياح الأمريكية، هذه المرة، قد هبّت بما لا تشتهيه سفنه.

في هذا المضمار، يؤكد الرئيس الأسبق للجناح السياسي الأمني في وزارة الأمن الإسرائيلية الجنرال في الاحتياط عاموس غلعاد أن نتنياهو فوجئ بموضوع إيران وهو في واشنطن، داعيًا إياه للإسراع للتنسيق مع الإدارة الأمريكية، ومحاولة التأثير على مجرى ومضمون المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران في عمان، السبت القريب.

ويؤكد غلعاد أيضًا أن ما جرى هو نتيجة أخطاء نتنياهو نفسه، عندما أقنع ترامب في 2016 بإلغاء الاتفاق مع طهران، ما سمح لها بالتقدم نحو حافة النووي، وسط تراجع احتمالات الضربة العسكرية المشتهاة. وهذا ما يؤكده المعلق السياسي الإسرائيلي المقيم في واشنطن نداف أيال فيقول هو الآخر إن إسرائيل فوجئت بتصريح ترامب عن مفاوضات مباشرة مع إيران، لافتًا إلى أن الخوف الكبير فيها الآن أن توافق واشنطن على اتفاق سخي، وعندها سيحدث أمران: إيران تصبح دولة على حافة النووي، والثاني تراجع قدرة إسرائيل على مهاجمة إيران للصفر.

أيادٍ فارغة
ويرى المعلق السياسي في صحيفة “معاريف” شلومو شامير أن الزيارة التي بدت في البداية ودية قد تحوّلت بسرعة لتظاهرة قوة من قبل ترامب، الذي أبقى نتنياهو دون مكاسب سياسية، دون تقدّم في مفاوضات الصفقة، ودون إجابات حول الاتصالات الأمريكية الإيرانية الآخذة بالنمو خلف الكواليس.

وبلغة ساخرة، يضيف شمير: “ترامب امتدح نتنياهو على طريقته، وكأنه يقول له: ‘أنا المشغل المسؤول عنك، وعليك تطبيق ما أقوله، وويل لك إن كنت مستقلًا'”.

ويعتبر شمير أن “الغريب العجيب أن ذلك يحدث لرئيس حكومة إسرائيل “الأمريكي” الذي ترعرع في الولايات المتحدة ويعتبر ابن العالم الكبير وسياسياً محنكاً ومخضرماً”. ويقول إن زيارات رؤساء الحكومات الإسرائيلية للبيت الأبيض طالما كانت فرصة للظهور وتعزيز مكانتهم وتحسين صورتهم، أما نتنياهو فخرج من البيت الأبيض، هذه المرة، دون مكسب أو ربح سياسي حقيقي لإسرائيل، وقد حوّل اللقاء المتلفز “المطنطن” مع ترامب لصورة تعكس زعزعة مكانته في دولته، وهو رئيس حكومة مصيره معلق بقرار شركاء في الائتلاف، فيما لم تدفع الزيارة بشيء احتمالات استعادة بقية الرهائن، والدليل هو الكشف عن أن ويتكوف، إيّاه المكلف بملف المخطوفين وغزة، هو الذي سيحمل الآن الملف الإيراني في مسعى لتحقيق غاية أمريكية بمنع بلوغ إيران سلاح نووي.

دولة مضطربة مصابة بالجنون
ويتقاطع مع شمير المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل، الذي يرى اليوم أن اضطرار نتنياهو للموافقة على محادثات واشنطن طهران يذكّر بأنه لاعبٌ ثانوي في عرض ترامب الذي حدّد سلّم أولويات الإدارة الأمريكية: صفقة بين واشنطن والرياض، إنهاء الحرب في غزة، تسوية مشكلة النووي الإيراني، والحفاظ على وحدانية المصالح مع تركيا. معتبرًا أن الفوضى والاضطرابات المربكة داخل المحكمة الإسرائيلية العليا أمس تعكس تحول إسرائيل تحت قيادة نتنياهو لدولة “مصابة بالجنون ومتخاصمة.

معضلة ترامب.. نتنياهو أو إسرائيل
من جهته، يرى تسفي بار إيل، محرّر الشؤون الشرق أوسطية في “هآرتس”، أن سفرة نتنياهو الخاطفة من بودابست لواشنطن تجاوزت أمر لاهاي باعتقاله، ولكن في نهاية المسار الطويل انتظر نتنياهو داخل البيت الأبيض عرضاً من عروض المافيا، سلساً وبليغاً. ويقول بار إيل أيضًا إن ترامب أظهر لنتنياهو، ومن خلاله للعالم كلّه، ما يحدث لمن يحاول دخول منطقة معيشة السيد.