أخبار اليوم - وسن المناصير - انتهى شهر رمضان المبارك، ذلك الشهر الذي شهد على عطاء المرأة بلا حدود، حيث تنوعت أدوارها، وتكثفت مسؤولياتها في المنزل والعمل، لكنها استمرت في أداء مهامها بكل إتقان وحرفية، حتى وإن كان ذلك على حساب راحتها الشخصية.
المرأة في رمضان: رحلة عطاء بلا توقف
في رمضان، كانت المرأة هي عمود المنزل، تعمل بجد لتحضير وجبات الإفطار والسحور، تهتم بأفراد أسرتها، وتتابع تفاصيل يومهم، وبين الطهي والتنظيف وتنسيق الأوقات، لم تغفل عن دورها كأم مربية ومعلمة، خاصة في ظل تزامن الشهر مع امتحانات أبنائها.
لم تكتفِ بذلك، بل كانت أيضًا دكتورة طب بديل، تقدم لأطفالها الرعاية الصحية الطبيعية لمواجهة تقلبات الطقس، إضافة لدورها العاطفي كمركز احتواء ودعم نفسي لأفراد الأسرة، الذين يلجؤون إليها بحثًا عن الطمأنينة والراحة.
بعد رمضان: استمرارية العطاء
مع انتهاء الشهر الفضيل، يتوقع الجميع أن تأخذ المرأة قسطًا من الراحة بعد أسابيع من الجهد المضاعف، إلا أن الواقع يقول غير ذلك. فالأعباء تستمر، وإن كانت بوتيرة أقل، حيث يبقى عليها ترتيب المنزل بعد الأعياد، وتحضير الأبناء للعودة إلى المدارس.
تظل المرأة، حتى بعد انتهاء رمضان، حاضرة بقوة في كل تفاصيل الحياة اليومية. فهي التي تسعى دائمًا لإيجاد التوازن بين حياتها الشخصية وعائلتها وعملها. ورغم الضغط النفسي والإرهاق الجسدي الذي قد تعانيه، فإنها لا تتوقف عن العطاء.
المرأة: قلب المجتمع رغم كل الظروف
اعتدنا أن نصف المرأة بأنها نصف المجتمع، لكن الحقيقة أن المرأة هي قلب المجتمع وروحه، لأنها تضحي دون أن تنتظر المقابل، تزرع الحب والطمأنينة، وتؤدي أدوارًا متعددة لا يمكن أن يحل مكانها فيها أحد.
ورغم صعوبة هذه المهام وتعددها، فإن المرأة تستمر في أداء دورها بلا شكوى، بل على العكس، تراها قلقة إذا شعرت بأنها قصرت في واحدة من مسؤولياتها. وهذا العطاء المستمر لم يكن يومًا نتيجة تحصيل علمي أو خبرة أكاديمية، بل هو نابع من فطرتها وحبها لأداء دورها على أكمل وجه.
دعوة إلى تقدير العطاء المستمر
على المجتمع، بعد رمضان، أن يقدر جهود المرأة، ويعترف بإسهاماتها الكبيرة في تماسك الأسرة واستمرار الحياة اليومية. إن دعم المرأة وتمكينها ليس مجرد مسؤولية اجتماعية، بل هو استثمار في مستقبل أفضل، حيث تظل هي العمود الذي يسند الجميع مهما كانت التحديات.