أخبار اليوم - راما منصور - في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بيوم الصحة العالمي، يقف قطاع غزة شاهداً على مأساة صحية وإنسانية غير مسبوقة، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والكهرباء، بينما تتزايد الأوجاع، وتصارع الأرواح للبقاء على قيد الحياة.
أكد نقيب الأطباء الدكتور زياد الزعبي، في حديثه لـ"أخبار اليوم"، أن الاحتفال بيوم الصحة العالمي في ظل ما يحدث في غزة يعد مفارقة مؤلمة، مضيفًا: "لا يوجد ما يبرر الاحتفال بهذا اليوم بينما غزة تُعاني. إنه يوم يشهد على تجاهل العالم لجرحى غزة ودمارها وشهدائها، حيث ينظر المجتمع الدولي بنظرة متعالية إلى هذه المأساة."
كارثة صحية غير مسبوقة
أوضح الزعبي أن قطاع غزة كان يضم قبل الاجتياح 38 مستشفى، في حين أن عدد المستشفيات العاملة حاليًا لا يتجاوز الأربع، مؤكدًا أن هذه المنشآت الصحية غير قادرة على تلبية احتياجات أكثر من مليوني إنسان يتعرضون للقصف اليومي بالأسلحة الثقيلة، والتي قد تتضمن أسلحة محظورة دوليًا، كما حدث سابقًا في العراق ومناطق أخرى.
إدانة تقاعس المجتمع الدولي
انتقد الزعبي موقف العالم تجاه غزة، مشيرًا إلى أن من يرى هذه الكارثة بشكل واضح لا يمكنه الاحتفال بيوم الصحة العالمي. وطالب بإحالة مرتكبي الجرائم ضد المدنيين من قوات الاحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية، داعيًا المنظمات الصحية العالمية إلى اتخاذ موقف داعم للجرحى والشهداء الذين يموتون يوميًا تحت القصف.
صعوبة الوصول الطبي ودعوات للتحرك الإنساني
وأضاف الزعبي أنه منذ بداية الحرب، حاولت نقابة الأطباء إرسال فرق طبية بالتنسيق مع منظمات دولية معنية بالصحة مثل منظمة الصحة العالمية، اليونيسف، والصليب الأحمر. إلا أن الوصول إلى غزة كان معقدًا، حيث مُنعت الفرق الطبية من الدخول، كما تُمنع الحالات الحرجة من مغادرة القطاع لتلقي العلاج في الخارج.
ودعا الزعبي المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على الدول المتورطة في هذه الأزمة، بهدف وقف الجريمة الإنسانية في غزة وتمكين المصابين من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة.