أخبار اليوم - قال نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي للشؤون السياسية والسياسة الأمنية، خافيير كولومينا، إن الأردن يلعب دورًا رئيسيًا في دعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وهو شريك قديم للناتو في التعاون في العديد من المشاريع.
وفي مقابلة خاصة لقناة "المملكة"، أكد كولومينا، أن جلالة الملك عبدالله الثاني صديق جيد لحلف الناتو، ويلعب دورًا أساسيًا في جلب الاستقرار إلى المنطقة، وكان حاضرا في اجتماع وزراء خارجية الحلف في كانون الأول املاضي.
"نحن جميعًا واثقون جدًا في مهارات جلالة الملك عبدالله لجلب أكبر قدر ممكن من الوساطة لدعم الجهود الرامية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وممتنون جدًا للعمل الذي يقوم به الأردن"، وفق كولومينا، الذي يشغل أيضا منصب الممثل الخاص للأمين العام للحلف لشؤون الجوار الجنوبي.
وعن مكتب الاتصال الخاص بالحلف المقرر افتتاحه في عمّان، أكد أن المكتب هو الأول على الإطلاق في المنطقة وسيعزز تعاون الحلف مع الأردن، موضحا أن السبب الذي دفع الحلف لافتتاح المكتب في عمّان يعود إلى امتلاك الحلف تعاونًا قويًا جدًا مع الأردن، والمكتب سيساعد الحلفاء أيضًا على فهم أفضل لما يجري في المنطقة.
أما عن الموعد الرسمي لافتتاح المكتب، قال إنه "سيكون خلال الأسابيع المقبلة، وربما في الشهرين المقبلين. لذا، من الصعب تحديد ذلك لوجود العديد من الإجراءات الصغيرة؛ اللوجستية والقانونية، التي يجب إنهاؤها لمعرفة موعد الافتتاح بالضبط، لكني واثق تمامًا من أنه سيفتتح قريبا".
في 11 تموز الماضي، اعتمد الحلفاء في قمة الناتو (حلف شمال الأطلسي) لعام 2024 في واشنطن خطة عمل لتعزيز نهج التعاون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمواكبة تطورات المشهد الأمني والإقليمي والعالمي، وحرصت هذه الخطة على إظهار التزام الحلف بتعزيز التعاون مع دول الجوار الجنوبي، من خلال إنشاء مكتب اتصال للحلف في المملكة الأردنية الهاشمية وهو مكتب الاتصال الأول في المنطقة.
وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، أكدت وقتها، أن افتتاح المكتب يمثل علامة فارقة في الشراكة الاستراتيجية العميقة بين الأردن والحلف، حيث يقر الحلف بدور الأردن المحوري في تحقيق الاستقرار إقليمياً ودولياً، ويشيد بإنجازاته الممتدة في مكافحة التهديدات العابرة للحدود كالإرهاب والتطرف العنيف.
وسيسهم المكتب، باعتباره مكتبا تمثيليا للحلف، بتعزيز الحوار السياسي والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك بين حلف الناتو والأردن. وسيعزز التواصل المستمر بين الأردن والحلف وبما يسهم في تعزيز فهمٍ أعمق للسياقات الوطنية والإقليمية وإحراز التقدم المنشود في تنفيذ برامج وأنشطة الشراكة التي تشمل عقد المؤتمرات والدورات وبرامج التدريب في مجالات مثل التحليل الاستراتيجي، والتخطيط لحالات الطوارئ، والدبلوماسية العامة، والأمن السيبراني، وإدارة تغير المناخ، وإدارة الأزمات والدفاع المدني.
وفي رده بشأن التعاون الجديد مع الأردن، بين أن لدى الحلف واحدة من أقوى العلاقات مع الأردن، وهذا التعاون يضم حزمة لبناء القدرات الدفاعية تتضمن 15 مبادرة؛ ويعمل على كل جانب من جوانب التعاون الذي يملكه مع الشركاء ومع الأردن.
"نقوم بعمل جيد جدًا في مجالي التدريب والتعليم، وفي أمن الحدود، ولدينا مشاريع محددة بالفعل تتعلق بالأسلحة الصغيرة والخفيفة"، وفق كولومينا، الذي أعلن عن إطلاق مبادرة جديدة تتعلق بأمن الحدود مع الأردن، وهي مبادرة مهمة سيتم تطويرها في الأشهر والسنوات المقبلة، مؤكدا أن علاقات التعاون مع الأردن ممتازة وسيتم تحسينها وتعزيزها مع افتتاح المكتب.
وعن الاجتماع الوزاري للحلف في نيسان الحالي، أشار إلى أن الحلفاء وافقوا خلال الاجتماع على وثيقتين مهمتين جدًا لدعم دول الجوار الجنوبي؛ إحداهما كانت التقرير السنوي عن كيفية تنفيذ خطة عمل الجوار الجنوبي، والأخرى هي الأجندة المشتركة لمواجهة التحديات الأمنية.
وأوضح كولومينا أن الوثيقة الثانية ذات أهمية خاصة للأردن ولكل الشركاء في الجنوب، وجرى التفاوض مع جميع دول الجوار الجنوبي بشأنها، مبينا أنه جرى الاتفاق أيضا على عدد من مجالات العمل، من الأمن البحري إلى أمن الطاقة إلى التدريب والتعليم، وغيرها، والتي ستمنح الحلف خارطة طريق لتعزيز العلاقة مع هذه الدول، والتي ستُطبق بدرجة كبيرة مع الأردن.
وتعود علاقات الأردن المؤسساتية مع حلف الناتو إلى عام 1995 حيث انضم إلى مبادرة "الحوار المتوسطي" والتي تشمل سبع دول متوسطية، وتسعى لتعزيز شراكة الحلف مع دول المتوسط لتأطير سبل التعاون والتنسيق من أجل الأمن والاستقرار.
ووقع الحلف أول حزمة لبناء القدرات الدفاعية مع الأردن في عام 2014 وهي التي تعتبر أفضل الأمثلة على قوة العلاقة بين الحلف والمملكة وتوفر منصة لزيادة التعاون العملي، وجرى تجديد هذه الحزم الدفاعية في عامي 2017 و2021.
المملكة