في ظلمة السِّجن .. تجويع وتعذيب يزهقان روح الأسير "أحمد"

mainThumb
في ظلمة السِّجن.. تجويع وتعذيب يزهقان روح الأسير "أحمد"

07-04-2025 11:02 AM

printIcon

أخبار اليوم - لم تتوقع أسرة أحمد (الباشا) أن تسمع خبر ارتقاء ابنها الفتى وليد (١٧ عامًا) في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهو الذي لم يعانِ يومًا أي مرض، وزُج به إلى السجن ظلمًا وعدوانًا بتهم ملفقة، في حين كانت الأسرة تبذل جهودًا حثيثة في محاولة الإفراج عنه.

فقد فوجئت الأسرة التي تحمل الجنسية البرازيلية بقوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم المنزل ليلة 30 سبتمبر من العام الماضي لاعتقال ابنها البكر وليد. يقول والده خالد احمد لـ "فلسطين أون لاين":" كان ابني يغط في النوم، وقد اعتُقل بملابس النوم، ولم يسمح له جيش الاحتلال بتغيير ملابسه، ولم يعطِنا أي فرصة لنعرف سبب اعتقاله أو إلى أين سيذهب به".

ولإدراك الأب أن الاحتلال لا يلقي بالا للمؤسسات الفلسطينية لجأ فورا للسفارة البرازيلية في (إسرائيل) طالبا منها مساعدته في الكشف عن ظروف وسبب اعتقال ابنه، فتم الرد عليه في 17 أكتوبر من العام ذاته بأن ابنه معتقل في سجن مجدو وموجه له اتهامات بالقاء الحجارة على قوات الاحتلال بزعم اعترافات أشخاص آخرين عليه. ولاحقا عقدت اول محكمة لـ" وليد" سمح للاب بحضورها عبر " الفيديو كونفرنس" في سجن عوفر، " المحكمة لم تتعد الدقيقة الواحدة بالكاد لمحت وليد ثم اختفى عن الشاشة فقد تم تأجيل المحاكمة".

ويضيف :" استمر الأمر على هذا النحو فقد عقد لوليد قرابة سبع محاكمات كانت لا تتعدى الدقيقة الواحدة وفي كل مرة يتم تأجيل النطق بالحكم". والأدهى والأمر كان بالنسبة لـ " خالد" بأن التهم الموجهة لابنه كانت ممتدة على الفترة من ٢٠٢٠ وحتى ٢٠٢٤ أي منذ كان عمره 12 عاما فقط. ورغم أن وليد أنكر كل التهم الموجهة له إلا أن الاحتلال استمر باعتقاله وتأجيل محاكمته حتى صدمت الأسرة بخبر استشهاده بعد انقطاع الاتصال معه في سجون الاحتلال. فقد نشر خبر على جروبات أهالي المعتقلين في سجن مجدو بأن هناك اسير قد استشهد ما أثار القلق في نفس خالد إلى أن تواصلت إدارة السجن مع أحد الأشخاص في سلواد الذي تواصل مع خال وليد ليخبر أسرته بأنه قد استشهد.

فكانت صدمة العائلة كبيرة باستشهاد بكرها الذي كانت ترسم له مستقبلا باهرا في ظل تفوقه بالدراسة، " ابني كان مرفها مدللا يدرس في مدارس خاصة منذ الصف الاول الابتدائي وفي الوقت ذاته كان رياضيا يجيد عدة رياضات منها كرة القدم والكيك بوكسينج الذي شارك فيه في بطولات خارج الوطن والشطرنج". ويضيف :" لقد شكل خبر استشهاده صدمة كبيرة لي ولوالدته وشقيقتيه وشقيقه خاصة أنه دخل السجن بحالة صحية ممتازة لكن المعاملة اللاانسانية التي يتلقاها أسرانا في سجون الاحتلال أدت لتدهور كبير في وضعه الصحي كما علمنا لاحقا".

فقد طالب الاب عبر السفارة البرازيلية بتسليم جثمان ابنه ليدفنه وفق الشريعة الإسلامية فاشترطت إدارة السجون أن يتم تشريح الجثمان، فكانت الصدمة بأن سبب الاستشهاد هو التجويع المتعمد وتعرضه للضرب والتعذيب أثناء قمع الاحتلال للأسرى. ويضيف خالد :"أخبرني الطبيب الإسرائيلي الذي شارك في تشريح جثمانه نيابة عن الأسرة بأن ما وجده على جسد وليد شيء صادم فقد تعرض للتجويع لفترة طويلة جدا كما أن مرض الجرب منتشر في جسمه بالكامل كما أنه يعاني من كسر في الأنف واضلاع صدره وضمور عضلات شديد وفقاعات هوائية داخل الجسم وجرثومة مجهولة ".

وتبين من خلال مراجعة تقارير السجن أن الشهيد وليد اشتكى للإدارة من شعوره بالجوع دون أن يستجيبوا له، " ولادنا احنا مش جايبينهم من الشارع، بالآخر يموتوا بسبب الجوع". ويتمنى خالد أن يتم الانتباه دوليا لقضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال كي لا يلاقوا مصير ابنه وليد خاصة الأطفال منهم.


فلسطين أون لاين