أخبار اليوم - كشف عدد زوار العقبة الذي وصل إلى 120 ألف زائر خلال عطلة عيد الفطر، وفق رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف الفايز، عن الحاجة إلى ضخ المزيد وجذب الاستثمارات الخاصة بقطاع الغرف الفندقية، مثلما كشف في الوقت نفسه على النقص الحاد بالغرف الفندقية في العقبة؛ المدينة السياحية الأولى.
ووصل إلى العقبة، خلال عطلة عيد الفطر، حسب إحصائيات سلطة العقبة ما يقارب 120 ألف زائر من مختلف المعابر، لا سيما معبر وادي عربة الجنوبي، ومعبر الدرة الذي يربط حقل السعودية بالعقبة، حيث قدم من خلال المعبرين ما مجموعه 25 ألف زائر من جنسيات سعودية وخليجية وأوروبية.
وكانت العقبة، خلال عطلة العيد وعطلة نهاية الأسبوع، تعج بالأفواج السياحية وزوار المدينة، مما زاد الطلب على الغرف الفندقية التي يقدر عددها بـ6200 غرفة فقط، ووصلت فيها نسبة الإشغال، خصوصا في تصنيف الفنادق 5 نجوم إلى 100 %، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه عدد الشقق المفروشة 200 شقة، حيث أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار تلك الغرف بأسعار قياسية وصلت إلى 300 دينار للغرفة 5 نجوم و80 دينارا وأكثر للشقة المفروشة، إضافة إلى ذلك، فإن عددا من الزوار، وبعد البحث الشاق عن غرفة فندقية، توجه إلى مدينة البترا وفضل المبيت في فنادقها بدلا من العودة أو المبيت في السيارة، وهو خيار يلجأ إليه البعض رغم علمهم بصعوبة التنقل بين العقبة والبترا وقطع مسافة تتجاوز 100 كلم.
مطالب بجذب الاستثمارات
هذه المعطيات، حسب خبراء، تفتح الباب مجددا للمطالبة بجذب الاستثمارات السياحية وتسهيلها لإقامة منشآت تعتمد على سياحة المبيت، ويعزز الفارق بين ضخامة الأعداد التي تأتي إلى العقبة، خصوصا في الأعياد والمواسم السياحية، وهذا الأمر، كما يراه المعنيون، يحتاج إلى مقارنة رقمية تكشف الفارق بين عدد السياح ونسبة الإقامة بالفنادق، وعدد الغرف الفندقية المتوفرة وأسعارها وتصنيفاتها.
وبحسب الخبير السياحي محمد الحسنات، فإن حجم الإقبال والزيادة الملحوظة بأعداد السياح للعقبة يفرضان الحاجة الملحة لخطط سريعة تواجه تحدي نقص الغرف، مشيرا إلى أن الإشغال الكامل مع هذا العدد من الغرف الفندقية أمر يتكرر في ذروة المواسم وقد لا يعكس ضخامة الإقبال والعدد الكبير لزوار العقبة، والأهم من ذلك حجم سياحة المبيت، إذ من السهل الوصول إلى نسبة إشغال %100 مع عدد محدود بالغرف الفندقية.
والجدير بالذكر، أن مجموع الغرف الفندقية في العقبة للتصنيفات كافة لا يتجاوز بأحسن أحواله 6200 غرفة فندقية، وهو رقم يبدو متواضعا إذا ما قورن بأي رقم زيارات سجل في العقبة خلال المناسبات والأعياد، ومنها، على سبيل المثال، قدوم 120 ألف زائر للعقبة في عيد الفطر، الذي وصلت فيه نسبة الحجوزات إلى قرابة 87 %، علمًا أن الـ12 % التي لم يتم إشغالها لا تربط بعدد الزوار وفق عاملين بالقطاع، بالإضافة إلى أن بعض الفنادق لا تعطي نسبة حجز دقيقة تحسبا لإلغاء بعض الحجوزات.
وتبرز مشكلة نقص الغرف الفندقية في موسم الأعياد وعطلة نهاية الأسبوع المقترنة بعطلة رسمية والنشاطات الترفيهية والفنية والتظاهرات الثقافية والرياضية، ويظهر معها ضعف القدرة الاستيعابية للغرف.
حاجة ماسة لزيادة أعداد الغرف الفندقية
ويرى مدير مكتب سياحي محمد هلالات، أن العقبة تحتاج إلى مئات الغرف الفندقية في ظل تنامي أعداد السياح، وأنه وحتى مع زيادة الغرف الفندقية ستبقى نسبة حجوزات الـ100 % تتكرر، في ظل تأكيد مكانة العقبة كوجهة سياحية مفضلة على الصعيد العالمي بوجه عام وفي ضوء ما تمتلكه من مقومات جذب قوية وعوامل أسهمت، على مدار العقود الماضية، في استقطاب مئات الآلاف من الزوار من مختلف أنحاء العالم، وجعلتها تتصدر وجهات العالم الكبرى في قوائم البحث في المواقع المتخصصة في مجال السفر والسياحة، خاصة سياحة البواخر.
من جهته، يشير الخبير السياحي أيمن جبر إلى أن تحدي قطاع السياحة في العقبة يتعلق بالبنية التحتية وفي ضعف القدرة الاستيعابية للفنادق ونقص الغرف الفندقية، وهذا يؤثر على تنافسية العقبة مقارنة مع ما تملكه مدن البحر الأحمر السياحية من أعداد هائلة بالغرف الفندقية، وبالتالي يرفع من تنافسيتها ويعزز دخلها القومي المتأتي من القطاع السياحي.
كما يلفت هلالات إلى أن بعض الحجوزات الفندقية في مواسم الذروة قد ألغيت بسبب نقص الغرف الفندقية، خصوصا في تصنيفات 4 و5 نجوم، وهو ما يفضله السائح من الأسواق المختلفة وأيضا الزائر المحلي الذي يشترط أن تكون الغرفة الفندقية في منشأة شاطئية وعددها محدود على البحر في العقبة.
وأسهم الطقس اللطيف وذروة الموسم، إلى جانب إقامة فعاليات غنائية وترفيهية وتمديد كرنفال العقبة للتسوق ومهرجان أمواج العقبة، بجذب الزوار إلى المدينة السياحية، وهو ما يضع أصحاب القرار في العقبة في تحد وسباق مع الزمن لتحقيق خطط وإستراتيجية زيادة عدد الغرف الفندقية التي تبنتها الجهات المعنية قبل سنوات.
ماذا عن الخطة الإستراتيجية للعقبة؟
وكانت سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة قد أطلقت الخطة الإستراتيجية الخاصة للأعوام 2024-2028، واشتملت على سبع أولويات أساسية؛ منها التركيز وتعزيز مكانة العقبة على خريطة السياحة العالمية كوجهة مميزة للسياحة البيئية والتراثية على خليج العقبة واستهداف تمكين منطقة العقبة كوجهة عالمية جاذبة للاستثمار، وحددت هدفا لها يضمن زيادة معدل إقامة السائح، وكذلك زيادة عدد الغرف الفندقية من 6200 غرفة فندقية حاليا إلى 12 ألفا خلال السنوات المقبلة.
من جهته، بين نائب رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة حمزة الحاج حسن، أن السلطة عملت على صياغة رؤية مستقبلية لقطاع السياحة، بهدف إحداث نقلة نوعية به، مؤكدا أن السلطة تعمل على زيادة عدد الغرف الفندقية، بما يسهم في تحقيق الخطة الإستراتيجية للسياحة في العقبة.
وأشار الحاج حسن إلى العمل على توفير كل التسهيلات التي تساعد القطاع الخاص على تحقيق ذلك.
الغد