أخبار اليوم - حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من خطر محدق يهدد حياة الأطفال، بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال لقاحات “شلل الأطفال”، وذلك بعد تحذير منظمة الطفولة العالمية من خطر كبير يهدد حياة أطفال غزة بسبب نقص الطعام وإصابتهم بـ”سوء التغذية”.
شلل الأطفال
وأكدت وزارة الصحة في تصريح صحافي أن هذا الأمر “يُشكل قنبلة موقوتة تهدد بتفشي الوباء”.
ومنذ الثاني من شهر مارس الماضي، فرضت سلطات الاحتلال حصارا محكما على قطاع غزة، منعت بموجبه دخول المواد الطبية والأدوية والأجهزة كذلك، إلى جانب منع إدخال المواد الغذائية المساعدات والوقود، وهو ما تسبب بأزمة كبير جدا تهدد حياة السكان بالموت مرضا وجوعا.
وكان من بين ما منعت إسرائيل دخوله للسكان الطعومات اللازمة للوقاية من مرض “شلل الأطفال”.
وأشارت وزارة الصحة في غزة، إلى أن منع إدخال اللقاحات، يمثل إمعان في الاستهداف الغير مباشر لأطفال قطاع غزة، لافتة إلى أن 602 ألف طفل يتهددهم خطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات المزمنة، مالم يتوفر اللقاحات اللازمة لهم.
وأكدت الوزارة أن منع إدخال اللقاحات “يعني انهيار الجهود التي بُذلت على مدار الاشهر السبعة الماضية”، وأضافت “ما يعني أن تداعيات خطيرة وكارثية ستضاف على المنظومة الصحية المستهدفة والمستنزفة، إضافة إلى مضاعفة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية”.
وطالبت الوزارة الجهات المعنية، بالضغط على الاحتلال لإدخال اللقاحات، وإتاحة ممرات آمنة لضمان الوصول إلى الأطفال في مختلف مناطق القطاع.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية بالتعاون مع عدد من المنظمات الأممية نفذت قبل أشهر حملة تطعيم ضد “شلل الأطفال” في قطاع غزة، حيث نفذت المرحلة الأولى في شهر سبتمبر من العام الماضي، ورغم التنسيق لتلك الحملة إلا أن جيش الاحتلال واصل الهجمات ضد القطاع، وأربك عملية التطعيم كثيرا، من خلال منعها في عدة مناطق.
وجاء ذلك بعد الكشف عن إصابات بالمرض في القطاع، وعقب إجراء عدة فحوصات، قالت إن مسببات المرض موجودة في مياه الصرف الصحي، وفي تجمع المياه العادمة، التي تغزو شوارع القطاع، بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل منذ بدء الحرب، حيث تعمدت قوات الاحتلال تدمير شبكات البنى التحتية.
سوء التغذية
وفي هذا السياق، كانت منظمة الطفولة العالمية “اليونيسف” أعلنت أن الأطفال الذين يتلقون علاج سوء التغذية يتعرضون لخطر جسيم، بعدما أُغلق 21 مركزا للعلاج في القطاع، منذ 18 مارس الماضي، بسبب أوامر النزوح أو القصف، لافتة إلى أن هناك 350 طفلا يعتمدون على هذه المراكز، يواجهون الآن سوء تغذية متفاقما، قد يُهدد حياتهم.
وقالت المنظمة إن الأغذية التكميلية للرضع الضرورية للنمو عند انخفاض مخزونات الغذاء، نفدت في وسط وجنوب غزة، ولم يتبقَّ من حليب الأطفال الجاهز للاستخدام سوى ما يكفي لـ400 طفل لمدة شهر.
تُقدّر اليونيسف أن ما يقرب من 10,000 رضيع دون سن ستة أشهر، يحتاجون إلى تغذية تكميلية، وقالت “بدون حليب الأطفال الجاهز للاستخدام، قد تُجبر العائلات على استخدام بدائل ممزوجة بمياه غير آمنة”.
وكانت “اليونيسيف” قالت إن حظر دخول المساعدات الإنسانية له عواقب وخيمة على مليون طفل في قطاع غزة، وأكدت في بيان أصدرته بأنه لم يُسمح بدخول أي مساعدات إلى القطاع منذ 2 مارس 2025، وهي أطول فترة منع للمساعدات منذ بدء الحرب، مما أدى إلى نقص في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والمأوى والإمدادات الطبية.
وحذرت المنظمة الأممية من أنه بدون هذه الضروريات، من المرجح أن ترتفع معدلات سوء التغذية والأمراض وغيرها من الحالات التي يمكن الوقاية منها، مما يؤدي إلى زيادة في وفيات الأطفال التي يمكن تجنبها.
وأشارت المنظمة الأممية إلى أنه بالإضافة إلى خدمات التغذية، اضطرت إلى تقليص خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي، والتوعية بمخاطر الألغام، وإدارة حالات حماية الطفل بسبب استمرار الأعمال العدائية والنزوح الجماعي.
ولفتت “اليونيسف” إلى أنها خلال وقف إطلاق النار، بدأت بإصلاح الآبار ونقاط المياه الحيوية لزيادة توافر مياه الشرب الآمنة، لكنه مع انهيار وقف إطلاق النار، لا يزال العديد منها دون إصلاح أو معرضا لخطر المزيد من الضرر، وأضافت “معدل الحصول على مياه الشرب لمليون شخص، بمن فيهم 400 ألف طفل، انخفض من 16 لترا للشخص الواحد يوميا إلى ست لترات فقط”.
وحذرت اليونيسف من أنه إذا نفد الوقود في الأسابيع المقبلة، فقد ينخفض هذا المعدل إلى أقل من 4 لترات، مما يجبر العائلات على استخدام مياه غير آمنة ويزيد من خطر تفشي الأمراض، وخاصة بين الأطفال.
وأشار إدوارد بيجبيدر، المدير الإقليمي لـ”اليونيسف” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى إن المنظمة لديها آلاف المنصات المحملة بالمساعدات تنتظر دخول قطاع غزة، مؤكدا أن معظم هذه المساعدات مُنقذة للحياة، وقال “لكنها بدلا من إنقاذ الأرواح، تُخزن”، مشددا على وجوب السماح بدخولها فورا، وقال “هذا ليس خيارا أو صدقة، إنه التزام بموجب القانون الدولي”.
وقال “من أجل أكثر من مليون طفل في قطاع غزة، نحث السلطات الإسرائيلية على ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان على الأقل، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني”.