ابتهال أبو سعدة .. صرخة ضمير في وجه مايكروسوفت الداعمة لإبادة غزة

mainThumb
ابتهال أبو سعدة.. صرخة ضمير في وجه مايكروسوفت الداعمة لإبادة غزة

06-04-2025 09:46 AM

printIcon

أخبار اليوم - أثارت المهندسة المغربية إبتهال أبو السعد ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مقاطعتها لكلمة ألقاها مصطفى سليمان، المدير التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي في شركة مايكروسوفت، خلال فعالية احتفالية بالذكرى الخمسين لتأسيس الشركة. وقد ارتفعت أصوات الإشادة بها على منصة "إكس"، حيث اعتُبر موقفها "صرخة ضمير" في وجه صمت المؤسسات الكبرى

فخلال كلمة سليمان حول تقنيات الذكاء الاصطناعي، قاطعته أبو السعد، قائلة من قلب القاعة: "توقفوا عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية". ووصفت سليمان بـ"تاجر حرب"، ما أدى إلى إخراجها من الفعالية.

المقطع المصوَّر للحظة الاحتجاج انتشر على نطاق واسع، مصحوبًا بوسوم مثل #ابتهال_أبو_السعد، في تعبير عن التضامن الواسع معها ومع موقفها الإنساني. كثير من النشطاء رأوا فيها نموذجًا نادرًا للشجاعة الأخلاقية في وجه التواطؤ التكنولوجي مع الجرائم الإسرائيلية ضد غزة.

حماس: موقف بطولي

في بيان رسمي، أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بما قامت به أبو السعد، واصفةً موقفها بـ"البطولي"، معتبرة أنه يفضح "تورط كبرى شركات التكنولوجيا في دعم آلة القتل الصهيونية". وطالبت الحركة بضرورة توثيق هذا التواطؤ ومحاسبة الشركات المتورطة في تمكين الاحتلال من ارتكاب جرائم الحرب باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

من جهته، قال الدكتور عبد العزيز رجب، الأمين العام لاتحاد علماء الأزهر، إن المهندسة المغربية "ضحّت بوظيفتها لكنها حافظت على إنسانيتها"، مشيرًا إلى أن العالم بحاجة إلى مزيد من الأصوات الجريئة مثلها.

أما الدكتور علي القرة داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فنقل عنها قولها بعد طردها من الفعالية: "قد يُلاحقونني، لكن خوفي الأكبر أن يتحول الكود الذي كتبته إلى أداة قتل". وأضاف: "ما قامت به ليس احتجاجًا عابرًا، بل شهادة أخلاقية في زمن التواطؤ".

ما بعد الطرد.. تعاطف وشكوك

تداولت عدة تقارير معلومات تفيد بأن مايكروسوفت أنهت تعاقدها مع إبتهال، وهو ما لم تؤكده الشركة رسميًا. وكتب نشطاء على "إكس" أن "ابتهال ضحت بمستقبلها المهني في واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم لتقول كلمة حق".

وصف الباحث مهنا الحبيل موقفها بأنه "درس في الأخلاق"، بينما اعتبر الصحفي المصري أسامة عواد أن "صوتها كشف الأقنعة عن تواطؤ كثيرين". من ناحيته، توقع أستاذ القانون المغربي نور الدين اليزيد أن تتعرض إبتهال لملاحقة قانونية أو حتى الترحيل، لكنه أكد أن "موقفها في حضرة رموز سياسية واقتصادية، يعكس شجاعة استثنائية".

تفاعل واسع ورسائل رمزية

التفاعل الشعبي لم يتوقف عند حدود الإشادة، بل حمل رموزًا عميقة. كتب أحد المغردين: "مايكروسوفت فصلت إبتهال، لكنها لم تفصل شرفها"، فيما أشار آخر إلى أنها "خرجت من القاعة مرفوعة الرأس".

وغرد حساب "شباب لأجل القدس" قائلاً: "إبتهال بطلة قالت لا، بينما سكت العالم". أما الشاعرة فاطمة الصاوي فكتبت: "لا تصالح.. فأنتِ فارس هذا الزمان الوحيد". وعلّق مغرد موريتاني: "هو سوري واسمُه مصطفى، وهي مغربية واسمُها ابتهال. هو صمت وشارك، وهي وقفت وحدها وقالت لا".

أسئلة الهوية والانتماء

أثار الموقف أيضًا نقاشات حول الهوية والانتماء، حيث كتب أحد النشطاء: "حين يكون صهيوني من أصل مغربي، يُبرز الإعلام جنسيته. أما إبتهال، فهويتها تُمحى رغم شجاعتها". وأضاف آخر: "هل نحتاج إلى تحرر من التبعية كي تعود إلينا عقولنا المهاجرة؟".

ورأى نشطاء أن موقف إبتهال ليس حدثًا فرديًا، بل امتداد لموجة احتجاجات داخل كبرى شركات التكنولوجيا اعتراضًا على دعمها العسكري للاحتلال. ففي عصرٍ تتحدث فيه الآلات، اختارت إبتهال أن يكون صوتها صرخة إنسانية، لا خوارزمية قتل.

وكشف تحقيق سابق لوكالة "أسوشيتد برس" عن استخدام تقنيات مايكروسوفت وأوبن إيه.آي ضمن برنامج عسكري إسرائيلي لاختيار أهداف القصف في غزة ولبنان، ما يسلط الضوء على طبيعة هذه الشركات وأدوارها في الصراعات.

في هذا السياق، تتوالى الاحتجاجات داخل الجامعات والشركات الكبرى، رفضًا للعلاقات مع (إسرائيل)، في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة نتيجة الإبادة المستمرة منذ 17 شهرا.