أخبار اليوم - تعرضت الأسواق المالية الأميركية لموجة بيع حادة يوم الجمعة، مُختتمة أسبوعاً كارثياً مع تفاقم المخاوف من تداعيات الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 34% على الواردات الصينية، وردت الصين بإجراءات مماثلة.

*انهيار المؤشرات القياسية*
خسر مؤشر *داو جونز* الصناعي 5.1% يوم الجمعة (4 أبريل/نيسان 2025)، مسجلاً أكبر تراجع منذ يونيو 2020 في ذروة جائحة كورونا، بينما هبط مؤشر *ستاندرد آند بورز 500* بنسبة 5.6%، وتراجع *ناسداك* المركب 5.4%. وبحلول إغلاق الأسبوع، انخفضت القيمة السوقية للشركات في مؤشر S&P 500 بأكثر من 4 تريليونات دولار منذ إعلان ترامب يوم الأربعاء، وسط مخاوف من انزلاق الاقتصاد العالمي إلى ركود.

*تحذيرات الفدرالي وتأثير التضخم*
أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي *جيروم باول* أن الرسوم الجمركية ستزيد من حدة التضخم، معرباً عن قلقه من عدم وضوح التوقعات الاقتصادية. وأشار إلى أن الفيدرالي لن يغير سياسته النقدية قبل تقييم التداعيات الكاملة للإجراءات، ما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق.

*الصين ترد.. ومخاوف من حرب شاملة*
ردت الصين بفرض رسوم جمركية بنفس النسبة (34%) على الواردات الأميركية اعتباراً من 10 أبريل، مستهدفة قطاعات الزراعة والسيارات والتكنولوجيا. وأدت هذه الخطوة إلى قفزة حادة في *مؤشر الخوف VIX* بنسبة 50%، مسجلاً أعلى مستوى منذ أزمة كورونا.

*القطاع التكنولوجي في مرمى الخسائر*
تكبدت أسهم الشركات المرتبطة بالصين خسائر فادحة، حيث تراجعت *أبل* 5% يوم الجمعة (بعد خسارة 9% يوم الخميس)، بينما انخفضت *تسلا* 9%، و*إنفيديا* 7%، متأثرة بتعطُّل سلاسل التوريد وارتفاع تكاليف الإنتاج. كما تراجعت عمالقة التكنولوجيا مثل *ميتا* و*أمازون* ما بين 2% إلى 4%.

*النفط والطاقة تحت الضغط*
انخفضت أسهم شركات الطاقة مثل *إكسون موبيل* و*شيفرون* بأكثر من 5%، وسط توقعات بتراجع الطلب العالمي على النفط بسبب الحرب التجارية، بالإضافة إلى خطط تحالف "أوبك+" لزيادة الإنتاج في مايو.

*صناديق التحوط تهرب من المخاطر*
كشفت بيانات بنك *جيه بي مورغان* أن صناديق التحوط والصناديق المتداولة (ETFs) تخلت عن أصول بقيمة 40 مليار دولار خلال يومين، في عمليات بيع جماعي لاحتواء الخسائر.

*ترامب: "السياسات لن تتغير"*
رغم الذعر في الأسواق، أصر ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال" على أن سياساته "لن تتغير أبداً"، داعياً المستثمرين إلى ضخ أموالهم في الولايات المتحدة. كما أعاد نشر فيديو يزعم أن انهيار السوق "متعمد" لدفع الفيدرالي إلى خفض الفائدة.

*توقعات متشائمة*
حذر محللون من استمرار التقلبات مع دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، بينما تُراجع الشركات الأميركية خططها الاستثمارية تحسباً لتباطؤ النمو العالمي. وفي ظل هذا المشهد، يبدو أن الأسواق تواجه اختباراً صعباً في ظل سياسات حمائية تعيد العالم إلى حقبة اقتصادية مضطربة.