الاحد, 30 آذار, 2025

وادي الأردن .. الموسم الزراعي الأفضل منذ 12 عاما

mainThumb
وادي الأردن.. الموسم الزراعي الأفضل منذ 12 عاما

26-03-2025 12:04 PM

printIcon

أخبار اليوم - لأول مرة منذ ما يزيد على 12 عامًا، تشهد أسعار بيع الخضار في الأسواق المركزية استقرارًا على مستويات مرضية للمزارعين، بخلاف المواسم الماضية التي كان المزارعون يعيشون فيها أسوأ أيامهم في مثل هذا الوقت بسبب تدني أسعار البيع دون الكلفة.


وفيما يقدر معنيون صادرات الأردن إلى السوق السورية من الخضار بأكثر من 40 ألف طن خلال 70 يومًا، شهدت أسعار بيع الخضار في سوق العارضة المركزي ارتفاعًا ملحوظًا باستثناء محصول البندورة. فبحسب إحصائيات السوق، فقد وصل سعر بيع كيلو الخيار إلى أكثر من 90 قرشًا، وتراوح سعر بيع كيلو البطاطا ما بين 25 – 30 قرشًا للكيلو، وسعر بيع كيلو الكوسا والفلفل بحوالي 45 قرشًا للكيلو، وسعر بيع الباذنجان ما بين 25 – 35 قرشًا للكيلو.

وتعتبر الفترة ما بعد أربعينية الشتاء فترة ذروة الإنتاج الخضري في وادي الأردن، إذ يتضاعف الإنتاج وتتنوع المحاصيل الزراعية، ما يتسبب باختناقات تسويقية وتدني بأسعار البيع، أما الفترة الحالية فتعتبر الأفضل بالنسبة للمزارعين منذ إغلاق الأسواق التصديرية التي كانت تستوعب ما يزيد على 70 % من إنتاج وادي الأردن.
ويرى مزارعون أن الموسم الحالي يعد الأفضل منذ أكثر من عقد، إذ إن أسعار البيع خلال فترة ذروة الإنتاج ما تزال جيدة ومجدية، الأمر الذي يعود عليهم بالفائدة ويمكنهم من سداد ديونهم والاحتفاظ بجزء للتجهيز للموسم المقبل.

يشير المزارع نواش الياصجين إلى أن الأوضاع الحالية مقبولة، فالأسعار مناسبة، وباستثناء محصول البندورة، فإن معظم المحاصيل تباع بأسعار جيدة، قائلاً: "لولا حركة التصدير النشطة إلى سوريا لكانت الأوضاع كارثية."

ويبين أن القطاع الزراعي عانى كثيرًا منذ بدء الأحداث الأمنية في سوريا، التي تسببت خلال 14 عامًا بإلحاق ضرر بالغ بجميع مكونات القطاع، وعلى رأسها صغار المزارعين الذين هجروا أراضيهم لعدم قدرتهم على الصمود في وجه التدني المتكرر للأسعار، مبينًا أن الموسم الحالي يعد موسمًا استثنائيًا، إذ إن ما يقارب 600 طن من الخضار يتم تصديرها للأسواق الخارجية، وهو أمر لم يحصل سابقًا سوى في عام 2010.

ويرى الياصجين أن هذا الأمر دفع المزارعين إلى توفير كافة الإمكانيات اللازمة لإنجاح المحاصيل وضمان استمرار إنتاجها لأطول فترة ممكنة، موضحًا أن ارتفاع أسعار بيع المحاصيل كالخيار مرده تراجع الإنتاج بعد انتهاء المحصول السابق وبدء المزارعين بزراعة الأرض بنباتات جديدة.

ويؤكد المزارع وليد البلاونة أن أسعار الخضار تحسنت بنسب جيدة مقارنة بفترات سابقة من الموسم، رغم أن الإنتاج ارتفع بشكل كبير، مشيرًا إلى أن الأسعار الحالية ستنعكس إيجابًا على المزارع، خاصة وأن الإنتاج ما يزال جيدًا.

ويبين أن الفائدة التي يحققها المزارعون حاليًا ستشكل حافزًا مهمًا لزراعة أراضيهم الموسم المقبل، الأمر الذي قد يشجع المزارعين الذين توقفوا عن زراعة أراضيهم إلى العودة مجددًا، آملًا أن يتعافى القطاع الذي عانى كثيرًا نتيجة الخسائر المتعاقبة ويعود ركيزة للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في وادي الأردن.

ويبين البلاونة أن تحسن حركة التصدير انعش القطاع الزراعي في وادي الأردن وأسهم في تحريك عجلة الاقتصاد، موضحًا أن العديد من مشاغل التعبئة والتدريج عادت للعمل، ما أوجد المزيد من فرص العمل للشباب والفتيات.
ويؤكد المزارع وليد الفقير أن ارتفاع أسعار البيع سيمكن المزارع من إدامة العملية الزراعية والاستمرار في الإنتاج، مضيفًا أن استقرار أسعار البيع على مستويات مرضية للمزارع سيدفعه بقوة للاستمرار في العمل ورعاية المحصول حتى آخر نفس.

ويوضح أن مزارعي وادي الأردن أنهوا هذا الموسم صراعًا طويلًا خلف خسائر فادحة نتيجة غياب الأسواق التصديرية، مشيرًا إلى أن أهم التحديات التي واجهها القطاع في السنوات الأخيرة كان وجود فائض إنتاج بسبب إغلاق الأسواق التصديرية الرئيسية، والذي أدى خلال سنوات إلى خسائر فادحة وديون ثقيلة.

من جانبه، يبين رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام أن حركة التصدير النشطة إلى الأسواق الخارجية، وخصوصًا سوريا ولبنان، انعكست إيجابًا على أسعار بيع الخضار في وادي الأردن، ما مكن المزارعين من التقاط أنفاسهم بعد حالة التعثر التي شهدها بداية الموسم، منوها إلى أن حلحلة قضية التسويق التي كانت تشكل هاجسًا للمزارعين ستنقذ القطاع الزراعي من براثن المواسم الماضية.

ويؤكد أن عودة التصدير إلى سورية تعد انفراجة مهمة للقطاع الزراعي الذي عانى كثيرًا جراء انقطاع التصدير منذ 13 عامًا، إذ أن السوق السوري يعد شريان حياة للقطاع الزراعي، لا سيما في وادي الأردن الذي ينتج كميات كبيرة من الخضار سنويًا، موضحًا أن السوق السورية تعد من أهم الأسواق التصديرية التي تستوعب كميات كبيرة من المنتجات الزراعية وطريق عبور لأسواق لبنان وتركيا ودول أوروبا.

ويأمل الخدام أن تحافظ أسعار البيع على مستويات مقبولة لجميع الأطراف، خصوصًا وأن الموسم يعيش فترة ذروة الإنتاج، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار بيع الخضار يشكل فرصة حقيقية لالتقاط المزارع أنفاسه ومحاولة تصويب الأوضاع التي عكستها الظروف الاقتصادية المتردية.

ويطالب الخدام الحكومة بضرورة التنسيق المستمر مع الأشقاء في سورية لضمان استمرار انسياب المنتجات الزراعية إلى السوق السورية وعبرها إلى دول الجوار، موضحًا أن استقرار الموسم الحالي سينعكس على التحضيرات للموسم المقبل.

بدوره، يبين رئيس جمعية الاتحاد لمصدري الخضار والفواكه سليمان الحياري أن عدد البرادات التي تدخل إلى سوريا يوميًا تتراوح ما بين 15 – 20 برادًا بمعدل 600 طن يوميًا، قائلاً: "رغم الرسوم المفروضة على المنتجات الأردنية، إلا أن المصدرين يسعون جاهدين إلى الاستمرار في تصدير مختلف أصناف الخضار سواء إلى سوريا أو لبنان أو أوروبا عن طريق البر."

ويلفت إلى أن مجموع صادرات الخضار الأردنية منذ إعادة فتح الحدود بين البلدين الشقيقين تجاوز 40 ألف طن، قائلاً: "هذا أمر جيد ومبشر، ونأمل أن ترتفع الصادرات حتى نهاية الموسم وأن يتم التنسيق بين الحكومتين الأردنية والسورية لضمان استمرار التبادل التجاري، والذي سيكون له آثار إيجابية على الاقتصاد الوطني."


الغد