الأردن ثابت في مواقفه ودوره التاريخي لنصرة الأمة لا يقبل التشكيك

mainThumb
اللواء م الدكتور مشهور العبادي

25-03-2025 05:26 PM

printIcon

 

 


اللواء م الدكتور مشهور العبادي

إن المتتبع للتاريخ يجد أن الدولة الأردنية منذ تأسيسها وهي تتعرض إلى التحديات والمؤامرات وأحيانا تصل لدرجة التهديد المباشر للمصالح الوطنية وكيان الدولة بسبب مواقفها المشرفة اتجاه قضايا الأمة العربية المختلفة ٠ الأمر الذي انعكس سلبا وشكل ضغطا مباشرا على النواحي الاقتصادية والاجتماعية وكافة منظومات الأمن الوطني الأردني ٠
إن تعدد الأزمات في محيطنا الإقليمي تسببت في إحداث حالات لجوء أو تهجير قسري بشكل كبير جدا حيث أصبح الأردن ملاذا آمنا لأحرار الأمة وطالبي الأمن والأمان من أبناء دول الجوار العربي الذي تربطنا بهم صلة الأخوة والدين والعقيدة، كل ذلك وقد تحمل الأردن تبعات عمليات الإقصاء هذه، وكلنا يعلم ويتابع أن الأمن الإقليمي العربي بالنسبة للأردن هو خط أحمر، وأن مواقف الملوك الهاشميين عبر مسيرة مئة عام من النضال والدفاع عن الأمة وكرامتها وعروبتها لم يتوانوا وبذلوا كل ما بوسعهم من أجل الوفاء بالتزامات الأردن التاريخية والحرص من انزلاق الأمة في فخ المتربصين وأعداء الأمة ٠، لكن ما حدث أضنى القريب والبعيد فانفك اللثام وانجلى الفجر، وأصبحنا نصبح ونمسي على المكر والخديعة والنكران، بعد أن أُغْرِقَت المنطقة العربية بمستنقعات الدم والدمار والعالم الذي يدعي حقوق الإنسان لم يحرك ساكنا، بل زود عدونا المشترك بالعتاد والسلاح المتطور والطائرات والأقمار الصناعية واستخدام المحرمات كلهن ضد شعوب المنطقة في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وفلسطين عامة وغزة خاصة ٠
حروب دامية لم يشهد مثلها في تاريخنا الحديث حيث تعدد بها أساليب القتل والدمار والإهانة والتعذيب في المعتقلات وعمليات التهجير القسري ٠ أود أن أذكر للتاريخ أن جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين عبدالله لم يهدأ لهم بال، ولم يتركوا الأمور للقدر، فقد كان جلالته المبادر الأول في دعم الأشقاء وكسر الحصار على قطاع غزة، وتقديم كل ما يلزم من الغذاء والدواء ومستلزمات إيواء، وعلى مدار الساعة بجهود أخوة لنا يعملون كخلايا النحل من أجل صمود أهلنا بالضفة وغزة هاشم ٠.
كما أوعز جلالة الملك حفظه الله إلى عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة الباشا يوسف الحنيطي بإرسال عدد كبير من المستشفيات إلى الضفة وقطاع غزة معززة بكافة الطواقم الطبية اللازمة وغرف العمليات والإنعاش، بالإضافة إلى عدد من المراكز الطبية كتعزيز للمستشفيات العسكرية التي يزيد عددها عن ستة مستشفيات والعمل على إدارتها بشكل مستمر، الأردن بقيادة جلالة الملك يقود جهود دبلوماسية وسياسية لإنهاء مأساة ومذابح غزة منذ بداية الحرب وهو مستمر بالضغط على المجتمع الدولي في كل من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي وغيرها من دول العالم المتقدم حيث لعبت الدبلوماسية الأردنية دورا بارزا في إيقاف الحرب بالمرحلة الأولى والآن هناك جهد أردني كبير لإيقاف الحرب والسير إلى تنفيذ باقي المراحل للتوصل إلى سلام يضفي إلى إنهاء حالة الحرب وإعادة الإعمار بالتنسيق مع الأشقاء العرب ٠
برز مؤخرا موضوع التشكيك بمواقف الأردن في التخلي عن القضية الفلسطينية وقضية غزة تحديدا، وهذا موضوع لا يمكن السكوت عليه للمزاودة وتضليل الرأي العام، فهذه قضية تحريضية بحتة، وأقول إلى هؤلاء الذين يستقون أفكارهم المسمومة من الخارج لا بارك الله بكم اليسر، ولا كثر الله أمثالكم أنتم الطابور الخامس تخرجون من اوكاركم وجحوركم بين الحين والآخر كالفئران لإثارة الفتن والتقليل من الجهود الأردنية التي يقودها جلالة الملك شخصيا، إضافة إلى جهود الحكومة الرشيدة في دعم الأشقاء في الضفة والقطاع من خلال تسيير قوافل المساعدات يوميا، التي تنفذها الهيئة الخيرية الهاشمية.
وهنا أقول أن الأردنيين يقفون خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة، بكل طاقاتهم وإمكانياتهم، ويثقون بحكمة وحنكة جلالة الملك حامي الحمى والمناضل الشريف عن أمتنا العربية والإسلامية، ونصدع بما يأمر ٠
اللعب بالنار يجب أن يتوقف أيا كان مصدره أو أهدافه.
وسيبقى الأردن بلد الحشد والرباط وطن الأردنيين، وستبقى فلسطين وطنا للفلسطينيين وعاصمتها القدس الشريف.
حمى الله الأردن أرضا وقيادة وشعبا وحفظ الله قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية حماة الأرض والعرض والإنسان.