المجالي يكتب عن الشواربة: فكك البؤر المشتعلة في عمان

mainThumb
المجالي يكتب عن الشواربة: فكك البؤر المشتعلة في عمان

25-03-2025 02:36 PM

printIcon

عبدالهادي راجي المجالي

عملت مع الدكتور يوسف الشواربه .. ( ٨) سنوات ، وقبل ذلك .. حين كان نائبا للأمين عملت بمعيته ما يقارب ال ( ٥) سنوات ، البارحة كنت في مكتبه ...وصل للمكتب في التاسعة صباحا ، جلست معه لمدة نصف ساعة وغادرت ... ثم عدت في الثالثة بعد الظهر ، كان قد التقى بحسب الدفتر الموجود على مكتبه ( ٢٨) شخصا منهم ( ٧ ) مدراء في الأمانة ، والتقى نواب .. وقضاة وباشاوت متقاعدين ، وسيدة طاعنة في السن تقف دوما على باب الأمانة ، وتلوح له ... وقصتها باختصار ان ابنها فقد وظيفته بسبب تغيبه عن العمل دون مبرر .. كونه ( عامل وطن ) وطلبت إعادته ، وتم تلبية طلبها ...

الدكتور يوسف امضى الآن ما يقارب ال ( ٨) سنوات في الأمانة وحتما في النهاية سيغادرها ، والأصل أن اصفق للقادم ولا أكتب عمن وصل لمشارف نهاية الخدمة ، هكذا تعودنا ... ولكنها المرة الأولى والتي سأكتب فيها عن صديق وليس أمين عمان .

يوسف أسس شخصية مستقلة للمؤسسة ... والأهم أنه احترم رأي الناس فيها ، فحين تقول له : لا ... يستمع لوجهة نظرك ...ويحترمها .

خلص المؤسسة من التبعية ، فحين كانت بعض المؤسسات السيادية تحاول فرض قرارها على الأمانة ، كان البعض يستجيب ... يوسف تحرر من هذه القبضة ، وأنتج استقلالية للأمانة في إطار الدستور والقانون ...
هو الأمين الوحيد ايضا الذي دخل مجلس النواب ، واستطاع أن يفرض إيقاعه بشأن التشريعات المتعلقة بالمؤسسة واستطاع أن يقنع ويغير ، في حين أن الراحل عقل بلتاجي أوصد الأبواب كاملة في وجه النواب ...وخاض معركة معهم كلفت المؤسسة تبعات كثيرة .

يوسف منح استقلالية كاملة للدوائر في العمل ، حرر بعضها من قبضة البيروقراط القاتل ، ونقلها للعمل بعقلية القطاع الخاص ...

الأهم من كل ذلك ، هو أنه الوحيد .. الذي تحمل سياط الصحافة ، وتجاوزها .. كان الإعلام في وقت مضى يطوع الأمين بحسب مصالحه ، يوسف تجاوز قصة التطويع وتحمل الهجوم الظالم ...ولكنه حصن الأمانة من سطوة الإعلام ، وحتى سطوة النواب ...

فكك البؤر المشتعلة في عمان ... ومارس دورا اجتماعيا وخدماتيا ...
انا البارحة ، حين شاهدته كان شاحبا متعبا .....يقلب الأوراق ، ويستمع لك بحرص ...
أنا لا أصفق للقادم ، وأظن أن الرجل يملك مزيدا من الوقت لمعالجة بعض الملفات ، ولكني أسجل له ... أنه الوحيد من ضمن الأمناء الذين مروا على العاصمة ، والذي استطاع فهم شخصية المبدع وشخصية المهندس وشخصية عامل الوطن .. وشخصية الموظف ، أسجل له بأنه تحمل منا ما لايحتمل واستوعب وصحح المسار وأطفأ ازمات كانت ستخلق صخبا عارما في البلد ..

شهادة متأخرة في أخ وصديق وابن عم .. ولكنها ضرورة يجب نثرها ...