أخبار اليوم - بالتزامن مع استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، نشطت حملات إعلامية مكثفة تشارك فيها عدة أطراف بهدف التحريض على المقاومة الفلسطينية وثوابتها وقيادتها، إضافة إلى كل صوت يدافع عن المقاومة من كتاب وخبراء ومحللين. وتسعى حملات التحريض تلك إلى تشويه صورة المقاومة الفلسطينية وتحميلها مسؤولية نتائج حرب الإبادة، في محاولة إلى تقويض ثقة الجمهور بالمقاومة، وتحويل الأنظار عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
أخبار اليوم - في هذا السياق، تعرض الكاتب والناشط السياسي الدكتور ذو الفقار سويرجو لحملة انتقادات بسبب مواقفه الداعمة للمقاومة، وقد تحدث عبر صفحته الشخصية في الفيس بوك عن تلقيه "لومًا وعتابًا من بعض الأصدقاء والنشطاء الذين حمّلوه مسؤولية دعم فكرة وبنية وممارسة المقاومة، واعتبروا أن هذا الموقف أحد أسباب وصولنا إلى هذا الوضع الكارثي والصعب". وأضاف: "أنا لا أهرب أو أتهرب من أي مسؤولية.
لو كنت كذلك، لكنت من أوائل المغادرين إلى الخارج، وكان لدي القدرة والمقدرة لفعل ذلك.. أنا أعتبر نفسي صاحب تجربة امتدت لأكثر من أربعين عامًا، ولدي اطلاع واسع بحكم السنين الطويلة والقراءة المتنوعة لكل تجارب الشعوب التي مرت بتجارب مشابهة لتجاربنا، ولدي أدوات التحليل السياسي المستندة إلى فهمي لدور رأس المال والعلاقات الاقتصادية والمصالح بين الدول العظمى، وكل هذه العوامل كانت السبب وراء مواقفي السياسية في السنوات الماضية، التي لم أتخلَّ عنها. لكنني أعمل جاهدًا على تصحيح المسار ومحاولة تقليص الخسائر وعدم الاستسلام أمام نتائج سوء التقدير".
حملات متعددة يؤكد أستاذ الإعلام في جامعة النجاح، الدكتور فريد أبو ضهير، أن حملات متعددة تشن حاليا من عدة أطراف، تشمل الاحتلال الإسرائيلي، والولايات المتحدة، والحملات العربية والفلسطينية، وهي تعكس حجم الأزمة التي وصلت إليها دول عدة، بما في ذلك الاحتلال. وأشار أبو ضهير لـ"فلسطين أون لاين"، إلى أن هذه الحملات تركز على تحميل المقاومة مسؤولية الأزمات الراهنة، وتطالبها بالتوقف عن المقاومة، ونزع سلاحها، وابعادها عن المشهد تمامًا، ما يؤدي إلى إملاء واقع يفرض على الفلسطينيين العيش في ظل الوضع القائم دون أن يتصدى له أحد. وأضاف أن الحملة تتضمن شقين رئيسيين: الأول هو الهجوم على الإعلام المقاوم، ما يسبب تشويشًا على رسالته ويؤثر على قيادة المقاومة، بينما الثاني يتجسد في التأثير على قطاعات مجتمعية قد تكون ضعيفة الوعي، حيث يستجيب بعض الأفراد لهذه الحملات نتيجة قلة الوعي أو ضعف النفس أمام التضحيات الجسام التي تطلبها القضية الفلسطينية. وأكّد أبو ضهير أن هذه الحملات تؤثر على القاعدة الجماهيرية الفلسطينية، حيث تساهم في نشر فكرة اليأس والاستسلام والعجز بين الناس، مما ينعكس سلبًا على القضية الفلسطينية بشكل عام. سبل المواجهة وحول كيفية التصدي لهذه الحملات، قال أبو ضهير إنه لا بد من وضع خطة استراتيجية تستند إلى أصول الدعاية الإعلامية، ويقودها خبراء متمرسون في التعامل مع حملات التشويه.
وأشار إلى أنه لا يوجد بديل عن الرد المستمر على هذه الحملات، لأن السكوت عنها قد يؤدي إلى زيادة انتشارها وقبولها من قبل الناس. وأكد ضرورة استمرارية التوضيح وشرح الحقائق للجمهور، لأن الحقيقة هي التي ترد على الدعاية السلبية، وتساهم في تعزيز الوعي المجتمعي والوقوف في وجه محاولات تشويه المقاومة الفلسطينية. من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري أن هذه الحملات تسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف لتشويه صورة المقاومة وإضعاف تأثيرها، مشددًا على أن الهدف الأول لهذه الحملات هو عزل المقاومة عن حاضنتها الاجتماعية وممارسة ضغوط إضافية عليها وعلى رموزها وكوادرها. أوضح أبو زهري لـ"فلسطين أون لاين"، ان "الهدف الثاني لهذه الحملات هو سلخ أي صفة وطنية أو دور بطولي عن المقاومة، وإظهارها بمظهر غير وطني، كما لو أنها سبب للخراب والدمار. كما تسعى هذه الحملات إلى تركعيها وإجبارها على الرضوخ لمطالب العدو بالتنازل والاستسلام". وأضاف: "الحملات تستهدف تعزيز دور أصحاب المشاريع الانهزامية والاستسلامية، وتقديم رسالة بأن المقاومة لها كلفة كبيرة لا يحتملها الشعب الفلسطيني، فضلاً عن تحقيق مكاسب إضافية ونقاط جديدة لصالح العدو في مواجهة المقاومة بعد فشله في تركيعها".
معركة الوعي وفي مواجهة هذه التحديات، دعا أبو زهري إلى رفع مستوى الوعي الوطني وتعزيز تقدير الدور البطولي للمقاومة من خلال وسائل الإعلام المتنوعة مثل: الإذاعة، والتلفزيون، والصحف، ووسائل التواصل الاجتماعي. وشدد على ضرورة تفنيد الأكاذيب والرد عليها بشكل منظم، وتدشين حملات مضادة تستهدف الأشخاص والجهات التي تقف وراء حملات التشويه، وكشف خطورة أدوارهم المشبوهة وأهدافهم التي تخدم الاحتلال. ولفت إلى أهمية تصدير المواقف والمشاهد التي تعزز دور المقاومة وأدائها البطولي في مواجهة الاحتلال، مثل نشر صور العمليات البطولية للمقاومة بالتوازي مع نشر صور لجرائم وانتهاكات الاحتلال، لتأكيد ضرورة تصعيد المقاومة في ظل هذه الانتهاكات المستمرة. من خلال هذه الإجراءات، يهدف أبو زهري إلى إبراز الحقيقة ومواصلة دعم المقاومة وحشد المزيد من الدعم الشعبي والسياسي حول قضايا الشعب الفلسطيني، في ظل الاستهداف المستمر من قبل الاحتلال وأعوانه.
فلسطين أون لاين