الأغوار الشمالية .. مستثمرون يعقدون آمالهم على العيد لكسر حالة الركود

mainThumb
الأغوار الشمالية.. مستثمرون يعقدون آمالهم على العيد لكسر حالة الركود

25-03-2025 11:43 AM

printIcon

أخبار اليوم - في الوقت الذي تعيش فيه الحركة السياحية منذ أشهر حالة من الركود، يعقد مستثمرون في الأغوار الشمالية آمالهم على فترة العيد لتعويض خسائرهم.

وبحسب مهتمين، فإن الأوضاع الإقليمية التي تزامنت مع دخول شهر رمضان المبارك أثرت بشكل واضح على نسب الإشغال التي تدنت بشكل كبير لتصل إلى أقل من 10 % مقارنةً بمثل هذه الفترة من السنوات الماضية، موضحين أن هذا التراجع ألحق ضرراً بالغاً بالاستراحات المنتشرة على جوانب الطريق وفي منطقة الحمامات المعدنية التي تعتمد في عملها بشكل كبير على فترة الربيع.

ويأمل مستثمرون أن تتحسن الأوضاع خلال عطلة عيد الفطر، خاصةً وأن المنطقة تضم العديد من المواقع السياحية التي تشكل عامل جذب للسياح والزوار مثل المساحات الخضراء والسدود والمشاهد الطبيعية الخلابة، أو الحمامات المعدنية التي تعد ركيزة للسياحة العلاجية في اللواء.

ويؤكد عاملون في القطاع السياحي أن الأوضاع الأمنية التي يمر بها الإقليم فاقمت من أوضاعهم المعيشية، إذ إن الأحداث الدائرة في غزة تسببت في غياب تام للسياحة الأجنبية والعربية، في حين أن دخول الشهر الفضيل وتردي الأوضاع الاقتصادية أدى إلى تراجع السياحة الداخلية إلى مستويات متدنية للغاية.

ويقول علي أبو عمود: "الأوضاع السياسية التي تعيشها المنطقة وخصوصاً في قطاع غزة خلقت حالة من الركود في القطاع السياحي الذي يعد أحد أهم الركائز الاقتصادية في الأغوار الشمالية"، موضحاً أن جميع المنشآت السياحية تضررت، سواء كانت مطاعم أو فنادق أو مرافق سياحية أخرى حتى المجانية منها.

ويضيف: "رغم الأجواء الخلابة التي تتمتع بها منطقة الأغوار الشمالية والتي تعد أحد أهم عوامل الجذب السياحي، إلا أن الحركة السياحية في أدنى مستوياتها"، مبيناً أن نسبة الإشغال في الاستراحات تراجعت بنسب تجاوزت 85 % مقارنةً بالسنوات الماضية.

ويشير أبو عمود إلى أن أصحاب الاستراحات ينتظرون قدوم عطلة العيد بفارغ الصبر، حيث يتوقع أن تنتعش الأوضاع في المنطقة، منوهاً إلى أن أصحاب الاستراحات قد باشروا في عمل التجهيزات اللازمة لاستقبال الزوار، مثل تنظيف وتعبيد الشوارع المؤدية إلى الاستراحات، وعمل الصيانة اللازمة لألعاب الأطفال، وصيانة الإنارة، ومخاطبة الجهات المعنية لتوفير الحماية الأمنية لهم.

ويؤكد محمد البشتاوي أن الفترة الحالية تعد فترة ذروة الموسم السياحي الشتوي في منطقة الأغوار، إلا أن دخول الشهر الفضيل وما يرافقه من مصاريف كبيرة أسهم في غياب شبه تام للحركة السياحية سواء الداخلية أو الأجنبية، موضحاً أن النشاط السياحي في المنطقة يقتصر حالياً على أيام العطل الرسمية ويغيب في باقي أيام الأسبوع.

ويبين أن أصحاب الاستراحات والمنتجعات يعملون جاهدين على اتخاذ كافة الترتيبات اللازمة لاستقبال زوار المنطقة، من خلال عمل العروض التشجيعية وتوفير الخدمات النوعية والفريدة التي تساعد على استقطاب المزيد من الزوار والسياح خلال الفترة المقبلة، متوقعاً أن تعود الحركة للانتعاش خلال أيام العيد لتعود المنطقة كما كانت ركيزة للنهوض بالمجتمع المحلي والمنطقة ككل.

وترى رئيسة جمعية تلال المنشية، تهاني الشحيمات، أن الحركة السياحية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالوضع الاقتصادي والسياسي، فالأوضاع المادية الجيدة تتيح للأسر تخصيص جزء من ميزانيتها للتنزه والترفيه، في حين أن تردي الأوضاع الاقتصادية كما هو الحال يقلل الخيارات المتاحة أمام رب الأسرة لتقتصر على توفير متطلبات العيش الأساسية.

وتشير الشحيمات إلى أن السياحة الداخلية في الأغوار تتراجع جراء الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها أهالي اللواء، مؤكدة أن أغلب المواطنين يحصلون على الدعم النقدي من صندوق المعونة الوطنية ومن الجمعيات الخيرية، لذلك تكون رحلات التنزه ليست من اهتمامات المواطنين.

وتوضح أن النشاط السياحي في اللواء شهد عدة انتكاسات خلال السنوات الماضية، أولها جائحة كورونا ومن ثم الأحداث الإقليمية في المنطقة، لافتة إلى أن القطاع السياحي يعتمد بشكل أكبر على السياحة الأجنبية لتحقيق مكاسب تمكنه من الاستمرار، وهو أمر رهن بأي أحداث قد تحدث في المنطقة كما هو الحال منذ بدء العدوان على غزة.

وتأمل الشحيمات أن يشهد النشاط السياحي الفترة المقبلة مع اقتراب عطلة العيد انفراجاً مع عودة السياحة المحلية وعودة الحركة إلى سابق عهدها، لافتة إلى أن انتعاش القطاع السياحي وإن كان بطيئاً فسيكون له آثار إيجابية على الوضع الاقتصادي في المنطقة ككل.

ويؤكد مواطنون أن المنطقة تزخر بمنتج سياحي متنوع، إذ تعد منطقة الأغوار الشمالية واحدة من أجمل المناطق الطبيعية خلال فصل الربيع، إضافة إلى المياه المعدنية التي تعد مقصداً للباحثين عن الاستشفاء، إضافة إلى السياحة الدينية بوجود عدد من مقامات الصحابة.

ويؤكد المواطن محمد العلي أن الأجواء الجميلة تدفعه إلى زيارة المنطقة بين الحين والآخر، إلا أنه ينوي قضاء أيام العيد في المنطقة التي تتميز بأجواء دافئة وطبيعة جميلة، مشيراً إلى أن المنطقة تضم عدداً من المواقع التي تستقطب الزوار مثل المواقع الأثرية كموقع طبقة فحل وأضرحة الصحابة والحمامات المعدنية الغنية بعناصر طبيعية مفيدة لجسم الإنسان، خاصةً لمن يعانون من أمراض جلدية وأمراض الروماتيزم والعظام.

ويبين المواطن محمد الدبيس أن عطلة العيد هي فرصة لاستغلال الوقت والاستمتاع بالأجواء الربيعية والهرب من ضجر الحياة ومشاغلها، مضيفاً أن المنطقة ملائمة للسياحة العائلية، ما يشجع العائلات على ارتيادها لقضاء الأوقات والاستمتاع بالأجواء العائلية.

ويؤكد أن غالبية السكان يعوّلون على فترة العيد من أجل تحريك عجلة الاقتصاد في المنطقة، كون الغالبية من الشباب يعملون في الاستراحات، لافتاً إلى أن النشاط السياحي ينعكس على جميع مكونات المجتمع بالخير، فالشباب والفتيات يجدون فرص عمل موسمية من خلال العمل في الاستراحات والمطابخ الإنتاجية والبقالات وبيع المنتجات المحلية.

ومن جانبه، يؤكد رئيس بلدية طبقة فحل، كثيب الغزوي، أن البلدية تحرص كل الحرص على توفير كافة المتطلبات اللازمة للنهوض بالقطاع السياحي وتهيئة الأجواء المناسبة لاستقبال الزوار والسياح، مبيناً أن البلدية تقوم بشكل مستمر بوضع الخطط لاستدامة الأعمال، بدءاً من تعبيد الطرق وصيانتها، وإيصال التيار الكهربائي، وتكثيف عمليات النظافة، وتجهيز غرفة عمليات لمتابعة أي مطالبات أو شكاوى من قبل المواطنين وأصحاب المشاريع والزوار.

ويرى أن مناطق الأغوار الشمالية تحتاج إلى المزيد من المشاريع التنموية والخدمية للنهوض بالواقع الاقتصادي والسياحي والاستثماري، مشدداً على ضرورة تعاون المواطنين وزوار المنطقة بالحفاظ على نظافة المنطقة وعدم إلقاء مخلفات التنزه في الأماكن العامة وجوانب الطرق.

الغد