العكايلة يكتب: الأردن والعراق…صفحات ومنشورات الكبريت من المستفيد؟

mainThumb
العكايلة يكتب: الأردن والعراق…صفحات ومنشورات الكبريت من المستفيد؟

25-03-2025 10:17 AM

printIcon

حمزة العكايلة

قيل إن الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء، أقول هذا لدى رؤية صفحات وهمية تنشر شتائم مسيئة للأردن والعراق، وفي تتبع لحجم التفاعل والتعليقات عليها، فإن القلق والمخاوف حاضرة، فلا نريد للتنافس على الكرة بين منتخبي البلدين، أن ينتقل إلى ملعب السياسة.

الأردن الرسمي والشعبي يُكن للعراق محبة كبيرة بصرف النظر عن هوية من يتولّى السلطة في بلاد الرافدين، والملك في أكثر من موقف أكد وقوفنا بجانب وحدة واستقرار العراق، وكان جلالته أول زعيم يزور العراق بعد العام ٢٠٠٣ رغم التحديات الأمنية هناك في رسالة دعم قدّرها العراقيون بحفاوة، وقدم الأردن كذلك الواجب في الحرب على داعش، والأشقاء العراقيون يتحدثون دوماً أن حدود الأردن كانت آمنة بالنسبة إليهم.

وبالحديث عن الرياضة كان الأمير علي بن الحسين، العام ٢٠١٧، على رأس الوفد الأردني الذي يزور استاد جذع النخلة في البصرة لحضور مباراة منتخبي الأردن والعراق، ليكون الأردن كاسراً للحصار الذي منع العراق من استضافة مباريات دولية على أرضه، في المقابل لا ينكر الأردنيون فضل العراقيين ومواقفهم المشرفة.


لكن - للأسف - منذ سنوات قليلة، وفي تصاعد مخيف هذه الأيام، تقوم صفحات مشبوهة على منصات التواصل ببث سموم وإساءات متبادلة باسم الأردنيين والعراقيين، والمحزن أن هناك تفاعلاً معها، والعبارات المستخدمة بذيئة إلى حد لا يوصف، والعناوين الموضوعة مصاغة بطريقة كبريتية جاهزة للاشتعال، وواضح أن من صاغها يعمل لدى جهات منظمة، وللأسف هناك حالة تحريض لدى بعض المكونات العراقية تعبّر عنها جماهير الكرة، في المقابل هنالك أصوات واعية تدرك أن هناك من يحاول اللعب على أوتار خبيثة، فما يصدر لا ينم عن أخلاق الشعبين.

الأمر المهم، أن على الجهات المعنية في كلا البلدين تتبع تلك الصفحات، فإن كانت وهمية فلا أقل من تنبيه الناس وتحذيرهم منها، وإن كانت حقيقية فإنه يجب أن تُلاحق ويُعاقب القائمون عليها، حيث سنجد أن أغلبيتها دخيلة على المجتمعين الأردني والعراقي، ولدي قناعة أن تلك الأفعال المشينة مرتبطة بمشاريع وبرامج لدول في المنطقة تهدف إلى زرع الفتنة، وتأجيج الشارع العربي ضد بعضه، في وقت أحوج ما نكون إلى استعادة حالة التوافق العربي بعد حالة النكران والويلات التي يمر بها الشعب الفلسطيني خاصة في غزة.

البعض ينظرون للأردن من خلال السعي إلى تحقيق مكتسبات، بوصفه حقيبة سفر في قاموسهم الرديء، ويحاولون حيناً جره إلى مربعات التأزيم، والمراهقة السياسية، ويسحبون، حيناً آخر، فئات بعينها وراء أفلامهم المحروقة، كما أن البعض يريد العراق ضعيفاً، ومحطة لاستعادة تاريخ تيجان طواها الزمن، ومنهم من يريده تابعاً منزوع القرار، وآخرون يريدونه متوتر الحدود لإيجاد ذرائع للتدخل في شؤونه في كل حين، والحقيقة أن الأردن والعراق لن يكونا كذلك.

يبقى السؤال لمصلحة من بث الفتنة بين البلدين؟، المستفيد معروف، والعراقيون من البصرة حتى دهوك، والأردنيون من العقبة إلى الرمثا، يعرفون أن الأمر لا يتعدى دولاً في الإقليم لديها مصالح وبرامج ومشاريع في التوسع، وتغذي مشروعها ببث الفرقة وتوسيع الفجوة.