الخميس, 27 آذار, 2025
6:39 صباحاً

الكرك: شح الأمطار والاعتماد على شراء الأعلاف الحق خسائر بمربي الأغنام

mainThumb
الكرك: شح الأمطار والاعتماد على شراء الأعلاف الحق خسائر بمربي الأغنام

24-03-2025 06:22 PM

printIcon


أخبار اليوم - يشكو مربو الماشية في محافظة الكرك من شح كميات الأعلاف الجاهزة التي تصرف لأغنامهم بالسعر المدعوم شهريا من قبل وزارة الصناعة والتجارة الأمر الذي يدفعهم لشرائها من السوق المحلية والسوق السوداء بأسعار مرتفعة ما يرتب عليهم نفقات مالية إضافية تسهم بالتالي في تقليص عوائدهم المالية والإضرار بمصدر رزقهم الوحيد.
وقالوا في حديثهم ل"الرأي" أنهم معرضون لخسائر فادحة هذا العام قد تذهب بملكية أكثرهم من المواشي جراء تدني كميات الأعلاف والوضع الرعوي المتدهور لهذا الموسم خاصة بعد انتهاء الموسم الشتوي الذي لم يجلب معه كميات أمطار وفيرة لنمو الشجيرات الرعوية والأعشاب الربيعية التي تصلح لرعي الماشية خاصة في المناطق الشرقية من المحافظة التي تعد مواقع رعي رئيسية يتجه إليها الكثير من المربين من مختلف المناطق في مواسم الربيع.
وقال مربي الأغنام ياسر الكسراوي أن عدم نمو المراعي الطبيعية واستمرار مربي الماشية في شراء الأعلاف يستدعي تدخل الحكومة للحد من معاناة مربي الماشية، وذلك بزيادة كميات الأعلاف الشهرية التي ترصف لمواشيهم لتصل إلى (30) كغم بدلا من (20) كغم مع ضرورة شمول مواليد الأغنام بالحصة، إضافة إلى طرح كميات كافية من تلك الأعلاف في السوق المحلية وبأسعار معقولة.
وأشار إلى أن كمية مادة الشعير المدعوم التي تصرف شهريا لقطيعة من الأغنام بتعداده الذي يصل إلى (1700) رأس تبلغ (31) طنا، موضحا أن هذه الكمية لا تكفي لأعلاف أغنامه على مدى أيام الشهر الأمر الذي يضطره إلى اللجؤ لتأمين الأعلاف الجاهزة من السوق المحلية، ومن السوق السوداء بأسعارها المرتفعة التي تفوق مقدرته المالية وهو الأمر الذي قال إنه ينطبق على غالبية المربين في المحافظة.
وأشار إلى أن المربين أصبحوا نهبا لتجارة الأعلاف الذين يبيعونها بأسعار باهظة تصل إلى (230) دينارا لطن الشعير، في حين يباع بالسعر الحكومي المدعوم ب(175) دينارا والأمر ذاته يسري على مادة النخالة التي يصل سعرها إلى (240) دينارا للطن الواحد مقابل (77) دينارا بالسعر المدعوم، لافتا إلى أنه في أغلب الأوقات لا تتوفر كميات كافية من مادتي الشعير والنخالة في السوق؛ مما يدفعهم إلى شراء مادة الذرة التي يتخطى سعر الطن الواحد منها (270) دينارا حيث يضطرون لشرائها لتغطية حاجة أغنامهم.
وتحدث الكسراوي عن ما أسماهم بمربي الماشية الوهميين الذي قال إنهم لا حيازات لديهم، لكنهم يمتلكون شهادات تعداد تخولهم بالحصول على الأعلاف بطريقة مخالفة، ويقومون ببيعها على أصحاب المواشي الفعليتين متحملين ما يقررونه من أسعار مرتفعة في سبيل تأمين الأعلاف لمواشيهم لسد النقص.
وقال مربي الماشية فرحان الطراونة قد تكون الظروف التي مرت على مربي الماشية في المواسم الماضية وبكل ما فيها من معاناة وخسارة سهلة مقارنة بما ينتظرهم في الموسم الحالي، وأشار إلى أن قلة المرعى وشح كميات الأعلاف التي تصرف لهم بالسعر المدعوم إضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف التي تباع بالسوق الحر علاوة على ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج كاثمان العلاجات البيطرية وأجور العمالة والمحروقات عوامل إضافية تفاقم من معاناة المربين.
وأوضح أن تدني كميات هطول الأمطار لهذا العام وتخلف الكثيرين من أصحاب الأراضي عن فلاحة أراضيهم تبعا للخسائر الفادحة التي تكبدوها خلال المواسم الزراعية الفائتة، سيفقدنا جانبا مهما كنا نعول عليه من أعلاف لرعي مواشينا على مخلفات الحقول المزروعة بالقمح والشعير والحبوب الأخرى بعد حصادها.
وبين الكسرواي والطراونة أن الثروة الحيوانية في المحافظة باتت مهددة بالأمراض بسبب عدم تناولها للأعلاف الخضراء الأمر الذي سيضاعف أسعار كافة مدخلات الإنتاج مع تزايد الحاجة إلى العلاجات البيطرية ما يحمل المربين أعباء مالية كبيرة لقاء شراء المطاعيم اللازمة لمعالجتها من الصيدليات البيطرية الخاصة وبأسعار مضاعفة في ضوء عدم توفرها دائما، وفي مواعيدها المحددة لدى مديريات زراعة المحافظة.
بدوره أشار رئيس جمعية مربي الماشية في الكرك زعل الكواليت إلى أهمية توفر المواد العلفية سواء على شكل مراع طبيعية، أو على شكل أعلاف جاهزة للأغنام لإكسابها مناعة ضد الأوبئة والأمراض، أو من حيث تسمينها وتكاثرها وإدرارها للحليب معتبرا أن نقصها يلحق بها أضرارا صحية وإنتاجية لافتا إلى ن المواد العلفية التي تتمثل في المراعي الطبيعية ومخلفات حقول الحبوب والزراعات الرعوية جميعها تعتمد على توفر المياه؛ مما يؤكد أن هذه الموارد تأثرت سلبا جراء توالي مواسم الجفاف.
وأكد الكواليت ما ذهب إليه مربو الماشية بخصوص الأمراض التي يسببها نقص الأعلاف الخضراء في غذاء الماشية ما يدفع إلى تزايد الحاجة إلى استخدام العلاجات واللقاحات البيطرية؛ مما يزيد كثيرا من كلف التربية دفع ببعض المربين لبيع جزء من حيازاتهم خاصة "إناث الأغنام ومواليدها" لسد جانب من نفقات التربية على ما يتبقى لديهم في سبيل المحافظة على مهنتهم التي يعتاشون منها، ويرى أن هذا يقلص من الثروة الحيوانية، إذ نفقد الأمهات ومواليدها معا فيما الأصل أن يُشَجَّع على تربية الأمهات، مطالبا بزيادة كمية مادة الشعير المخصصة للرأس الواحد بمقدار (10) كغم إضافية شهريا والبحث عن بدائل علفية أخرى.
بدوره قال الناطق الإعلامي باسم وزارة الصناعة والتجارة ينال البرماوي ل"الرأي" أنه تُصْرَف مخصصات أصحاب الحيازات من الأغنام من الأعلاف المدعومة (الشعير والنخالة) استنادا إلى ما يرد إلى الوزارة من نتائج تعداد الثروة الحيوانية الذي تقوم به وزارة الزراعة وبناء على الدراسات والقرارات الحكومية بهذا الشأن وضمن آلية تضمن توفيرها للمربين كلهم بشكل مستمر، وفي مختلف الظروف من خلال مراكز توزيع الأعلاف المنتشرة في مختلف محافظات المملكة، ومنها (5) مراكز في محافظة الكرك.
وأكد حرص الوزارة على تعزيز مخزونها من مادة الشعير من خلال طرح المناقصات الدورية لشراء المزيد من الكميات لافتا إلى أن مخزون المملكة من تلك المادة يغطي احتياجاتها ل(8) أشهر سواء من الكميات المخزنة أو المتعاقد عليها، والتي تورد حسب المواعيد الزمنية المتفق عليها.
وأوضح الناطق الإعلامي باسم وزارة الزراعة لورنس المجالي أن الوزارة تعمل بالسبل كلهم لتذليل التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي جراء التغيرات المناخية وتدني المواسم المطرية وانعكاساتها السلبية على المزارعين ومربي الماشية.
وبين أن الوزارة ماضية في ضبط الحيازات الوهمية باعتماد آلية الترقيم الإلكتروني لتصفيرها والانتهاء منها بشكل نهائي وصولا إلى إحصاء الخيارات الحقيقية من المواشي لتوفير الدعم لمستحقيه.
بدوره أوضح مساعد الأمين العام للثروة الحيوانية في وزارة الزراعة المهندس مصباح الطراونة أن الوزارة بانتظار استكمال وصول الشرائح الإلكترونية ليصار إلى توزيعها على مديريات الزراعة للبدء بعملية الرقيم الإلكتروني للمواشي وتصويب أوضاع الحيازات الوهمية، مؤكدا أن التعليمات لا تجيز ترقيم مواليد الماشية التي يقل عمرها عن عام بالنظر إلى الطلب المتزايد عليها للبيع والاستهلاك.
وبخصوص اللقاحات البيطرية، فأشار إلى أن الوزارة تعمل على توفير (5) أنواع من اللقاحات لتحصين الأغنام ضد أمراض الجدري والحمى القلاعية والطاعون والحمى المالطية والحمى الفحمية حيث تُوَزَّع على المربين بالمجان وفي مواعيدها المحددة، لكن قد يحدث أحيانا تأخير في وصول عطاءات بعض اللقاحات لأسباب فنية حيث يصار إلى شراء كميات من السوق المحلي لتغطية حاجة البؤرة المحتاجة إلى حين وصول الكميات المطلوبة مؤكدا أنه في هذا العام ستُوَفَّر اللقاحات جميعهن بمواعيدها المعتمدة للتحصين.

الرأي