أخبار اليوم - في ظل تفاقم أزمة الغذاء واشتداد المجاعة في مدينة غزة، اضطر بعض المواطنين إلى الاعتماد على مصادر غذائية غير مألوفة لتأمين قوتهم اليومي.
الشاب علي مصباح، الذي يعيش في خيمة قرب الشاطئ بعد تدمير منزله خلال الحرب الأخيرة، عثر على سلحفاة بحرية متوسطة الحجم قذفتها الأمواج إلى الشاطئ خلال المنخفض الجوي الذي شهدته الأراضي الفلسطينية مؤخرًا.
بلغ وزن السلحفاة نحو 50 كيلوغرامًا، فقام علي بذبحها وتنظيفها، ليستخرج منها ما يقارب 5 إلى 6 كيلوغرامات من اللحم الصافي. تم طهي اللحم وتوزيعه على خمس عائلات نازحة تعاني نقصًا حادًا في الغذاء، كما يقول علي.
ويضيف لـ "فلسطين أون لاين": "اضطررنا إلى أكلها بعد انقطاع الأسماك ومنعنا من الصيد. زوجتي طبختها بنفس طريقة الشاورما، ولم يكن طعمها يختلف كثيرًا عن لحم الحبش".
ويضيف بأسى: "قبل الحرب، كنا نصطاد الأسماك الطازجة بأنواعها، إلى جانب الجمبري والحبار. أما اليوم، فقد أصبحت هذه الأطعمة حلماً بعيد المنال. مع إغلاق المعابر واشتداد الحصار، أصبح طعامنا يقتصر على المعلبات التي لم نعد نطيقها، فهي مليئة بالمواد الحافظة التي تشكل خطرًا على الصحة عند تناولها بشكل مستمر".
يبدي علي أسفه لذبح السلحفاة، قائلاً: "أعلم أن هذه السلحفاة قد تكون من فصيلة مهددة بالانقراض، وأتفهم أهمية الحفاظ على الحياة البرية، لكن الظروف القاسية التي نعيشها أجبرتنا على هذا الفعل. لو كانت لدينا خيارات أخرى، لما فعلنا ذلك".
يواجه سكان غزة أزمة إنسانية حادة مع استمرار الحصار وانقطاع الإمدادات الغذائية الأساسية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، بعد إغلاق سلطات الاحتلال لمعابر القطاع.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان له أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تعميق أزمة التجويع والتعطيش، حيث يواجه أكثر من 2.4 مليون فلسطيني خطر المجاعة والعطش بسبب الحصار الخانق وإغلاق المعابر منذ أكثر من 530 يومًا.
وأشار البيان إلى أن الاحتلال يمنع دخول الغذاء والماء والدواء والوقود، مما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة. ووصف هذه الإجراءات بأنها "جريمة إبادة جماعية بقتل المدنيين ببطء عبر سياسة التجويع".
المصدر / فلسطين أون لاين