أخبار اليوم - مع مرور الذكرى الحادية عشرة لحادث الطائرة الماليزية المفقودة في رحلتها (MH370) والتي تحطمت عقب فترة وجيزة من إقلاعها خلال رحلة من كوالالمبور إلى العاصمة الصينية /بكين/ وعلى متنها 239 شخصا، منحت الحكومة الماليزية شركة أمريكية للروبوتات البحرية الموافقة لاستئناف البحث عن الطائرة، ما يعني أن هناك بصيص أمل في العثور عليها بعد مرور كل هذه السنوات.
ففي مسعى جديد لحل أحد أكبر ألغاز حوادث الطيران في العالم وأكثرها غموضا، وافقت الحكومة الماليزية على شروط وبنود عقود مع شركة (أوشن إنفينتي)، والتي تتلخص في "لا عثور، لا أجر"، ما يعني أن الشركة لن تحصل على أي مقابل مادي إلا في حالة التوصل إلى نتائج جديدة تتعلق بالحادث والعثور على حطام الطائرة التي يتم البحث عنها منذ اختفائها لكن دون جدوى.
ومن المقرر أن تنفذ الشركة بواسطة روبوتات بحرية متخصصة، عمليات بحث في موقع جديد مساحته تقدر بنحو 15 ألف كيلومتر مربع جنوب المحيط الهندي، خاصة بأربع مناطق تبعد حوالي 1500 كيلومتر قبالة ساحل مدينة /بيرث/ الواقعة في غرب أستراليا، حيث يعتقد الباحثون والخبراء أنه من المرجح أن يكون الحطام في تلك المنطقة.
ولفتت الشركة إلى أن سفينة البحث /أرمادا 7806/ قد استقرت قبل أيام غرب سواحل أستراليا، وذلك من أجل البدء في رحلة البحث في قاع البحر على أمل أن تنتهي هذه المرة بنتيجة إيجابية بالعثور على حطام الطائرة الماليزية المفقودة والوصول إلى دليل موثوق على أنها تابعة للرحلة (MH370).
وقال أنتوني لوك سييو فوك وزير النقل الماليزي، إن شركة الروبوتات البحرية ستحصل على 70 مليون دولار أمريكي في حال العثور على حطام الطائرة المفقودة.
وكانت شركة (أوشن إنفينتي) -لها مقران في /تكساس/ بالولايات المتحدة، و/ساوثامبتون/ بالمملكة المتحدة- بالفعل قد أجرت عمليات بحث عن حطام الطائرة الماليزية المفقودة من قبل، إلا أن هذه العمليات التي كان آخرها عام 2018 وفي مساحة تقدر بأكثر من 112 ألف كيلومتر مربع من جنوب المحيط الهندي، لم تسفر عن أية نتائج ملموسة حول مصير الطائرة أو مكان حطامها.. فهل يحالف الشركة الحظ هذه المرة في العثور على حطام الطائرة؟! وتعد رحلة البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة الأكثر تكلفة في تاريخ عمليات البحث عن الطائرات أو السفن التي تعرضت لحوادث، حيث شاركت عشرات الطائرات والسفن والدول أيضا في البحث عن "الطائرة اللغز"، وهو المصطلح الذي أطلقته وسائل إعلام عالمية على حادثة اختفاء الطائرة الماليزية، كما وصفت بأنها واحدة من أعظم أسرار الطيران في العالم.
ومع تزايد الغموض وكثرة التكهنات والسيناريوهات بشأن حادث الطائرة الماليزية المفقودة والتي كانت من طراز بوينغ 777، واختفت من على شاشات الرادار في الثامن من مارس عام 2014 وعلى متنها 227 راكبا وطاقم مكون من 12 فردا، فهل يتم بالفعل هذه المرة الإجابة عن الأسئلة الأهم وهي: "أين الطائرة؟.. وأين حطامها؟!.. وغيرها من الأسئلة التي لا تزال تدور في أذهان خبراء الطيران.
ويبدو أن الإجابة عن هذه الأسئلة ليست بسيطة ولن تكون سهلة، فعلى الرغم من عمليات البحث الواسعة التي شاركت فيها أكثر من 25 دولة منذ الاختفاء الغامض للطائرة، إلا أن المحصلة النهائية لم تسفر عن أدلة حاسمة حول موقع الحطام، وذلك باستثناء بعض الحطام الذي تم انتشاله بعدما جرفته الأمواج على سواحل بعض الجزر في المحيط الهندي وأيضا سواحل شرق قارة إفريقيا، والتي يبدو أنها تعود للطائرة المفقودة.
ولا يكاد يمر شهر مارس من كل عام منذ وقوع الحادث في 2014، إلا وتؤكد الحكومة الماليزية أنها لن تألو جهدا في البحث عن الطائرة المفقودة ومعرفة مصيرها والإجابة عن التساؤلات التي تتعلق بحادث اختفائها، والتي ثمنت في الوقت نفسه "التعاون الوثيق والمساعدة من جميع الأطراف المشاركة في إحدى جهود البحث الأكثر تعقيدا وتحديا في تاريخ الطيران".
وفي النهاية وبعد 11 عاما على فقدان الرحلة (MH370)، هل هناك أمل أخير لحل اللغز المعقد؟، فهذا السؤال الذي يتم طرحه ليس فقط من أجل إبلاغ ذوي وأسر الضحايا بمصيرهم بل من أجل الوصول إلى الحقيقة في ظل عشرات الاحتمالات والفرضيات والنظريات (إن كانت من داخل الطائرة أو بتأثير خارجي)، والتي سيقت حول هذه القضية ولكن بدون أي دليل مادي على صحة هذه النظرية أو تلك.
ورغم أن الأشهر القليلة الماضية شهدت عددا من حوادث الطيران على مستوى العالم، إلا أن حادث الطائرة الماليزية المفقودة سيظل الأكثر غموضا، خاصة أنه أبقى خبراء الطيران في حيرة مستمرة لسنوات منذ أن اختفت من على شاشات الرادار في 8 مارس 2014.