عالمة بريطانية مختصة تؤكد وجود كائنات فضائية خارج الأرض

mainThumb
عالمة بريطانية مختصة تؤكد وجود كائنات فضائية خارج الأرض

23-03-2025 02:59 PM

printIcon

أخبار اليوم - خلصت عالمة متخصصة بالفضاء وعلوم الفلك في بريطانيا إلى أن وجود كائنات فضائية في الكون خارج كوكب الأرض أمر حتمي ولا بد منه، واعتبرت أن «من غرور البشر أن نعتقد أننا وحدنا».



وقالت العالمة البريطانية الرائدة إنها تملك إجابة قاطعة على السؤال الذي لطالما حير البشر وأشغل العلماء، وهو: هل توجد كائنات فضائية في الكون أم أن البشر هم المخلوقات الوحيدة التي تعيش في هذا الكون، مشيرة إلى أنه من المؤكد وجود مخلوقات أخرى لا نعرفها.
ونقلت جريدة «الغارديان» البريطانية في تقرير اطلعت عليه «القدس العربي»، عن ماغي أديرين-بوكوك، عالمة الفضاء ومقدمة برنامج «السماء في الليل»، قولها إن البشر ليسوا الكائنات الحية الوحيدة في الكون. وأكدت أن التفكير بطريقة مختلفة يُعدّ مثالاً على «غرور البشر».


وفي حديثها لصحيفة «الغارديان» زعمت أديرين-بوكوك أن اكتشافات العلم حول حجم الكون تجعل من المستحيل على البشر أن يكونوا وحيدين.
وعندما سُئلت عما إذا كانت تعتقد أننا وحدنا، قالت: «إجابتي على ذلك، بناءً على الأرقام، هي لا، لا يُمكننا أن نكون كذلك. إنه غرور البشر مرة أخرى، فنحن منغمسون في ذواتنا لدرجة أننا قد نعتقد أننا وحدنا». ومع ذلك، يبقى مكان وسبب اختباء الكائنات الفضائية لغزاً محيراً.
وأوضحت الخبيرة في علوم الفضاء أن البشرية تدرك تدريجياً مدى ضآلتنا مقارنةً بحجم الكون الهائل.
ورغم أن نظرية أرسطو القائلة بأن الأرض مركز الكون ظلت صامدة لقرون، إلا أن كل نظرية لاحقة أبعدتنا عن دائرة الضوء. ووفقاً لأدرين بوكوك، جاءت لحظة الإدراك الحقيقية في القرن التاسع عشر بفضل عالمة الفلك الرائدة هنريتا سوان ليفيت، التي ابتكرت لأول مرة طريقة لقياس المسافات الشاسعة بين النجوم.


وكان هذا الاكتشاف هو المرة الأولى التي تمكنت فيها البشرية من فهم حجم الكون بدقة. وقالت: «ثم أدركنا فجأة أننا أقل أهمية بكثير مما كنا نعتقد».
ولاحقاً، ومع إظهار قياسات تلسكوب هابل الفضائي وجود ما يقارب 200 مليار مجرة ​​غير مجرتنا، بدت حقيقة وجود حياة فضائية أمراً لا مفر منه لكثير من العلماء.


ومع التقديرات الحالية التي تشير إلى احتمال وجود تريليوني مجرة، حتى لو كان ظهور الحياة نادراً للغاية، فمن شبه المؤكد وجود الحياة. وهذه الحقيقة، إلى جانب الغياب التام لأي دليل على وجود حياة فضائية، هي ما يصفه العلماء بـ«مفارقة فيرمي»، والتي اقترحها لأول مرة الفيزيائي إنريكو فيرمي عام 1950، وتتساءل هذه المفارقة عن سبب عدم لقائنا بأيٍّ من الكائنات الفضائية حتى الآن، رغم وفرة الكائنات الفضائية في الكون.
ومنذ ذلك الحين، طرح العلماء اقتراحات مختلفة، بما في ذلك احتمال أن تكون الحياة محكوماً عليها بالانقراض قبل أن تتاح للحضارات فرصة التواصل معها.


من جانبها، يبدو أن عالمة الفضاء أدرين-بوكوك تُشير إلى أن الإجابة قد تكون مرتبطة أكثر بنقص معرفتنا، حيث تقول: «إن حقيقة أننا لا نعرف سوى ما يُقارب ستة بالمائة من الكون في هذه المرحلة أمرٌ مُحرج بعض الشيء».
وتشير هذه التعليقات إلى أن البشرية لم ترصد سوى المادة التقليدية، بينما يُعتقد أن المادة المظلمة والطاقة المظلمة تُشكلان أكثر من 90 في المئة من إجمالي كتلة الكون.


ومع ذلك، تُقرّ أدرين بوكوك أيضاً بأن الحياة في الكون هشة، وأن اختفاء الحضارة قبل أوانها لا يتطلب الكثير. وكما يُظهر تاريخ كوكبنا، فإن اصطدامات الكويكبات شائعة نسبياً، ولديها القدرة على القضاء على أنواع بأكملها.
وكما تسبب كويكب في انقراض الديناصورات، فليس من المُستحيل أن تُدمر اصطدامات مُماثلة حضارات فضائية أو حضارتنا قبل أن يتاح لنا الوقت للتواصل معها.


ومؤخراً، اتضحت هشاشة وضع البشرية في النظام الشمسي بشكل جليّ عندما اكتشفت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» كويكباً «يُدمر المدن» في مسار تصادم مُحتمل مع الأرض.
وعلى الرغم من أن تلك الصخرة الفضائية، المُسماة 2024 YR4، قد تبين في النهاية أنها غير ضارة، إلا أن العلماء يُحذرون من أن اكتشافات مُماثلة ستزداد شيوعاً مع تحسّن قدرتنا على رصد الكويكبات.
وتقول أدرين بوكوك: «نحن نعيش على كوكبنا، ولا أريد أن أبدو مُخيفة، لكن الكواكب قد تكون عُرضة للخطر». ولهذا السبب، تُؤيد إرسال المزيد من البعثات البشرية إلى كواكب أخرى. وتقول: «لن أقول إنه قدرنا لأن ذلك يبدو غريباً بعض الشيء، لكنني أعتقد أنه مستقبلنا».


وتضيف: «لذا أعتقد أنه من المنطقي أن نتطلع إلى الفضاء حيث قد نمتلك مستعمرات أخرى – على القمر، وعلى المريخ، وما بعده أيضاً».
ومع ذلك، تُعرب الخبيرة أيضاً عن تحفظاتها بشأن «صراع المليارديرات» الدائر حالياً بين شركات الفضاء الخاصة، وتُحذر من أن التشريع أمر بالغ الأهمية.
وأضافت: «أحياناً، يبدو الأمر أشبه بعالم الغرب المتوحش، حيث يفعل الناس ما يحلو لهم، وبدون القيود المناسبة، أعتقد أننا قد نعود إلى الفوضى. ومرة ​​أخرى، إذا أتيحت لنا فرصة استغلال الفضاء لصالح البشرية، فليكن ذلك لصالح البشرية جمعاء».