أخبار اليوم - بعد أن كان دويه ينبه الأهالي بحلول شهر رمضان وعيد الفطر ومواعيد الإفطار والإمساك , غاب مدفع رمضان منذ عدة سنوات عن مدينة معان مما خلف تساؤلات لدى الأهالي رغم وجود المدفع في المدينة .

وأكد الحاج احمد أبو طويلة احد أقدم تجار سوق البدو في معان , ان مدفع رمضان الذي يعود تاريخ صنعه إلى أكثر من 130 عام هو مدفع تركي ومن الطقوس الجملية التي اعتدنا عليه منذ طفولتنا ,حيث كان يذهب بعض الناس إلى مكان المدفع قبل المغرب لكي يستمتعوا بصوته وبحركته عندما يقذف ما في بطنه من بارود وملح ونار .

لافتا ابو طويلة , إلى ان المدفع يعتبر من التراث الذي يفتقده أبناء معان الذين كانوا يفطرون على صوته، حيث كان يسمع صوت المدفع في كل أنحاء معان , وكان المؤشر الوحيد بالتصريح بالإفطار، قبل أن تظهر الإذاعة ومكبرات الصوت ، إذ يعد مدفع مدينة معان من الطقوس الرمضانية المحببة لقلوب ساكني المدينة.

داعيا الجهات ذات العلاقة في المدينة لضرورة العمل على إحياء هذا الطقس الجميل الذي يفتقده أهالي المدينة في هذا الشهر الفضيل .

ويؤكد معانيون للدستور أن انتظار مدفع الإفطار في اللحظات الأخيرة من الصيام في الماضي كان يشكل بالنسبة لكل واحد منهم ذاكرة لا تنمحي، مشيرين إلى أنه مع اللحظات المقترنة بالعد التنازلي للمدفع تتداعى حكايات وذكريات الطفولة والأسرة قبل عشرات السنين، وسباق اللحظات الأخيرة مع "الصحن الدوار" ما يسمى بالفضيلة، إذ كان يتسابق الأطفال كل يوم اثنين و خميس على توزيع وتبادل السكان أطباق من المأكولات فيما بينهم قبل موعد الإفطار، لتكون المحصلة عشرات الأطباق المتنوعة من المأكولات في كل منزل .

ويعتبر مدفع رمضان "إرثا ثقافيا كان يشيع صوته بهجة إيمانية في النفوس"، كما يقول هؤلاء المواطنون المشتاقون لسماع هذا الدويّ المحبب , وان فكرة عودة صوت مدفع الإفطار تدغدغ المشاعر، مستعيدين ذكريات الطفولة في معان ، "حين كان الناس يعتلون أسطح منازلهم لسماع صوت المدفع بشكل أوضح .

ويرى المواطنون أن العلاقة وثيقة بين المدفع وشهر رمضان وانه احد رموز المدينة ويعد عادة حميدة دأب عليها أهالي معان منذ عدة سنوات مضت خلال شهر رمضان , متسائلين عن سبب عدم استخدام مدفع رمضان رغم وجوده في معان , مطالبين الجهات المعنية بإعادة إحياء مدفع رمضان وعدم التفريط فيه كأحد العادات والتقاليد الرمضانية .

الدستور