رغم تحفظ واشنطن .. تركيا تعزز من نفوذها في القرن الإفريقي وتزود الصومال بطائرات مسيرة متطورة

mainThumb
رغم تحفظ واشنطن.. تركيا تعزز من نفوذها في القرن الإفريقي وتزود الصومال بطائرات مسيرة متطورة

20-03-2025 02:05 PM

printIcon

اخبار اليوم - تنظر الولايات المتحدة والدول الأوروبية بقلق كبير لسياسة تركيا ببيع أسلحة متطورة لعدد من الدول في مناطق ذات حساسية، وآخرها تسليح الجيش الصومالي بأحدث المسيرات من نوع بيرقدار أكينجي وهي موجهة ضد مسلحي حركة الشباب، لكنها تمنح الصومال قوة لا بأس بها.

وهذه الطائرة التي طورتها شركة بايكار الدفاعية التركية، هي طائرة قتالية إستراتيجية بدون طيار ذات قوة نيران أكبر من طراز TB-2، والتي يتم نشرها على نطاق واسع في مناطق النزاع المختلفة. وهي توفر مدى طيران يصل إلى أكثر من 24 ساعة ومدى تشغيلي يصل إلى 6000 كيلومتر، ويصل ارتفاعها إلى 30,000 قدم. تتميز الطائرة بأنظمة اتصالات ثلاثية بالأقمار الصناعية وخط الرؤية مع ذكاء اصطناعي لمعالجة الإشارات والوعي الظرفي. وتشمل أنظمة تحكم آلي في الطيران والهبوط.

وميدانيا، يمثل وصول طائرات أكينجي قفزة كبيرة إلى الأمام في عقيدة الحرب الجوية الصومالية. وكانت هذه القوات تستعمل وما زالت طائرات بيرقدار TB2 بدون طيار، وقد منحت مقديشو ميزة حاسمة في مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والضربات الدقيقة ضد مقاتلي حركة الشباب، لكن هذه المرة، فإن هذا النوع الجديد من المسيرات يمنح الصومال قوة تتجاوز حدودها.

ونقلت الجريدة الرقمية “توركيش مينيت” الأربعاء من الأسبوع الجاري، أن عملية التسليم قد تمت يوم الثلاثاء. ويسود الاعتقاد وفق مصادر أخرى أن أنقرة سترفع نسبة الطائرات المسيرة بحكم أنه لم يتم الإعلان الدقيق عن عددها حتى الآن. وأكد وزير الموانئ والنقل البحري الصومالي عبد القادر محمد نور، الذي أعلن عبر قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة به أن الصومال استلم طائرتين بدون طيار تركية الصنع، تم نقلهما عبر طائرة عسكرية تركية من طراز A400M.

ويعتبر محمد نور، خريج جامعة أنقرة ويتحدث اللغة التركية بطلاقة، شغل نور سابقا منصب وزير الدفاع الصومالي، حيث لعب دورا محوريا في تعزيز العلاقات العسكرية مع تركيا. وكتب أيضا: ”يتجلى الشقيق الحقيقي في الأوقات الصعبة. فقد قدمت تركيا مرة أخرى مساعدات غير مسبوقة للشعب الصومالي الذي يقاتل ضد الغزاة الأجانب”، وهو تصريح يلمح إلى آثار جيوسياسية أوسع نطاقا تتجاوز مجرد التحالف العسكري، وفق المراقبين.

وتنقل مواقع متخصصة في الشأن العسكري مثل “غلاكسيا ميليتاري” أن الأمر يتعلق بتطور ملفت للنظر، بينما علق الموقع الرقمي المتخصص في قضايا الدفاعية لآسيا “ديفانس سيكوريتي آسيا” بأن عملية تفويت هذه الطائرات المتطورة تتم في تحد للولايات المتحدة التي عارضتها. والمثير أن العملية جاءت بعد أيام فقط من قيام الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بإقالة عبد القادر محمد نور من منصب وزير الدفاع يوم الأحد الماضي ومنحه حقيبة وزارية أخرى (النقل والموانئ). ويعتقد أن إقالته تمت بضغط أمريكي لدوره في تعزيز التعاون العسكري التركي الصومالي.

ويعد هذا التعاون ملفتا للغاية، فخلال فبراير/ شباط 2024، وقّعت أنقرة ومقديشيو على اتفاقية بحرية ودفاعية أعطت القوات البحرية والجوية التركية تأمين المياه الصومالية وإنشاء قوة بحرية والمساعدة في التنقيب عن الطاقة. أثار هذا التحالف مخاوف في واشنطن وعواصم غربية أخرى مثل باريس، وعربية مثل أبو ظبي والقاهرة. وقد قامت تركيا باستثمارات كبيرة في البنية التحتية والدفاع في الصومال، ولا تزال ملتزمة بدعم جهود مكافحة الإرهاب.

وتبرز “غلاكسي ميليتاري” أن هذا التحول الجيوسياسي التركي- الصومالي يبرز النفوذ المتزايد لأنقرة في القارة الإفريقية. وعمليا، يبرز الدور المتزايد للطائرات القتالية بدون طيار في الحروب الحديثة من خلال مشاركة تركيا في الصومال، مما يوضح كيف تؤثر التكنولوجيا العسكرية على ديناميكيات الأمن والعلاقات الدولية.