عندما دقت طبول حرب عام ١٩٦٧ توجهت كتيبة المدرعات الملكية الثانية عبر جسر داميا متجهة الى مدينة نابلس لتعزيز القوات المتواجدة هناك وكذلك في جنين بعد ان اندلعت الحرب وأصبحت ارض المعركة ميادين للنشامى.
شاركت الكتيبة في الحرب في نابلس رغم ان هدفها كان الوصول الى جنين للتمركز هناك ومساندة الجيش الأردني في تلك المنطقة خصوصا انها كانت تشهد اشد وأعنف المعارك البطولية.
وصل سالم الرحامنة ورفاقه الى مثلث دير شرف قاصدين الوصول الى جنين حيث دارت المعارك ما بين الجيش الأردني وجيش العدو في تلك المنطقة، وقد ابلى الرحامنة ورفاقه بلاء بطوليا في قتال لم يشهد له مثيل وقع فيه عشرات الشهداء والجرحى الامر الذي ساهم في تحرك اللواء الأربعين وتمكن إحدى كتائبه من الوصول إلى مثلث الشهداء بينما وصلت الأخرى إلى محور سيلة الظهر والثالثة إلى منطقة الكفير.
وفي صباح 6 حزيران دارت معركة دبابات عنيفة مما اضطر العدو إلى التراجع بعد أن خسر 24 دبابة، كان الرحامنة فيها اسطورة في القتال وجنديا مقداما لا يعرف التراجع وفي تلك الاثناء تقدم رتل من دبابات العدو بإسناد من طيرانه فاستولى على سيلة الظهر بعد قتال عنيف مع القوات الأردنية، وفي مساء 6 حزيران وصل اللواء الآلي للعدو إلى دير شرف وسيطر على مثلث الطرق الذي يربط نابلس وجنين وطولكرم حيث كان قصف طيران العدو هو الحاسم للمعركة رغم استبسال الجيش الأردني على الأرض وتحقيقه للتقدم.
يقول شهود العيان "تعرضت كتيبة المدرعات الملكية الثانية لقصف جوي شديد في منطقه دير شرف وقد كان سالم الصبيحات الرحامنة ينادي على زملائه بالتفرق لتقليل الخسائر في الارواح وزيادة القدرة على المواجهة القتالية وتوسيع رقعة ارض المعركة ، مثلما كان يحثهم وينخاهم على القتال حتى الموت ، فكان سالم ورفاقه ينقضون على قطعان العدو ويصطادونهم بالرصاص واثبتوا شجاعتهم وقدرتهم على تحطيم واجهة جيش العدو وتقدمه وكبدوهم خسائر بالأرواح والمعدات فما كان الا ان طلبت قيادة العدو التدخل الكثيف للطيران فاصبح غيمة من الطائرات تغطي سماء مثلث دير شرف امتدادا لمنطقة المنطار باتجاه طولكرم وكذلك سيلة الظهر وبرقة باتجاه جنين فاحرق طيران العدو الأرض والشجر والحجر رغم تقدم الجيش الاردني وعدم تراجعه وتدمير دبابات العدو ، وفي غضون ذلك انهمرت مئات القذاف على جنود الكتيبة في مثلث دير شرف ليرتقي سالم الصبيحات العبادي ورفاقه شهداء الى عليين .
قبل بدء المعركة بيومين حصل سالم العبادي على اجازه قصيره لعدة ساعات عاد خلالها الى مسقط رأسه بلدته يرقا ومكث فيها ساعتين تقريبا وغادر مودعا كل من في طريقه سلام مودع وعند سؤاله عن الأوضاع قال "انها الحرب وشرف الدفاع عن فلسطين ونيل الشهادة بأذن الله وهو واجب علينا وماني عارف الي نصيب اشوفكم مرة ثانية ولا لا" وكانت اخر عباراته لأهله في يرقا.
الشهيد سالم محمود الصبيحات الرحامنة العبادي ابن عيرا ويرقا الذي لم يعرف مكان قبره بعد المعركة فسجل في سجلات الشهداء المفقودين ولكن كل من يقف على تلال الناقورة او سبسطية او رامين او المنطار او كفر قدوم فانه سيشم رائحة مسك الشهيد سالم الصبيحات العبادي الذي خضب جسده بثرى فلسطين الطهور فجسد سالم يسكن في كل شبر يقاوم العدو على ارض فلسطين.
رحم الله الشهيد سالم الرحامنة العبادي ورحم الله شهداء جيشنا العربي الأردني.