قائد الجيش المصري يوصي "بأعلى درجات الجاهزية والاستعداد القتالي"

mainThumb
قائد الجيش المصري يوصي "بأعلى درجات الجاهزية والاستعداد القتالي"

19-03-2025 09:10 PM

printIcon

أخبار اليوم - أكَّد القائد العام للقوات المسلحة المصرية، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، عبد المجيد صقر، «حرص القوات المسلحة على تطوير إمكاناتها القتالية والفنية في كل التخصصات بما يمكّنها من مجابهة المخاطر والتهديدات كافة، على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية للدولة».

كما أوصى قائد الجيش المصري، الأربعاء، بـ«ضرورة الحفاظ على أعلى درجات الجاهزية والاستعداد القتالي لحماية حدود الدولة المصرية ومقدرات شعبها، في ظل التحديات الراهنة التي تمر بها المنطقة».

جاء ذلك خلال مشاركة القائد العام للقوات المسلحة عدداً من رجال القوات البحرية والمنطقة الشمالية العسكرية، في تناول الإفطار، وذلك بقيادة القوات البحرية، بحضور رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أحمد خليفة، وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة.

ووفق إفادة للمتحدث العسكري المصري، غريب عبد الحافظ، الأربعاء، «نقل وزير الدفاع تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي، للحضور، كما هنأهم بمناسبة ذكرى انتصارات العاشر من رمضان ويوم الشهيد والمحارب القديم»، مؤكداً أن «رجال القوات المسلحة سيواصلون التضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل الدفاع عن أمن مصر واستقرارها». وأشاد «بالجهود المتواصلة التي يبذلها رجال القوات المسلحة للحفاظ على مقدرات الوطن مهما كلفهم ذلك من تضحيات».

وشهدت الآونة الأخيرة تصريحات إسرائيلية، تضمنت مخاوف بشأن «تسليح» مصر وانتهاكات لمعاهدة السلام، التي أُبرمت بين البلدين في 1979، وسط توتر متصاعد منذ احتلال الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح الفلسطينية قبل نحو عام، وإصراره على عدم تنفيذ رغبة القاهرة في الانسحاب من محور «فيلادلفيا» الحدودي.

وبموجب ملحق معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية، فإن محور «فيلادلفيا» - وهو منطقة عازلة - كان يخضع لسيطرة وحراسة إسرائيل، قبل أن تنسحب الأخيرة من قطاع غزة عام 2005، فيما عُرف بخطة «فك الارتباط»، قبل أن تعيد احتلاله خلال حرب غزة.

وتزامناً مع جولة وزير الدفاع في المنطقة الشمالية العسكرية، أكَّد المتحدث العسكري المصري، أن «القوات المسلحة جاهزة للتصدي لكل التحديات التي تحيط بالدولة المصرية، كونها لا تأخذ في اعتبارها؛ إلا سياسة الحفاظ على الأمن القومي المصري»، مشدداً على أن «موقف القوات المسلحة ثابت من منطلق حرصها على الأمن القومي للدولة».

وقال المتحدث العسكري في تصريحات أوردتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، الأربعاء، إن هناك نشاطاً مكثفاً لكل أفراد القوات المسلحة للاطمئنان على جاهزية القوات، مشدداً على «أن الاصطفاف الوطني خلف القيادة السياسية خلال المرحلة الراهنة يعد هو الضمان الحقيقي لتجاوز كل التحديات التي تواجه الدولة المصرية»، مشيراً إلى أهمية «سلاح الوعي الذي يتمتع به الشعب المصري فعلياً خلال الفترة الحالية في تعاطيه مع التحديات الراهنة».

كما شدد على أن «موقف القيادة السياسية تجاه القضية الفلسطينية واضح وثابت ولم يتغير منذ عام 1948، وهو التأكيد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لضمان أمن واستقرار المنطقة».

وأضاف غريب عبد الحافظ، أن «الدولة المصرية كانت متيقظة تماماً لهذا الوضع الذي وصلنا إليه، لذلك حرصت القوات المسلحة على تطوير قدراتها ونظمها التسليحية على مدار السنوات العشر الماضية»، موضحاً: «واجهنا انتقاداً كبيراً بسبب صفقات التسليح وإنشاء القواعد العسكرية خلال الفترات السابقة، لكننا كنا نرى ما يلوح في الأفق من مخططات، بخاصة في فترة ما بعد 2011، وهو ما أثبتته التطورات الراهنة التي أكَّدت أن المعركة الحالية هي معركة وجود».

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ذكر في كلمة خلال ذكرى وفاة رئيس الوزراء الأسبق مناحم بيغن، الشهر الحالي، أن معاهدة السلام «أخرجت مصر من دائرة الحرب، في قرار قيادي غيّر وجه التاريخ ووضع دولة إسرائيل - ولا تزال كذلك حتى اليوم، لكننا لن نسمح لهم (المصريين) بانتهاك معاهدة السلام، لكن الاتفاق قائم»، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت».

وتحدثت الصحيفة، عن أن تصريحات كاتس جاءت على خلفية شائعات رددها عناصر من اليمين المتطرف على شبكة الإنترنت عن استعدادات عسكرية مصرية لمهاجمة إسرائيل بشكل غير متوقع، لافتة إلى أن هذه الشائعات أثارت القلق بين العديد من الإسرائيليين.

وسبق أن رد مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، أسامة عبد الخالق، على نظيره الإسرائيلي، في تصريحات فبراير (شباط) الماضي، قائلاً: «الدول القوية والكبرى مثل مصر تلزمها جيوش قوية وقادرة على الدفاع عن الأمن القومي بأبعاده الشاملة عبر تسليح كافٍ ومتنوع».

وبحسب وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي، فإن التصريحات الإسرائيلية «تعكس ازدياد حالة التوتر بين مصر وإسرائيل، التي صنعتها الأخيرة منذ دخول رفح، وهي تحاول أن تنقل انطباعات غير صحيحة للعالم الخارجي بأن لديها قلقاً من جيرانها للبحث عن دعم».

ووفق الخبير الاستراتيجي المصري، سمير فرج، فإن التصريحات الإسرائيلية «محاولة لخلق أزمات مع مصر»، مؤكداً أن «مصر بالتأكيد حافظت على تنوع تسليحها، لأنها دولة قوية وتحتاج ذلك؛ لكنها لم تنتهك ولم تخرق المعاهدة، بل إن الجانب الإسرائيلي هو من يفعل ذلك ولا يريد الالتزام بما تم الاتفاق عليه في اتفاق هدنة غزة».

المتحدث العسكري المصري، تحدث الأربعاء عن أن «القوات المسلحة تعمل وفق استراتيجية قائمة على ثلاثة أسس وهي: تطوير الفرد المقاتل والتسليح والتدريب».

وأوضح، أن مصر «استطاعت أن تتخطى تحديات وأزمات سابقة وتخرج منها بشكل أقوى، لكن ما نواجهه (اليوم) هو شيء لم نعهده من قبل، لذلك حرصت القيادة السياسية على تطوير قدرات القوات المسلحة استناداً إلى نهج استراتيجي يقوم على أساس فكرة تنويع مصادر السلاح، بحيث لا تعتمد القوات المسلحة على دولة بعينها في التسليح، والدليل على ذلك أن منظومة الدفاع الجوي المصرية تعد واحدة من أعقد المنظومات عالمياً بسبب تنوع مصادر تسليحها».