أخبار اليوم - أصبح غياب الأرجنتيني ليونيل ميسي (37 عاما)، عن المباريات مؤخرا، أمرا معتادا، سواء مع فريقه إنتر ميامي الأمريكي أو منتخب بلاده، حامل لقب كأس العالم.

وفي بداية فترة التوقف الدولي الحالية، أعلن أسطورة كرة القدم غيابه عن معسكر الأرجنتين، بسبب معاناته من إصابة بسيطة.

ويستعد المنتخب الأرجنتيني لخوض مباراتين مهمتين في تصفيات كأس العالم 2026، حيث سيلاقي أوروجواي والبرازيل يومي 22 و26 مارس/أذار الجاري.


وعبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام"، كتب ميسي رسالة للمشجعين، أعلن خلالها غيابه عن المباراتين المقبلتين، مؤكدا أنه يعاني من إصابة بسيطة، تتطلب أخذه قسطا من الراحة.

وتأتي هذه الإصابة المعلنة، رغم مشاركة البرغوث في مباراة إنتر ميامي الماضية، ضد أتلانتا يونايتد في الدوري الأمريكي، وذلك لمدة 90 دقيقة بدون مشاكل.

لكن قبلها، غاب ميسي عن 3 مباريات متتالية لإنتر ميامي، حيث خرج من القائمة مرتين، وجلس في واحدة على مقاعد البدلاء حتى النهاية، لتفادي تعرضه لأي إصابة عضلية.

ميسي

جسد منهك

منذ تتويج ميسي بلقب المونديال في قطر عام 2022، كثرت غياباته عن مباريات الأرجنتين على كافة الأصعدة، حيث فوت على مدار الفترة الماضية، 7 مباريات على الأقل لأسباب مختلفة، على رأسها الإصابات.

لكن غيابات ميسي لا تقتصر على المباريات الدولية فحسب، بل إنه فوت الكثير من مواجهات إنتر ميامي في مختلف البطولات.

وبالنظر إلى حقبة ميسي القصيرة مع الفريق الأمريكي، سنجد أنه تعرض لـ9 إصابات على الأقل، نصفها عضلية.

وبشكل عام، لم يشارك ميسي مع إنتر والأرجنتين، في 29 مباراة منذ سبتمبر/أيلول 2023.

هذا يؤكد أن ميسي أصبح ضحية دائمة للإصابات، خاصة مع تقدمه في العمر، رغم أنه ينشط في دوري أقل حدة مما اعتاد عليه لسنوات في أوروبا.

لكن يبدو أن جسد ميسي انهار واستسلم أمام رياح العمر التي عصفت به، وهو ما عبر عنه قبل 6 سنوات بتصريحه الشهير، الذي قال فيه أن "الجسد لا يرحم" كلما تقدم سنه.

كريستيانو رونالدو

درس رونالدو

اعتاد ميسي طوال مسيرته، على وضعه في مقارنات مع غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يكبره عمرا بفارق نحو عامين ونصف.

لكن صاحب الـ40 عاما مازال يعطي دروسا عملية للاعبين الشباب مع كل يوم يقضيه بملاعب كرة القدم، في ظل حفاظه على جسده وحمايته من الإصابات، رغم كثرة المباريات التي يشارك بها، سواء مع النصر السعودي أو منتخب البرتغال.

وبالنظر إلى الفترة ذاتها التي زادت فيها إصابات ميسي، سنجد أن رونالدو لم يغب عن أي مباراة للبرتغال بسبب الإصابة، بل جاءت جميعها بقرار من المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز، لإراحة قائد الفريق في مباريات لا يحتاجه فيها.

وفي العامين الأخيرين، اللذين شهدا 9 إصابات لميسي، سنجد أن "الدون" تعرض لإصابة وحيدة منذ انتقاله للنصر مطلع عام 2023، لم تؤد حينها لغيابه عن أي مباراة.

بينما عانى اللاعب بعدها من وعكتين صحيتين فقط، إحداهما بإصابته بفيروس والثانية لمعاناته من مشاكل في المعدة، دون أن يعاني من أي إصابة تجبره على الغياب عن الملاعب بسببها.

وربما يكمن الفارق هنا بين الثنائي، في أسلوب حياة النجمين خارج الملاعب، حيث يتبع رونالدو نهجا يحافظ فيه على جسده، سواء بالتغذية السليمة على مدار مسيرته الاحترافية، أو بالعمل البدني الشاق، الذي يمنحه بنية جسدية قوية تحميه من كثرة الإصابات.

في المقابل، اشتهر عن ميسي خلال رحلته مع برشلونة، إقدامه على سلوك غذائي غير سليم، خاصة بتناول المشروبات الغازية التي كانت تؤدي لتعرضه للقيء داخل الملعب، وعلى ما يبدو أن ذلك يسهم فيما آلت إليه الأمور في السنوات الأخيرة بكثرة إصاباته وغياباته.

هنا يظهر تفوق كريستيانو رونالدو عمليا على غريمه الأرجنتيني في سباق العمر، رغم تقدمه عليه بما يزيد عن عامين، وهو ما يتأكد بين كل حين وآخر كما يحدث مؤخرا.