أخبار اليوم - تعتبر الأنانية من أكثر الصفات السيئة التي يمكن أن تسيطر على الإنسان، خاصة وإن كان النجم الأول أو قائد لمجموعة معينة، فهي تتسبب في حالة انقسام، وعدم تحقيق الأهداف المرجوة، نظرا لحبه الشديد لنفسه.
لكن على الرغم من بشاعة هذه الصفقة، إلا أن أنها واحدة من أهم مزايا الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد النصر السعودي، طوال مسيرته الاحترافية، والتي جعلته أحد أهم نجوم كرة القدم عبر التاريخ.
رونالدو دائما ما يحب أن يكون النجم الأول لأي فريق ينتمي إليه من خلال التسجيل لعدة مرات خلال المباراة الواحدة، بالإضافة لرغبته في تحقيق الانتصارات واعتلاء منصات التتويج.
وبالتالي، فإن أنانية "الدون" على الرغم من اختلاف البعض عليها، إلا أنها تنفع الفريق في المقام الأول، لأنه أحد أكثر النجوم الذين يلعبون لمصلحة الفريق في الوقت ذاته بسبب مجهوده الكبير.
موقف بطولي
في الوقت الذي نتحدث فيه عن أنانية رونالدو ورغبته في تصدر المشهد، فقد نجح بشدة في خطف الأضواء خلال فوز النصر على الأهلي بنتيجة (3-2)، ضمن الجولة 20 من دوري روشن للمحترفين.
النصر تعرض لصدمة قوية مع بداية الشوط الثاني، متمثلة في طرد المدافع الفرنسي محمد سيماكان، نتيجة الاعتداء على الإنجليزي إيفان توني، مهاجم الأهلي.
ومع رغبة المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، في تكثيف وسط الملعب والخط الخلفي، والاعتماد على رأس حربة وحيد، قرر "الدون" الخروج، وترك المهمة لزميله الكولومبي جون دوران، في موقف غير معتاد للنجم البرتغالي، الذي يحب المشاركة حتى نهاية جميع المباريات.
فضلا عن ظهور رونالدو كمدرب إضافي من مقاعد البدلاء لدعم الفريق، وتوجيه زملائه، ليتحقق الفوز في نهاية المطاف، بفضل هدف دوران الذي جاء بالدقيقة 87.
بيولي يخطئ العنوان
يبدو أن المدرب الإيطالي أخطأ العنوان، وتعامل مع استبدال رونالدو فيما بعد على أنه أمر طبيعي، وهو ما فجر خلافا كبيرا ظهر أمام الجميع.
النصر تعرض لموقف مشابه تقريبا خلال التعادل مع الشباب (2-2) بالجولة 24 من دوري روشن، حيث شهد الشوط الثاني، طرد المدافع محمد آل فتيل، وهو ما دفع بيولي، لاستبدال "الدون" بعدها، والإبقاء على دوران.
قرار بيولي لم يعجب رونالدو الذي ظهرت عليه علامات الامتعاض، ولكنه ظل على مقاعد البدلاء، ليدعم فريقه فيما تبقى من عمر اللقاء.
لكن مدرب ميلان السابق، عاد ليكرر الأمر في الجولة التالية، والتي حسمها النصر أمام الخلود، بنتيجة (3-1)، فعلى الرغم من تقدم فريقه، بثلاثية دون رد، إلا أن نواف بوشل، تلقى بطاقة حمراء بعد مرور دقائق قليلة من انطلاق الشوط الثاني.
طرد بوشل، دفع بيولي لاستبدال رونالدو للمرة الثالثة، وهو ما فجر ثورة النجم البرتغالي، الذي رفض الانتظار على مقاعد البدلاء، واتجه مباشرة نحو غرفة خلع الملابس، وظل يلوح بيديه يمينا ويسارا، معترضا على هذا القرار.
مقبرة رونالدو
صحيح أن اللاعب ليس أكبر من الفريق، ولا يمكن أن يكون صاحب القرار الأول، ولكن بعض الأسماء الكبرى في عالم الساحرة المستديرة، أمثال رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، وغيرهم، يمكن أن يتحكموا في مسار بعض الأمور.
ومن الصعب على أي مدرب اتخاذ قرار استبدالهم، سوى بالتشاور معهم، نظرا لقيمتهم الفنية داخل الملعب، بالإضافة لرغبتهم الدائمة على الاستمرار حتى إطلاق صافرة النهاية.
وبالتالي، فإن موقف بيولي المتكرر مع رونالدو، يمكن أن يتسبب في أزمة مرتقبة بين الطرفين خلال الفترة المقبلة، قد تؤدي لسقوط المدرب الإيطالي في مقبرة "الدون" التاريخية.
مقبرة رونالدو التاريخية، تتمثل في القضاء على بعض اللاعبين والمدربين خلال مسيرته، عندما وصل الأمر إلى طريق مسدود، والذين جاء على رأسهم المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز أثناء تواجده مع ريال مدريد.
تقارير تحدثت وقتها بأن رونالدو وبعض النجوم، تسببوا في إقالة المدير الفني الإسباني بسبب عدم التكيف مع أسلوبه، وهو ما تكرر مع المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري خلال العمل مع "الدون" رفقة يوفنتوس.
فضلا عن تسببه في رحيل بعض النجوم، والذين جاء على رأسهم الهولندي رون فان نسيتلروي من مانشستر يونايتد، باعتراف صريح من المهاجم الإنجليزي واين روني، أسطورة النادي.
وفي مثل هذه المواقف، تفكر إدارات الأندية في قيمة رونالدو من كافة النواحي الفنية والاقتصادية، مما سيعود على الفريق بالنفع، لذا فإن القرار الأول، يكون التخلص من الطرف الآخر، وهو ما قد يتكرر مع بيولي، حال وصلت العلاقة لطريق مسدود.
مسار الشراكة العالمية
الفترة المقبلة، ستحدد الكثير من الأمور داخل البيت النصراوي، والتي يأتي على رأسها ملف تجديد رونالدو لمدة موسم واحد على الأقل، الذي لم يعلن النادي عنه حتى هذه اللحظة.
رونالدو اشترط على النادي جلب بعض الصفقات وتعيين مدير فني قادر على إدارة المرحلة الحالية، ولكن "العالمي" لم يتعاقد مع الصفقات المطلوبة خلال الميركاتو الشتوي الأخير، بل وقرر ضم دوران في مركز رأس الحربة الذي يشغله "الدون".
وحال ضل النصر طريقه في بطولتي الدوري ونخبة آسيا، فإنه قد يواجه مشكلة كبرى بصعوبة تجديد عقد رونالدو مع نهاية الموسم بسبب أزمته مع بيولي وعدم تنفيذ مطالبه المبدئية بالميركاتو الشتوي.
وسيخسر النصر وقتها أحد أهم الرؤوس الأساسية في مشروع تطوير الدوري السعودي، من كافة النواحي الفنية والاقتصادية والجماهيرية، وهي أزمة لن تضرب "العالمي" بمفرده، بل قطاع الرياضة بشكل عام.
وخلال الوقت ذاته، يمكن أن يقرر النصر إقالة بيولي مع نهاية الموسم، حال فشله في الخروج بأي بطولة، وهو ما سينهي شراكته العالمية مع "صاروخ ماديرا".
وفي جميع الأحوال، فإن مسار موسم النصر، سيحدد استمرار الشراكة العالمية من عدمها، سواء بوجود رونالدو وبيولي سويا، أو رحيل أي منهما، بنهاية المطاف.