أخبار اليوم - تالا الفقيه - تشهد الطرق ارتفاعًا حادًا في عدد الوفيات والإصابات الناتجة عن حوادث السير خلال شهر رمضان، وسط تزايد الشكاوى من تفشي القيادة المتهورة والسرعة الزائدة، خصوصًا في الفترات التي تسبق الإفطار. وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة من خطورة التهور على الطرق، إلا أن الاستهتار بالقوانين المرورية لا يزال سائدًا، مما أدى إلى وقوع العديد من الحوادث المروعة التي أودت بحياة أبرياء، وألحقت خسائر فادحة بالممتلكات.

وفيات متزايدة وحوادث قاتلة

بحسب رصد بعض التقارير المرورية، فإن عدد الوفيات الناتجة عن حوادث السير في الأيام الأولى من رمضان فاق المعدلات المعتادة، حيث سجلت عدة حالات اصطدام مميتة، أبرزها حوادث الاصطدام بأعمدة الإنارة والمركبات المتوقفة على جوانب الطرقات، والتي أصبحت مشهدًا متكررًا، خاصة في ساعات المساء.

وأكد شهود عيان أنهم شاهدوا عدة حوادث في شارع واحد خلال وقت قصير، مشيرين إلى أن السائقين لا يلتزمون بالقوانين، ولا يراعون ظروف الطريق. وقال أحد المواطنين: "على وقت الفطور فقط، رأيت ثلاثة حوادث في شارعين متجاورين، أحدها أسفر عن دهس أغنام بسبب السرعة الجنونية!"

طريق المطار.. "رالي" مفتوح وخطر محدق

أكثر الطرق التي تشهد الحوادث وفقًا لشهادات السائقين هو طريق المطار، حيث وصفه البعض بأنه تحول إلى "حلبة سباق"، مؤكدين أن التجاوزات الخطرة، التغيير المفاجئ للمسارب، وعدم الالتزام بالسرعات المقررة، جعلت القيادة عليه مغامرة يومية محفوفة بالمخاطر.

تحذيرات بلا استجابة.. والحل في تشديد العقوبات

على الرغم من الحملات التوعوية التي تُطْلَق سنويًا مع بداية شهر رمضان، والتي تؤكد ضرورة تخفيف السرعة، وعدم القيادة تحت تأثير التعب والجوع، والالتزام بإشارات المرور، إلا أن الاستجابة من قبل السائقين لا تزال ضعيفة.

ويؤكد مختصون في السلامة المرورية أن من أبرز أسباب ارتفاع الحوادث خلال رمضان:

السرعة الزائدة خاصة في أوقات الذروة وقبل الإفطار.

التجاوزات العشوائية وتغيير المسرب المفاجئ دون انتباه.

القيادة تحت تأثير الإرهاق والجوع؛ مما يقلل من تركيز السائقين.


لكن هذه التحذيرات لا تجد من يسمعها، حيث يواصل بعض السائقين القيادة بتهور، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في عدد المخالفات المرورية، وخاصة المتعلقة بالسرعة المفرطة والتجاوز الخطر.

المواطنون يطالبون بالحلول: كاميرات ورقابة صارمة

أمام هذا الواقع، يطالب المواطنون الجهات المعنية بتشديد الرقابة المرورية، وزيادة أعداد الكاميرات لمراقبة الطرق، ورفع قيمة المخالفات المرورية، بحيث تصبح رادعة لكل من يستهتر بحياته وحياة الآخرين.

ويقول أحد السائقين: "الحل الوحيد هو فرض غرامات قاسية، لأن بعض السائقين لا يفقهون إلا لغة العقوبات. لا يعقل أن يبقى النزيف على الطرق مستمرًا بسبب استهتار البعض."

رسالة إلى السائقين: "خفّف السرعة.. حياتك أهم"

في ظل استمرار نزيف الطرقات، يوجه المواطنون رسالة مباشرة إلى السائقين: "خفّفوا السرعة، التزموا بالقوانين، ولا تجعلوا الطرق ساحة للموت. حياتكم وحياة الآخرين ليست لعبة."