تحسن المراعي يخلص مربي المواشي في الكرك من كلف الأعلاف

mainThumb
تحسن المراعي يخلص مربي المواشي في الكرك من كلف الأعلاف

13-03-2025 10:59 AM

printIcon

أخبار اليوم - أعادت أمطار الأسابيع الأخيرة الماضية، التي تساقطت على مختلف المناطق بمحافظة الكرك خصوصا المناطق الشرقية منها، الأمل لمربي المواشي بتوفر المراعي العشبية، ما يوفر عليهم عبء شراء الأعلاف بأسعار مرتفعة.

وفي مواسم تراجع الهطول المطري كما هو الحال منذ أكثر من أربع سنوات، يضطر مربو المواشي لتوفير الأعلاف للمواشي طوال العام، ما يرفع فاتورة كلفة تربية المواشي وبالتالي ارتفاع أسعار اللحوم ومنتجات الألبان، لا سيما الجميد والسمن البلدي.

وخلال الأسابيع الأخيرة تساقطت كميات جيدة من الأمطار بالمحافظة، ما أنعش نباتات الأعشاب البرية والرعوية التي ترعى عليها المواشي بشكل كبير في هذا الوقت من السنة، ووفقا لإحصائيات مديرية زراعة الكرك، فقد تحسنت نسبة الهطول المطري لتصل إلى ما يقارب 43 بالمائة من الموسم المطري العام بالمحافظة.

ويؤكد مربو الماشية أنه ولأربعة مواسم متتالية، لم تنم في مختلف مناطق محافظة الكرك المراعي البرية بشكل جيد، بسبب الجفاف وندرة الأمطار، ما زاد من أعباء تربية المواشي على أصحابها لغياب الأعشاب التي تنبت بداية الربيع، وتوفر جزءا كبيرا من الأعلاف للأغنام والماعز وغيرها من المواشي التي يعتمد على تربيتها عدد كبير من المواطنين بالمحافظة.

المناطق الأكثر وفرة بالأعشاب
وأكدوا أنهم وبسبب غياب المراعي الطبيعية يضطرون إلى توفير وجبتي عليقة الأعلاف في الصباح والمساء للمواشي طوال العام، في حين أن الطبيعي أن تتوفر الأعلاف البرية بالمراعي لفترة تزيد على خمسة أشهر وتخفف من كلفة تربية الماشية على المزارعين.

وتشكل المراعي في محيط الحفائر الترابية شرقي المحافظة، المناطق الأكثر وفرة في الأعشاب البرية، والتي تجمعت في بعض تلك الحفائر كميات جيدة من الأمطار، بعد تساقط الأمطار الغزيرة بالمناطق الصحراوية خلال الفترة الأخيرة، ما يبشر بتوفير مياه كافية لسقاية المواشي خلال العام الحالي، إضافة إلى توفير النباتات الرعوية التي تحتاجها المواشي خلال الفترة الحالية من الموسم وتوفير كميات مهمة من الأعلاف.

بدوره، قال مدير زراعة الكرك المهندس مأمون العضايلة إن الأمطار الأخيرة حسّنت من معدل الهطول المطري بالمحافظة، لافتا في الوقت ذاته، إلى أن الأمطار الأخيرة جيدة وتوزيعها مفيد، رغم عدم وصوله إلى المعدل العام السنوي بالمحافظة.

وبين أن نسبة الهطول المطري بالكرك كانت 152 ملم وبنسبة 43 بالمائة وفي المزار الجنوبي 142 ملم وبنسبة 40 بالمائة ولواء القصر 175 ملم بنسبة 50 بالمائة ولواء عي 97 ملم وبنسبة 32 بالمائة ولواء فقوع 149 ملم وبنسبة 42 بالمائة والغوير 145 ملم وبنسبة 58 بالمائة والقطرانة 35 ملم بنسبة 23 بالمائة، مشيرا إلى أن معدل الهطول المطري بالمحافظة يقارب 350 ملم سنويا.

زيادة الغطاء النباتي
كما أشار العضايلة إلى أن الهطولات المطرية الأخيرة ساعدت على زيادة الغطاء النباتي، خصوصا الأعشاب الرعوية، حيث كان من الملاحظ أنه بعد الهطول المطري الأخير خلال الأسابيع الأخيرة مباشرة بدأت الأعشاب بالنمو مجددا، وهذا يخفف عبء توفير الأعلاف على مربي الثروة الحيوانية خلال الفترة الحالية.

ولفت كذلك، إلى أن المناطق الرعوية شرقي المحافظة تنمو فيها الأعلاف الرعوية بشكل جيد، وتوفير الأعلاف في المراعي يسهم في التخفيف على المربين.

وتشير إحصائيات وزارة الزراعة، إلى أن محافظة الكرك تضم نحو 250 ألف دونم من أراض رعوية ومراع، تنتشر فيها قطعان المواشي وهي تجد فيها الأعشاب البرية التي توفر لها جزءا مهما من العليقة العلفية خلال الفترة الحالية، من بينها 60 ألف دونم من المراعي المحمية بالكرك وهي مغلقة أمام رعي المواشي، إلا في حالات معينة يتم فتحها أمام رعي المواشي بعد نمو الحشائش فيها بشكل جيد، وهي تقع في مناطق الشريف والثمايل والبيئة ونخل وكلها في مناطق شرقي المحافظة.

وتقوم وزارة الزراعة أحيانا بفتح المناطق الحرجية ومساحتها حوالي 66 ألف دونم بالكرك أمام رعي المواشي لكونها تضم مساحات وكميات جيدة من الأعلاف الرعوية.

واعتاد مربو الماشية بالكرك ومناطق البادية في سنوات الهطول المطري الجيد نقل مواشيهم إلى مراعي الصحراء لفترة من الوقت لوجود الأعشاب البرية، في حين توفر المراعي القريبة من الأراضي الزراعية حاجة المواشي من الأعلاف البرية طوال فترة الربيع.

عبء ارتفاع أسعار الأعلاف
وقال مربي الماشية أحمد المعايطة "إن الفترة الحالية وبسبب نمو المراعي خلال الفترة الأخيرة ورغم عدم وصول الموسم المطري إلى معدلاته الطبيعية، إلا أن هناك نموا جيدا للمراعي يوفر الأعلاف الطبيعية للمواشي ويوفر على المربين كلفة شراء الأعلاف لفترة تمتد لبدء حصاد المحاصيل الحقلية التي توفر أيضا الأعلاف للمواشي إذا كان موسمها جيدا".

وأضاف "أن المواشي في الفترة الحالية أصبحت تجد لها الأعلاف شبه الكافية في المراعي الطبيعية خلافا للسنوات الماضية التي خلت تماما من الأعلاف بسبب ضعف الأمطار في مناطق المراعي شرقي محافظة الكرك"، لافتا إلى "أن هناك نموا جيدا للأعشاب في الفترة الحالية ما يوفر على المربين كلفة شراء الأعلاف التي تشهد أسعارها ارتفاعا كبيرا خارج عملية الدعم".

وأشار المعايطة إلى أنه رغم توفر الأعلاف البرية حاليا، إلا أنها ليست بالشكل المفترض أن تكون بسبب ضعف الهطول المطري.

وأكد مربي الماشية محمد المحادين "أن الفترة الحالية تشهد توفر الأعلاف البرية بالمراعي بسبب الأمطار الأخيرة الجيدة نسبيا خلال الفترة الحالية، ما يعني تقليل كميات الأعلاف المقدمة للمواشي والتي يشتريها المربي من مستودعات الصناعة والتجارة والسوق المحلي بأسعار ليست في متناول المربين والمزارعين دائما، خصوصا في ظل مواسم الجفاف".

وأضاف المحادين "أن الفترة الحالية وبسبب تساقط الأمطار الأخيرة، تشهد نموا جيدا للمراعي ما يوفر الأعلاف الطبيعية للمواشي ويعفي المربين من شراء الأعلاف الجافة لفترة ربما تكون طويلة، وهو ما يتزامن مع فترة مواليد المواشي، وإدرار الحليب لإنتاج المشتقات المختلفة من الأجبان والجميد والسمن البلدي، وهي فترة تحتاج فيها المواشي إلى تغذية جيدة، لا سيما الأعشاب البرية الرعوية، حرصا على سلامة المواليد والإنتاج الجيد للحليب".

وبحسب مربي الماشية بلال الضمور، " فإن الأعلاف الطبيعية المجانية باتت متوفرة خلال هذه الفترة مع بدء نمو المراعي عقب تساقط الأمطار، ومربو الماشية كانوا خلال الفترة الأخيرة يعتمدون بنسبة 100 % على شراء الأعلاف الجافة من أجل تغذية مواشيهم".

يذكر أن محافظة الكرك تضم نحو 450 ألف رأس من الماشية وهي تنتشر في مختلف مناطق المحافظة وتتنقل حسب موسم الأمطار وإنبات المراعي البرية ومواسم المحاصيل الحقلية التي توفر أعلافا لفترة طويلة.

الغد