بين روحانية الشهر الفضيل وفوضى المشاعر .. كيف نُهدّئ أرواحنا في زمن القلق؟

mainThumb
بين روحانية الشهر الفضيل وفوضى المشاعر.. كيف نُهدّئ أرواحنا في زمن القلق؟

11-03-2025 12:36 PM

printIcon

سالي الأسعد

لرمضان هذا العام مذاق مختلف ليس فقط لمايحيط بنا من ازمات من كل جانب، بل لأن القلق أصبح جزءًا من يومياتنا، يتسلل إلى أحاديثنا، يثقل صدورنا، ويجعل حتى لحظات العبادة مزيجًا من الرجاء والخوف. أخبار غزة لا تفارق الشاشات، سوريا تنزف من جديد، المنطقة على صفيح ساخن والاضطرابات تمتد كأمواجٍ لا تهدأ. كيف نحافظ على توازننا النفسي وسط كل هذا الضجيج؟ كيف نفسح لروحانية هذا الشهر أن تلمس قلوبنا، رغم أن العالم من حولنا يشتعل؟

من الطبيعي أن نشعر بالحزن، بالغضب، وربما بالعجز أمام ما يجري. القلق في حد ذاته ليس مشكلة، بل هو ما يجعلنا بشراً، نشعر ونتعاطف. لكن المشكلة تبدأ حين يتحوّل هذا القلق إلى حمل ثقيل ينهك أرواحنا، فنفقد القدرة على الفعل، ونصبح مجرد متلقّين لموجاتٍ لا تنتهي من الأخبار والمآسي، نعيشها وكأنها تحدث داخلنا.

نستيقظ على الأخبار، ننام عليها، نتنقل بين العناوين العاجلة وكأننا نحاول الإمساك بشيء يمنحنا يقينًا وسط هذه الفوضى، لكن الحقيقة أن الإفراط في استهلاك القلق لا يجعلنا أكثر وعياً، بل أكثر إنهاكًا.

اذا شعرت ان فوضى المشاعر وكثرة التفكير والقلق يعصف بك .. توقف قليلا راجع نفسك واعتمد بضع خطوات بسيطة تتغلب بها جروحات القلق في منظومة اعصابك


1. تمسّك بلحظات السكينة
رمضان فرصة لحظة صلاة، دعاء، تأمل، أو حتى كوب شاي بصمت… هذه ليست رفاهية، بل أوكسجين تحتاجه روحك وسط الفوضى.

2. راقب استهلاكك للأخبار
لن يتغير شيء إن قلّلت عدد مرات متابعة الأخبار، لكنك ستكسب وضوحًا أكبر، وأعصابًا أكثر هدوءًا، ومساحةً للتفكير بعيدًا عن التوتر المستمر.

3. لا تجعل الخوف يقودك
الفرق بين الوعي والخوف هو أنك تسيطر على مشاعرك، لا أن تتحول إلى رهينةٍ لها. اختر متى تتوقف، متى تحتاج للهدوء، ومتى تبتعد عن دوامة القلق.

4. ركّز على ما يمكنك فعله
لا تستهِن بفعل الخير مهما كان بسيطًا—تبرّع، قدّم دعمًا لصديق، أو حتى انشر الطمأنينة بين معارفك وفي منشوراتك على التواصل الاجتماعي لاتكن وقودا او حطبا في نيران الفتن في محيطك، فالتأثير الحقيقي يبدأ من الأشياء الصغيرة.

العالم لن يهدأ بين ليلة وضحاها، لكننا نحن من نقرر كيف نواجهه. وسط كل هذا الضجيج، هناك دائمًا نافذة صغيرة للسكينة… ابحث عنها، تمسّك بها، واحمِها من أن تضيع في زحام الأخبار والمخاوف و استثمر نفحات شهر الرحمة..