هل الأردن بحاجة إلى إجراء طارئ لمنع تفشي الحصبة؟

mainThumb
هل الأردن بحاجة إلى إجراء طارئ لمنع تفشي الحصبة؟

09-03-2025 11:06 AM

printIcon

الوهادنة: الإجراءات الحالية غير كافية لمنع انتشار المرض

أخبار اليوم - أكد مدير الخدمات الطبية الملكية السابق وعضو اللجنة الاستشارية في مجلس السياسات الوطني الدكتور عادل الوهادنة، أنه بالنظر إلى الانخفاض المقلق في معدلات التطعيم ضد الحصبة في الأردن والتفشي السابق الذي حدث عام 2023 فإن هناك حاجة إلى إجراء طارئ سريع ومغاير لما هو معمول به حاليًا لمنع انتشار المرض.

وبين في تصريح لـ«الرأي»، أن النهج الحالي قد لا يكون كافيا، خاصة مع وجود أكثر من 112,000 طفل دون سن الخامسة غير مُطعّمين، مما يشكل بيئة خصبة لانتشار المرض.

واعتبر الوهادنة، أن الإجراءات الحالية رغم أهميتها، لا تواكب حجم المشكلة المتزايدة، ويجب التحرك فورا بحلول أكثر سرعة وحزما لتجنب تفشيات أكبر، فإذا لم يتم اتخاذ هذه التدابير الطارئة، فقد نجد أنفسنا أمام موجة جديدة من الإصابات يصعب احتواؤها.

وأوضح أنه منذ بداية جائحة «كورونا» انخفضت تغطية التطعيم ضد الحصبة في الأردن بشكل مقلق، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي 112,000 طفل دون سن الخامسة، أي أكثر من 6 من كل 10 أطفال في هذه الفئة العمرية لم يحصلوا على جرعاتهم الروتينية من لقاحات الحصبة، ما أدى هذا الانخفاض إلى تفشي المرض في نيسان 2023، والإبلاغ عن 163 حالة حصبة في 7 محافظات.

ونوه إلى أنه حتى تاريخ 3 اذار 2025، لا توجد مؤشرات على أن الحصبة تتطور إلى جائحة عالمية، ولكن في الوقت ذاته تم الإبلاغ عن تفشيات محلية في مناطق متعددة، بما في ذلك الأردن، أما عالميا فقد أبلغت دول مثل اليمن، أذربيجان، كازاخستان، والهند عن ارتفاع كبير في عدد حالات الحصبة، في حين تم تسجيل 164 حالة حصبة في 9 ولايات أميركية حتى شباط الحالي.

وللحد من تفشي المرض وحماية الصحة العامة في الأردن، أوصى الوهادنة باتخاذ اجراءات طارئة، وهي تنفيذ حملة تطعيم استثنائية خلال شهر واحد تشمل جميع الأطفال غير المطعّمين أو الذين لم يستكملوا جرعاتهم، و تخصيص فرق متنقلة للوصول إلى المناطق النائية والمجتمعات الأكثر عرضة للخطر، كذلك فرض إثبات التطعيم كشرط أساسي للالتحاق بالمدارس ورياض الأطفال، مع توفير اللقاحات مجانًا في المدارس والمراكز الصحية، ومراجعة جميع السجلات الصحية للطلاب خلال الأسابيع المقبلة لضمان استكمال التطعيم.

كما أوصى بإطلاق حملة إعلامية وطنية لتوضيح مخاطر الحصبة وفوائد التطعيم، واستخدام رسائل مؤثرة مدعومة بالبيانات والإحصائيات لتشجيع الأهالي على تطعيم أطفالهم، ناهيك عن إنشاء مراكز استجابة سريعة لتحديد أي حالات جديدة فور ظهورها، ومنع انتشارها، وتفعيل نظام الإبلاغ الإلزامي للأطباء والمستشفيات لرصد أي إصابة بالحصبة فورا.

ودعا إلى التعاون مع المنظمات الدولية و«اليونيسيف» لتوفير طلب دعم من منظمة الصحة العالمية، لتوفير اللقاحات وضمان الإمدادات الكافية، وتنفيذ برامج تطعيم مشتركة مع الجهات الصحية العالمية لتعزيز المناعة المجتمعية.


ونادى إلى ضمان استكمال التطعيم، بحيث يتلقى الأطفال جرعتين من لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، الجرعة الأولى عند عمر 12-15 شهرًا، والجرعة الثانية عند عمر 4-6 سنوات، كما يجب أن يتلقى الأطفال الأكبر سنًا والمراهقون والبالغون الذين لا يمتلكون مناعة مؤكدة جرعة أو جرعتين إضافيتين من اللقاح، بفاصل زمني لا يقل عن 28 يومًا بين الجرعات.

ووفق الوهادنة، فإنه يجب إعطاء أولوية خاصة لتطعيم الفئات التي تعاني من انخفاض معدلات التطعيم، بما في ذلك بعض مجتمعات اللاجئين والمناطق النائية أو المحرومة، تنفيذ برامج توعوية مكثفة لتثقيف الجمهور حول أهمية وسلامة لقاح الحصبة، والتصدي للمفاهيم الخاطئة الشائعة، مع التأكيد على المخاطر المرتبطة بعدم التطعيم.

ونبه إلى ضرورة تعزيز البنية التحتية الصحية، وتحسين قدرة المرافق الصحية على التعامل مع حالات الحصبة، بما في ذلك توفير الموارد اللازمة للتشخيص والعلاج والاحتواء السريع للمرض، وإنشاء أنظمة مراقبة قوية للكشف المبكر عن حالات الحصبة والإبلاغ عنها بسرعة، ما يسهل التدخل الفوري ويمنع انتشار المرض.

 

الرأي