الاحتلال يفرض سيطرته على المساعدات الإنسانية في غزة وسط تصاعد التوترات

mainThumb
الاحتلال يفرض سيطرته على المساعدات الإنسانية في غزة وسط تصاعد التوترات

06-03-2025 05:41 PM

printIcon

أخبار اليوم - في خطوة أثارت انتقادات واسعة، أعلنت إسرائيل عن خطة جديدة للسيطرة على جميع المساعدات الإنسانية الداخلة إلى قطاع غزة، متذرعة باعتبارات أمنية وتنظيمية. ووفقاً لمصادر أممية ومسؤولين في منظمات إغاثية، فإن الخطة تفرض رقابة صارمة على عمليات التوزيع، ما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني في القطاع المحاصر. وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».

إجراءات إسرائيلية مشددة على دخول المساعدات
بحسب التقارير، ستقتصر نقاط دخول المساعدات إلى غزة على معبر كرم أبو سالم، حيث ستخضع جميع الشحنات لعمليات فحص مشددة قبل نقلها إلى مراكز لوجيستية تشرف عليها إسرائيل. كما سيُفرض نظام تتبع صارم على جميع عمليات التوزيع، وسط توقعات بإلزام العاملين في المجال الإنساني بالخضوع لتدقيق أمني وفقاً للمعايير الإسرائيلية.

وأوضحت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة (COGAT) تفاصيل هذه الخطة خلال اجتماعات مع وكالات الإغاثة، ما أثار مخاوف من أن تصبح المساعدات أداة ضغط سياسي وأمني على سكان غزة، الذين يعتمدون عليها بشكل أساسي للبقاء على قيد الحياة.

تعليق مساعدات أميركية ووقف الإمدادات الإنسانية
تزامن هذا التحرك مع إعلان منظمات دولية يوم الجمعة عن تعليق التمويل الذي كانت تنتظره من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، بقرار من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. وعلى الرغم من تراجع بعض هذه القرارات لاحقاً، فإن الغموض لا يزال يكتنف مصير المساعدات.

وفي خطوة تصعيدية، أوقفت إسرائيل يوم الأحد جميع شحنات المساعدات إلى غزة، متهمةً منظمات الإغاثة - من دون تقديم أدلة - بتحويل المساعدات إلى حركة «حماس». جاء هذا القرار رغم أن تدفق المساعدات كان جزءاً أساسياً من اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع بين إسرائيل و«حماس».

مخاوف من انهيار الهدنة واستئناف القتال
ويبدو أن وقف إطلاق النار المؤقت يقترب من نهايته، في ظل تعثر المفاوضات بين إسرائيل و«حماس» حول المرحلة الثانية من الاتفاق. وكانت المرحلة الأولى قد تضمنت تبادل أسرى بين الطرفين، لكن الجمود الحالي يهدد بانهيار الاتفاق واستئناف العمليات العسكرية.

وفي محاولة لتمديد الهدنة، أعلنت الخارجية الأميركية عن زيارة مرتقبة للمبعوث الخاص ستيف ويتكوف للمنطقة، لكن الخلافات العميقة بين الأطراف المتنازعة تجعل فرص التوصل إلى اتفاق جديد ضئيلة.

مستقبل المساعدات الإنسانية في ظل الإجراءات الإسرائيلية
قبل اندلاع الحرب، كانت غزة تعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية، لكن القيود الإسرائيلية المشددة زادت من صعوبة وصولها إلى المحتاجين. ومع تشديد إسرائيل إجراءاتها، يخشى مسؤولو الإغاثة من أن تتحول المساعدات إلى أداة سياسية، يتم التحكم بها وفقاً للمصالح الأمنية الإسرائيلية.

ووفقاً لمسؤول في منظمة إغاثية، فإن المشكلة ليست فقط في آلية التوزيع، بل في كيفية ضمان وصول المساعدات لمن يحتاجون إليها دون استخدامها وسيلة للضغط أو التخويف.

في ظل هذه التطورات، تبقى المساعدات الإنسانية ورقة ضغط أساسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ما يضع مستقبل سكان غزة في مهب الريح، وسط تصاعد القلق من احتمال تجدد المواجهات العسكرية.