الكرك .. ركود في الأسواق وشكاوى من ارتفاع أسعار اللحوم والدجاج

mainThumb
الكرك.. ركود في الأسواق وشكاوى من ارتفاع أسعار اللحوم والدجاج

06-03-2025 11:03 AM

printIcon

أخبار اليوم - في الوقت الذي تشهد أسواق مختلف مناطق مدن وبلدات محافظة الكرك، مع الأيام الأولى لشهر رمضان المبارك، حركة تجارية ضعيفة، يشكو مواطنون بالمحافظة من الارتفاع الكبير في أسعار مختلف السلع، خصوصا التي تحتاجها الأسر في إعداد وجبات الإفطار الرمضانية المعتادة، ومن بينها الدجاج واللحوم وبعض أنواع الخضار، وغيرها من مستلزمات الشهر الفضيل.


ومع بداية شهر رمضان، ارتفعت أسعار اللحوم، خصوصا البلدية وأسعار الدجاج الطازج "النتافات" بمحافظة الكرك ارتفاعا كبيرا، وبنسبة كبيرة، ما أجبر العديد من الأسر على اقتصار موائدها على وجبات تغيب عنها اللحوم، وهي حالة فرضت نفسها بشدة على موائد العديد من الأسر في رمضان.

وبحسب العديد من المواطنين وأصحاب محال قصابة بالكرك، فإن أسعار اللحوم ارتفعت من 9 دنانير للكيلو البلدي و7 دنانير لأسعار اللحوم المستوردة، لتصل إلى حوالي 11 دينارا للبلدي و8 دنانير للحوم المستوردة، في حين ارتفعت أسعار الدجاج الحي "النتافات"، وهو النوع الأكثر استهلاكا بالكرك من 140 قرشا قبل بدء شهر رمضان بأيام، إلى 190 قرشا مع أول أيام الشهر الكريم.

وأكدوا، أنه مع هذه الأسعار، خصوصا للحوم البلدية والدجاج، انحصرت زبائن محال القصابة والدواجن بالكرك ضمن فئة قليلة، وبات من الصعب على كثير من الأسر حتى التفكير بشراء اللحوم، وتحديدا البلدية.

وخلافا للسنوات السابقة التي كانت تشهد فيها الأسواق التجارية حركة نشطة طوال الشهر الكريم، فإن رمضان العام الحالي تشهد الأسواق فيه ركودا غير مسبوق، باستثناء الأيام التي سبقت رمضان، حيث كانت الأسواق التجارية في محافظة الكرك، خصوصا أسواق المؤسسات العسكرية والمدنية قد شهدت مع حلول شهر رمضان المبارك إقبالا واضحا على شراء المواد الغذائية طويلة الأمد، التي تركزت جميعها على مستلزمات الشهر الفضيل، وهي التي ترافقت مع استلام الموظفين من المدنيين والمتقاعدين والعسكريين رواتبهم الشهرية.

مواطنون يبحثون عن بدائل
ويؤكد إبراهيم الضمور من سكان مدينة الكرك "أن غالبية المواد الغذائية متوفرة وبشكل جيد ومناسب ولا يوجد أي نقص، إلا أن ارتفاع أسعار اللحوم، خصوصا البلدية منها، إضافة إلى الدجاج الحي، يدفع بالمواطنين إلى شراء بدائل أرخص ومنها اللحوم المجمدة، وهي التي ربما تكون في الغالب بغير الجودة للحوم البلدية ولا يوجد قبول لها لدى الأسر بالمحافظة".

ولفت إلى "أن ارتفاع أسعار اللحوم البلدية ليصل سعر الكيلوغرام منها إلى أكثر من عشرة دنانير، حرم العديد من الأسر من هذه المادة التي تعد ضرورية خلال شهر الصيام وتدخل في تحضير العديد من الوجبات الشعبية، ما أدى إلى اقتصار شراء اللحوم على شراء لحم العجل وبسعر يتراوح بين 7 و8 دنانير، والتي هي بسعر أقل من سعر لحوم الضأن، ويتم استخدامها بأشكال مختلفة".

وشدد الضمور، على "أن الارتفاع الكبير في أسعار الدجاج الحي واللحوم البلدية والمستوردة، حرم الصائمين من الأسر الفقيرة والدخل المتوسط، من تناول اللحوم رغم حاجتهم لوجبة صحية بعد صيام طويل".

وتتساءل المواطنة أم فرح من سكان بلدة الثنية "ما ذنب الأطفال الصائمين من أبناء الأسر الفقيرة وحتى الدخل المتوسط بألا تتوفر لهم وجبة إفطار تحتوي على اللحوم الجيدة من الدجاج أو الضأن وغيرها وحتى لحم العجل؟"، مؤكدة في الوقت ذاته "أن الأسواق منذ بداية شهر رمضان الكريم تشهد ارتفاعا كبيرا في الأسعار خلافا للأعوام الماضية، خصوصا في المواد الغذائية من اللحوم والدجاج الحي الذي وصل إلى أسعار قياسية فور بدء الشهر الكريم، وكأن بعض التجار كانوا بانتظار بدء الشهر لإعلان أسعار جديدة، هدفها الربح فقط واستغلال اضطرار المواطنين لشراء الدجاج يوميا".

كما أوضحت "أن الدجاج بات يباع بسعر يصل إلى 190 قرشا للكيلو، وأحيانا بدينارين للكيلو الواحد في بعض محال النتافات"، داعية وزارة الصناعة والتجارة إلى "تحديد سعر ثابت للدجاج وبحد معقول لتتمكن الأسر من شراء الدجاج، إضافة إلى بيع محال القصابة كيلو اللحوم البلدية بسعر 10 دنانير وأكثر، والعجل البلدي بحوالي 8 دنانير"، في حين تساءلت مجددا "كيف تتمكن أسرة مكونة من ستة أفراد من توفير وجبة إفطار كلفتها اليومية تصل إلى 50 دينارا إذا تضمنت لحوما بلدية".

وأشارت أم فرح إلى "أن هناك أعدادا كبيرة من المواطنين يتجولون بالأسواق، من دون أن يقوموا بالشراء لأنهم لا يملكون أي أموال، وهو الأمر الذي يؤكد حرمان المواطنين من حاجاتهم في الشهر".

مبررات ارتفاع الأسعار
من جهته، يؤكد صاحب محل لبيع الدواجن بالكرك إسماعيل أحمد "أن البيع بالأسعار الحالية هو الحد الأدنى الممكن للبيع من دون خسارة في ظل الظروف الحالية، حيث يتم شراء وإيصال الدجاج الحي من المزرعة بأكثر من 170 قرشا، ناهيك عن كلفة النقل والعمال وغيرها من الكلف لتصل الدواجن إلى المواطنين"، مشيرا إلى "ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل متكرر وضرورة توفير غاز التدفئة بالمزارع خلال الفترة الحالية".

ويقول صاحب محل قصابة بالكرك أحمد عجاج "إن ارتفاع أسعار اللحوم البلدية مؤخرًا جاء نتيجة ارتفاع أسعار المواشي بالأسواق من قبل مربي المواشي"، لافتًا إلى "أن الارتفاع الكبير بأسعار المواشي دفع محال القصابة إلى رفع أسعار اللحوم".

وأكد عجاج "أن محل القصابة يشتري كيلوغرام اللحوم وزن قائم بسعر يصل إلى حوالي 6 دنانير، والأسعار مع ذلك ما تزال مناسبة وهي في متناول العديد من المواطنين"، لافتا كذلك إلى "أن تجار ومربي المواشي هم من يحددون أسعار اللحوم، خصوصا الذبائح صغيرة السن التي تجد طلبا متزايدا عليها في محافظة الكرك، حيث يتم تصدير كميات كبيرة من الخروف البلدي إلى الخارج، ما يسهم في رفع الأسعار".

ماذا تقول "الصناعة والتجارة"؟
من جانبه، أكد مدير الصناعة والتجارة في محافظة الكرك رامي الطراونة "إن المديرية قامت بوضع خطة لتوفير المواد الغذائية، خصوصا اللحوم والدجاج والأرز والسكر وغيرها من المواد الضرورية للشهر الكريم، في متناول يد المواطن دون نقص".

وبين "أن كوادر المديرية تتابع وتراقب التزويد اليومي للأسواق بهذه المواد لمنع حدوث أي تجاوزات، والمديرية التقت بغرفة تجارة الكرك وتم الاتفاق على توفير احتياجات المواطنين كافة بأسعار معقولة".

وأضاف الطراونة "أن مراقبي المديرية يقومون بمتابعة الأسواق من خلال الجولات اليومية، حرصا على سلامة وصحة المواطنين التزاما بدور المديرية في المراقبة وضبط الأسواق".

وشدد على "أن ارتفاع الأسعار في محال الخضار هو لصنف أو اثنين فقط، في حين أن بقية الأصناف رخيصة جدا، وفيما يتعلق بالدجاج، فهو في مستوى جيد رغم ارتفاع كلفة الإنتاج للمربين، وهي في حدود 160 إلى 180 قرشا للكيلوغرام".

الغد