أخبار اليوم - بدأ ليفربول وباريس سان جيرمان، مشروعين رياضيين جديدين، بعد نجاحات بارزة للغاية خلال آخر 10 سنوات.
ويصطدم الفريقان مبكرا في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، بعدما تأهل الليفر مباشرة إلى دور الـ16 بعد اعتلاء الصدارة في مرحلة الدوري، بينما احتاج بي إس جي لخوض الملحق، واكتسح منافسه المحلي بريست بنتيجة 10-0 في مجموع المباراتين.
توهج ليفربول في مشواره الأوروبي هذا الموسم، بينما نفض بي إس جي الغبار عن نفسه بعد بداية متعثرة للغاية، واختبارات عنيفة ضد آرسنال وأتلتيكو مدريد وبايرن ميونخ ومانشستر سيتي، ليواصل الفريقان مشروعيهما الجديدين.
إرث ثقيل
في فرنسا، احتكر بي إس جي الألقاب المحلية وبات القطب الأول منذ استحواذ الإدارة القطرية على ملكية النادي في 2011، ووصل الفريق أيضا إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه عام 2020، ولقبل النهائي مرتين في 2021 و2024، لكنه لم يلامس المجد برفع الكأس ذات الأذنين.
واعتمد العملاق الباريسي في هذه الإنجازات على الصفقات الرنانة والتعاقد مع أسماء من العيار الثقيل مثل دافيد بيكهام وزلاتان إبراهيموفيتش وآنخيل دي ماريا وإدينسون كافاني ثم كيليان مبابي ونيمار جونيور وسيرجيو راموس وليونيل ميسي، وغيرهم.
وفي إنجلترا، فإن ليفربول بات قوة لا يستهان بها بفضل المنظومة التي بناها المدرب الألماني يورجن كلوب، الذي غادر الفريق في صيف 2024 بعد ما يزيد عن 9 سنوات حقق خلالها الفريق إنجازات بارزة مثل الفوز بدوري أبطال أوروبا في 2019 والدوري الإنجليزي لأول مرة منذ عقود طويلة في 2020.
ولولا المنافسة الشرسة مع بيب جوارديولا لحقق الليفر إنجازات أكبر، حيث قاد المدرب الإسباني مانشستر سيتي لستة ألقاب في الدوري الإنجليزي منها 3 تتويجات في اللحظات الأخيرة أمام ليفربول.
عهد جديد
لكن الناديين الإنجليزي والفرنسي دخلا مرحلة جديدة مع تولي لويس إنريكي المسؤولية في صيف 2023 بعقد مدته موسمين تم تمديده مؤخرا إلى 2027، ووصول المدرب الهولندي أرني سلوت لقيادة ليفربول.
وكان للمدربين بصمة واضحة للغاية، حيث أعلن إنريكي أن مشروعه الجديد لا يرتكز على الأسماء أو الاعتماد على لاعب واحد يسجل 40 هدفا، بل يستهدف أن يضم الفريق أكثر من لاعب يسجل 20 هدفا في الموسم الواحد.
وبالفعل نجح إنريكي في مسعاه وحقق نجاحا بارزا بتحقيق 4 ألقاب محلية حتى الآن، وهو في طريقه لحصد ثلاثية محلية لموسم ثان على التوالي وصحح مسار الفريق في دوري أبطال أوروبا بعد بداية متعثرة للغاية.
براءة اختراع
لكن تبقى البصمة الأبرز لإنريكي في حديقة الأمراء هو توهج عثمان ديمبلي تحت قيادته، ليكون الجناح الفرنسي الدولي هو رأس حربة المشروع الباريسي الجديد، بعد الرحيل الصادم لكيليان مبابي في صيف 2024 إلى ريال مدريد.
انفجر ديمبلي بمعدل تهديفي بارز هذا الموسم، بعدما كان مستهترا ويتصرف برعونة أمام مرمى المنافسين، وذلك بفضل لمسة فنية من إنريكي الذي غير مركز "عثمان" من الجناح إلى رأس الحربة الوهمي.
وأتى هذا التغيير بثماره على اللاعب الفرنسي الدولي الذي كان يقول على نفسه في الموسم الماضي "أحتاج إلى تثبيت قدمي بمسامير لتفادي الانزلاق أمام مرمى المنافسين" وتغيرت لهجته هذا الموسم بقوله "لم أعد أحتاج لتجاوز 3 أو 4 لاعبين بل أحتاج لمسة أو لمستين لهز الشباك".
وصنع لويس إنريكي لديمبلي منظومة صناعة لعب مميزة خلفه تضم عناصر شابة تتسم بالمهارة والسرعة وحيوية الشباب مثل باركولا وديزيريه دوي ولي كانج إن وكفاراتسخيليا وجونسالو راموس وجواو نيفيز وأشرف حكيمي ونونو مينديس وفيتينيا ورويز.
ماكينة صلاح
أما في المعسكر الإنجليزي فقد ترك سلوت بصمة سريعة بأداء رائع فنيا وبدنيا وتكتيكيا، حيث اعتلى الفريق الصدارة في مرحلة الدوري بدوري أبطال أوروبا، وفي طريقه لتحقيق لقب الدوري الإنجليزي بعد تفوقه بفارق مطمئن من النقاط عن أقرب منافسيه آرسنال.
وقال إنريكي "بعد العمل الذي حققه يورجن كلوب لسنوات، كان من الصعب لأي مدرب أن يترك بصمة، لكن سلوت قدم عملا رائعا، وصنع فريقا مثاليا لا يعاني دفاعيا أو هجوميا، وأعتبره أقوى فريق في أوروبا هذا الموسم والأكثر صلابة وثباتا في المستوى".
ونجح سلوت أيضا في نفض الغبار عن عدد من لاعبي الفريق، ليتحسن مستواهم بشكل ملحوظ هذا الموسم مثل الثنائي الهولندي جرافينبرش وجاكبو ولاعب الوسط المجري دومينيك سوبوسلاي.
وكان للمدرب الهولندي بصمة واضحة على النجم المصري محمد صلاح، الذي لم يتأثر ذهنيا بالجدل المثار حول مستقبله في ظل انتهاء تعاقده بنهاية الموسم الجاري.
فلم يعد صلاح ماكينة أهداف التي لا تهدأ فقط، بل أضاف عليها هدايا لا تنتهي لزملائه بصناعة الكثير من الأهداف.
وقال إنريكي "أرقام صلاح مميزة واستثنائية، وليفربول لديه ثلاثي هجومي أشبه بالمقاتلات الحربية، تتسم بالسرعة والخطورة".
صراع ذهبي
وتنوعت أرقام صلاح مع ليفربول، بدرجة تفوق طفرة عثمان ديمبلي هذا الموسم، حيث يرتكز النجم المصري عادة في مركز الجناح الأيمن لكنه في بعض الأحيان يتم توظيفه كمهاجم ثان في خط 4-4-2، لتعويض المصابين مثل جاكبو أو جوتا أو لويس دياز أو لتراجع مستوى داروين نونيز أو لعدم جاهزية الوافد الجديد فيدريكو كييزا.
وقالت صحيفة "ديلي ميل" في تقريرها إن قمة باريس وليفربول في دور الـ16 بدوري الأبطال هي مواجهة بين مرشحين بارزين للكرة الذهبية هذا الموسم، حيث سجل صلاح 30 هدفا مع 22 تمريرة حاسمة في 39 مباراة بجميع المسابقات هذا الموسم مقابل 26 هدفا و6 تمريرات حاسمة في 33 مباراة لديمبلي مع باريس.
وأضافت أن ديمبلي يتفوق على صلاح بمعدله القوي منذ بداية العام الجاري 2025 حيث سجل 18 هدفا، مقابل 10 أهداف لأيقونة ليفربول، وهو ما ينذر بأن الثنائي يعد كلمة السر في هذه القمة الأوروبية التي وصفها الكثيرون بأنها نهائي مبكر.