أخبار اليوم - في كل موسم رمضاني تتردد بكثرة أغنية «رمضان في مصر حاجه تانية والسر في التفاصيل» التي لم تعد مجرد شعارات، بل أصبحت واقعاً ملموساً تشهده السوق السعودية. فقد اجتاحت الإكسسوارات المصرية الفضاء الرمضاني بإقبال جماهيري كبير، حيث برزت في تزيين المنازل من الداخل، بينما تنافست الواجهات الخارجية في تألق الأضواء وتنوع الفوانيس والمجسمات ثلاثية الأبعاد.
ومع دخول الشهر الفضيل، تكتسي المنازل السعودية من الداخل والخارج ألوان البهجة والروحانية، في تقليد صار تجسيداً حقيقياً لروح رمضان، إذ لا يقتصر الشغف بتزيين البيوت على العائلات فقط، بل يشمل المطاعم والمقاهي والفنادق التي تسعى لإضفاء أجواء رمضانية فريدة لجذب الزبائن.
وفي حديث خاص مع الشرق الأوسط، أفاد مدير عام شركة «برافو الدولية» عبد الله السليماني بأن الطلب على زينة رمضان ارتفع بنسبة 35 في المائة، مقارنة بالعام الماضي، موضحاً أن المستهلكين باتوا يفضلون المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام على البلاستيكية قصيرة العمر، بينما سجل التسوق الإلكتروني زيادة بنسبة 40 في المائة مما يعكس تحولاً في سلوك الشراء نحو الراحة والسرعة في الاختيار.
التنافس بين المنتجات المصرية والصينية
وبحسب السليماني، خلال السنوات الماضية، كانت السوق السعودية تعتمد بشكل كبير على الزينة المستوردة من الصين، وذلك لتنوع التصاميم وتوفر المنتجات بأسعار تنافسية. لكن هذا العام، شهدت الزينة المصرية موجة إقبال كبيرة، متجاوزة المنتجات الصينية في بعض الفئات، ويعود ذلك لأسباب عدة منها أنها تعتمد على التصاميم الحرفية اليدوية، مما يضفي لمسة تراثية فريدة، كما أنها مصنوعة من خامات طبيعية مثل القطن والخشب، مما يجعلها أكثر استدامة، ولأن تصاميمها مستوحاة من الفن الإسلامي والزخارف العربية، استهوى هذا الأمر عشاق الأصالة.
أما الزينة الصينية، بحسب السليماني، فتوفر تقنيات حديثة مثل الإضاءة الذكية والتصاميم الرقمية المتحركة، وتعد أسعارها تنافسية وتناسب مختلف الميزانيات، كما أنها تتميز بتنوع كبير في الأشكال والأحجام، مما يتيح خيارات متعددة. ورغم استمرار المنافسة، فإن الإكسسوارات المصرية فرضت نفسها هذا العام، حيث أصبحت البديل المفضل للباحثين عن زينة تحمل طابعاً رمضانياً أصيلاً.
المنتجات الأكثر طلباً هذا الموسم
تفاوتت اهتمامات المتسوقين بين الزينة التراثية والإضاءات الحديثة، وجاءت الفوانيس الخشبية والمعدنية المضيئة أكثر المنتجات طلباً، حيث أصبحت الخيار الأول لجودتها العالية وإمكانية إعادة استخدامها، أيضاً السجاد والستائر الرمضانية، يفضلها الكثيرون لإضفاء أجواء دافئة في المنازل والمقاهي، بينما زاد الطلب هذا العام على المجسمات ثلاثية الأبعاد، مثل الهلال والنجوم المضيئة التي توضع في زوايا المجالس والحدائق، بينما ارتفعت مبيعات أدوات المائدة المزخرفة بنسبة 50 في المائة، حيث أصبحت جزءاً من ديكور السفرة الرمضانية.
تغيرات في توجهات المستهلكين
يشير عبد الله السليماني إلى أن الطلب هذا العام أصبح أكثر دقة، حيث أصبح العملاء يختارون الزينة بناءً على عوامل الجودة والاستدامة، بدلاً من مجرد الشكل الجمالي. كما أوضح أن هناك تقسيماً واضحاً بين المستهلكين، 60 في المائة من العائلات تفضل الزينة التقليدية المصنوعة يدوياً لما لها من قيمة ثقافية وتراثية، و40 في المائة من الشباب والمراهقين يميلون إلى الإضاءات العصرية وألوان النيون، و30 في المائة من الطلبات تأتي من المطاعم والمقاهي التي تبحث عن زينة تناسب الديكور الداخلي والخارجي لجذب الزبائن.
هذه الاتجاهات تجد تجسيدها على أرض الواقع في قصة محمد اللخمي، الذي بات يُعد من رواد الفن والابتكار في تزيين واجهات مباني المنازل الرمضانية، فقد اعتاد محمد كل عام على وضع خطة مسبقة لتزيين واجهة منزله استعداداً لقدوم شهر رمضان المبارك، إذ يبدأ بتحضير الرسومات والتصاميم الخاصة بديكورات رمضان قبل أشهر من حلول الشهر الفضيل ويتعاون مع مختصين لضمان تحقيق أعلى معايير الجودة والاستدامة.
ويظهر شغفه بتفاصيل التزيين من خلال اختياره أشكال الفوانيس المصرية بمختلف أحجامها التي تجمع بين الأصالة والحداثة، مما يجعل من منزله قطعة فنية تجذب محبي التصوير ومنشئي المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، وبهذا المثال يبرز محمد اللخمي كيف يتماشى توجه السوق الذي أكده السليماني مع الرغبة في الحفاظ على التراث والابتكار في آن معاً مما يحول تزيين الواجهة الرمضانية إلى تعبير فني متجدد يرتقي بروح الشهر المبارك.
التسوق الرقمي وتأثير الإعلانات
مع ازدياد الاعتماد على التسوق الإلكتروني، أصبحت الحملات الإعلانية تلعب دوراً رئيسياً في تحديد اتجاهات المستهلكين. وأوضح السليماني أن 80 في المائة من مبيعات الزينة الرمضانية عبر الإنترنت جاءت من الإعلانات الرقمية، خاصة من خلال منصات مثل «تيك توك» و«إنستغرام»، حيث لاقت المنتجات التي تم الترويج لها عن طريق الفيديوهات القصيرة إقبالاً واسعاً. ويبدو أن موسم رمضان هذا العام لا يحمل فقط روحانيات الشهر الكريم، بل يعكس أيضاً تطوراً في الذائقة الفنية للمجتمع السعودي، حيث بات التوازن بين الأصالة والتكنولوجيا هو العنوان الأبرز لزينة رمضان 2025.