كيف تنعكس عودة اللاجئين السوريين لبلادهم على سوق العقار في إربد؟

mainThumb
كيف تنعكس عودة اللاجئين السوريين لبلادهم على سوق العقار في إربد؟

03-03-2025 11:23 AM

printIcon

أخبار اليوم - تتزايد بشكل تدريجي، عودة اللاجئين السوريين ممن يسكنون في محافظة إربد، إلى بلادهم، وذلك مع مرور ما يقارب 3 أشهر على الإطاحة بالنظام السوري السابق، ما يلقي بظلاله على سوق العقار في المحافظة التي استقبلت مئات الآلاف من هؤلاء اللاجئين منذ بدء الأزمة السورية في العام 2011.

ويشهد سوق العقار والاستثمار فيه، حالة من الإرباك والترقب نتيجة تزايد عودة اللاجئين الذين كانوا سببا في زيادة حجم الاستثمار في العقارات سواء السكنية أو التجارية، وفي المقابل، يرى مواطنون من ذوي الدخل المحدود أن عودة اللاجئين من شأنها أن تحقق فوائد لهم من ناحية انخفاض أجور العقارات، خصوصا السكنية، جراء توفر فائض منها وخيارات المفاضلة بين الأسعار.

ازدياد عدد الشقق الفارغة
ووفق عضو جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان زيد التميمي، فإن غالبية السوريين يفضلون عدم تملك الشقق السكنية، خصوصا أنهم باتوا يعملون على العودة إلى بلادهم، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وأضاف، أن مناطق إربد، لا سيما الحي الجنوبي، سيزداد فيها عدد الشقق الفارغة بعد عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، ذلك أن هناك أحياء كاملة يقطن فيها لاجئون سوريون.

وتطرق التميمي إلى أن "قطاع الإسكان ما يزال يشهد حالة ركود بسبب تراجع القدرة المالية للمواطنين على شراء الشقق بسبب تشدد البنوك التجارية في مسألة منح القروض".


وأشار إلى أن "العديد من المستثمرين لجأوا، في وقت سابق، إلى تأجير الشقق لعدم قدرتهم على بيعها، والعديد من المستثمرين في قطاع الإسكان توقفوا عن بناء العمارات الإسكانية بسبب وجود فائض في أعداد الشقق التي تم بناؤها".

ولفت التميمي، إلى أن "هناك شققا تم تشييدها منذ سنوات ولم تُبع بسبب حالة الركود التي يشهدها قطاع الإسكان في المحافظة بالرغم من عدم ارتفاع أسعارها خلال السنوات الماضية".

وأكد أنه وبالرغم من ارتفاع أسعار المواد الأولية خلال الفترة الماضية وارتفاع أجور العمالة، إلا أن ذلك لم ينعكس على أسعار الشقق، وبات المستثمر يبيع بسعر التكلفة أو بربح قليل لتجاوز حالة الركود.

تخفيض أسعار الشقق
وتسبب اللجوء السوري في بداية الأزمة السورية بارتفاع إيجارات المنازل لأكثر من 100 % بسبب زيادة الطلب عليها، بعد لجوء أكثر من 400 ألف لاجئ سوري إلى محافظة إربد.

وما تزال إيجارات المنازل في مدينة إربد تشهد ارتفاعا، حيث بلغ الإيجار الشهري للشقة سعة 150 مترا حوالي 250 دينارا بعدما كان قبل اللجوء السوري حوالي 150 دينارا.

وفي ضوء الأزمة السورية ولجوء آلاف السوريين إلى مدينة إربد، قام العديد من المستثمرين ببناء شقق إسكانية، كما قام مواطنون في القرى والأرياف باستثمار أراضيهم ببناء منازل عليها من أجل تأجيرها للسوريين بعد لجوئهم بسبب انخفاض الأجور في القرى مقارنة مع مدينة إربد.


وقال أحمد العمري، إنه قام ببناء 3 شقق منزلية في قطعة أرض يملكها في مدينة إربد بعد الأزمة السورية وقام بتأجيرها بمبلغ 200 دينار شهريا، لافتا إلى أن إحدى الأسر السورية عادت إلى سورية قبل شهر.

وأشار إلى أن الشقة ما تزال فارغة لغاية الآن بالرغم من قيامه بتخفيض الأجرة إلى 170 دينارا شهريا، لافتا إلى أن عودة اللاجئين السوريين ستؤدي إلى انخفاض أسعار إيجار الشقق بنسبة 40 % عما كانت عليه في السابق.

وأكد العمري، أن أسعار الشقق ستشهد مزيدا من الانخفاض في الأشهر المقبلة، خصوصا في فصل الصيف بعد أن ينهي طلبة المدارس دوامهم، لافتا إلى أن هناك فائضا سيكون في أعداد الشقق بعد عودة اللاجئين.

ازدياد عودة اللاجئين
وقال علي الخطيب، إنه وبالرغم من تخفيض أسعار إيجار الشقق بنسبة 10-15 %، فإن الشقق ما تزال فارغة منذ سنوات بسبب ارتفاع المعروض، مشيرا إلى أن هناك بعض الأحياء في إربد بات الأردنيون يعكفون عن استئجارها لوجود أعداد كبيرة من الوافدين، وباتوا يفضلون البحث عن مناطق جديدة.

وأوضح، أنه بعد سقوط نظام الأسد، ارتفع عدد المنازل والشقق في إربد وبدأت الأسعار في الانخفاض، مشيرا إلى أنه يملك 5 شقق سكنية كان يؤجرها للاجئين سوريين، وقبل شهر قاموا بإخلائها وأخذوا أمتعتهم وغادروا إلى بلادهم وما تزال فارغة لغاية الآن.

كما أشار الخطيب إلى أنه قبل أسبوع قام بتأجير إحدى تلك الشقق بمبلغ 120 دينارا بعدما كانت تؤجر بـ200 دينار شهريا، مؤكدا أنه اضطر إلى تخفيض الأجرة بنسبة 40 % لتراجع الطلب على استئجار الشقق في إربد بسبب وجود فائض في أعدادها.

وقال إن عودة السوريين ما تزال منخفضة وتزداد خلال الأشهر المقبلة في ظل عودة الهدوء إلى سورية، الأمر الذي سيقابله ارتفاع لعدد المنازل المستأجرة.

أعداد الطلبة العرب والأجانب

وأكد علي الخصاونة، وهو عامل بمكتب عقاري "أن عودة السوريين ليست السبب الوحيد لارتفاع عدد منازل الإيجار، بل يضاف إليها انخفاض أعداد الطلبة العرب والأجانب الدارسين في جامعات إربد، وهذا أحد أسباب انخفاض الطلب على استئجار المنازل".

وأشار إلى أن أسعار إيجارات الشقق ارتفعت بشكل كبير خلال الأعوام الماضية لارتفاع الطلب عليها، لافتا إلى أن هناك أحياء في إربد شهدت إنشاء بنايات سكنية بعدما كانت شبه خالية، مما تسبب بزيادة أعداد الشقق من دون أن ترافقها زيادة طبيعية في عدد السكان.

وأكد الخصاونة، أن العديد من المستثمرين في قطاع الإسكان قاموا ببناء شقق سكنية واستديوهات استثمارية، وكانت نسبة إشغال تلك الاستديوهات والشقق 100 %، إلا أنها في الفترة الأخيرة شهدت حالة ركود بسبب بدء عودة اللاجئين السوريين وانخفاض أعداد الطلبة، مما اضطر أصحابها إلى تأجيرها بأسعار متدنية.

الغد