أخبار اليوم - يواجه نابولي بقيادة مديره الفني أنطونيو كونتي، خطر الانهيار في سباق المنافسة على لقب الدوري الإيطالي، حين يصطدم بإنتر ميلان، اليوم السبت، على ملعب دييجو مارادونا، في قمة الجولة 27 من الكالتشيو.
نابولي فقد صدارته في الجولة الماضية بعد الخسارة من كومو (1-2)، وهو ما استغلها إنتر جيدا بالفوز على جنوى (1-0)، ليتصدر السابق برصيد 57 نقطة، بفارق نقطة عن نابولي (56).
وحصل نابولي على 3 نقاط فقط من آخر 4 مباريات خاضها، ليفرط في الصدارة، ويصبح بحاجة للخروج منتصرا على النيراتزوري لاستعادة القمة وتأكيد أحقيته باللقب هذا الموسم.
وكان كونتي متوترا بعد السقوط أمام كومو، ورغم اعترافه بأن لاعبيه كان ردهم جيدا على هدف كومو الأول وعودتهم للمباراة بالتعادل سريعا، إلا أنه أكد أن الفريق لم يظهر في الشوط الثاني.
لكن الفريق سيكون بحاجة للظهور بأفضل مستوى ممكن، وفي قمة تركيزه عندما يستضيف الإنتر، من أجل البقاء في سباق الاسكوديتو، حيث إن أي نتيجة سلبية ستؤثر على مشوار الفريق.
الكفاح وتحمل المسؤولية
الظهور الأول لنابولي بقيادة كونتي، شهد خسارة فادحة خارج أرضه أمام هيلاس فيرونا بثلاثية نظيفة، وقال أنطونيو: "لقد ذبنا مثل الثلج في الشمس".
وشعر كونتي بأنه مضطر للاعتذار للجماهير بسبب عدم حضور فريقه (ذهنيا) في الشوط الثاني ضد فيرونا، وبينما تحمل المسؤولية عن الهزيمة، فقد أشار أيضا لنشاط نابولي المهين في الميركاتو الصيفي الماضي.
ونظرا لأن المدرب الذي تنقل كثيرا بين الأندية خلال مسيرته التدريبية لديه الكثير من السوابق عندما يتعلق الأمر بالشكوى من بخل أصحاب العمل، فقد كان محبطا للغاية لأنصار نابولي أن يسمعوا مدربهم الجديد يعبر عن استيائه من الموقف الذي وجد النادي فيه.
وكافح كونتي بشدة من أجل الضغط على إدارة ناديه لإبرام الصفقات، وصرح حينها "كنت أتوقع المزيد من الإيجابيات لكنني كافحت"، وذلك بعد رحيل بيوتر زيلينسكي، وارتباط الثنائي خفيشا كفاراتسخيليا وفيكتور أوسيمين بالرحيل.
ولعب الثلاثي دورا لافتا في تتويج نابولي بلقب الاسكوديتو 2023، إلا أنه مع تولي كونتي المسؤولية، انفرط العقد وانتهى برحيل الهداف أوسيمين إلى جالطة سراي بعد دخوله في أزمة مع النادي، فيما ظل كفاراتسخيليا رغم رغبته في الرحيل.
التعزيزات الصيفية
ولإنصاف كونتي، كان إحباطه مفهوما، فقد قام نابولي بحالة كبيرة من الفوضى فيما يخص خروج أوسيمين الذي لم يكن مخططا له، وتسبب ذلك في تعليق استراتيجية نابولي في التعاقدات الصيفية لعدة أسابيع.
عدم إنهاء أزمة أوسيمين مبكرا تسبب في وصول البلجيكي روميلو لوكاكو بشكل متأخر، حتى اضطر النادي في النهاية لإبرام الصفقة قبل ساعات من غلق الميركاتو، ومن ثم رحل فيكتور معارا إلى تركيا.
ومع ذلك، عندما بدأ نابولي أخيرا في جلب بعض أهداف كونتي الصيفية، بدأ أنطونيو في صنع سحره الخاص. حيث توهج الفريق بالرغم من إنه كان قد أنهى الموسم الماضي في المركز العاشر.
وبعد أسبوع واحد فقط من كارثة فيرونا، شرع نابولي في سلسلة من 9 مباريات دون هزيمة بالدوري، وحصل على 25 نقطة من أصل 27 ممكنة، ويرجع الفضل في ذلك للتعاقدات الصيفية (لوكاكو، ماكتوميناي وبونجورنو).
المزيد من الإحباط
كان كونتي يعلم أن نابولي لن يلبي رغباته لبناء فريق قوي جدا قادر على المنافسة، وهو ما أشار إليه مرارا وتكرارا.
ومع ذلك، ومع اقتراب نهاية فترة الانتقالات الشتوية، كان نابولي مرة أخرى في سلسلة انتصارات جديدة، حيث فاز في 7 مباريات متتالية بين 14 كانون الأول/ديسمبر و25 كانون الثانى/يناير، بما في ذلك انتصارات ضد فيورنتينا وأتالانتا ويوفنتوس.
وقد أكد ذلك أن نابولي هو المنافس الأقوى على اللقب، حتى جاءت نهاية الميركاتو كصاعقة البرق على كونتي، برحيل نجمه كفاراتسخيليا الذي انتقل إلى باريس سان جيرمان، ليثبت سوق الانتقالات مرة أخرى أنه مصدر إزعاج كبير لأنطونيو.
ولتعويض كفاراتسخيليا الذي شارك في 17 مباراة بالكالتشيو (سجل 5 وصنع 3)، أقدم نابولي على ضم نوا أوكافور جناح ميلان الذي لعب بديلا لفترة طويلة بالنادي وهذا الموسم ظهر في 11 مباراة وهز الشباك في مناسبة وحيدة.
وأثبتت إدارة نابولي سوء تخطيطها لمستقبل الفريق، ولم تمنح كونتي صفقاته اللازمة لإكمال الموسم والمنافسة، فأبرم النادي تعاقدات دون المستوى وسط مخاطرة كبيرة.
ولم يأخذ أوريليو دي لورينتيس، رئيس نادي نابولي، في اعتباره أن فريقه بعد إنهاء الموسم الماضي بالمركز العاشر، أصبح منافسا على اللقب في الموسم التالي مباشرة، بفضل توليفة كونتي.
ولسوء التخطيط، سيدخل نابولي مباراة إنتر بنقص واضح خاصة على الجناح الأيسر الذي كان يشغله كفارا، إلى جانب عدم وجود بديل للمصاب أنجويسا، الأمر الذي تسبب مؤخرا في تغيير طريقة اللعب.
ورغم تراجع الفريق في شباط /فبراير (3 تعادلات وخسارة) وفقدان صدارة الكالتشيو، إلا أن كونتي لا يتحمل المسؤولية، وسط سلسلة الإصابات التي ضربت الفريق، ويتبقى أن نرى ما سيفعله نابولي على أرضه أمام الإنتر في مباراة الموسم.