أخبار اليوم - أثار أحد الإعلاميين العراقيين جدلًا واسعًا بعد تصريحاته في أحد البرامج الرياضية، حيث هاجم الأردن وسمو الأمير علي بن الحسين على خلفية قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بنقل مباراة العراق وفلسطين إلى الأردن.

وفي رد قوي، استنكر رئيس تحرير القسم الرياضي في قناة "المملكة" واللاعب الدولي السابق مهند محادين هذه التصريحات، معتبرًا أنها تفتقر لأدنى معايير المهنية واللباقة الإعلامية، وتعتمد على أسلوب "الردح" وإثارة الفتن.

وجاء رد محادين على النحو التالي:

"معيب جدًا هذا الذي سمعناه من "أحد" الإعلاميين العراقيين من أصحاب الفتنة والذي يفتقر إلى أدنى أبجديات المهنة واللباقة في الحديث والتحاور في برامجه، يتبع أسلوب "الردح" في الطرح. طلع علينا في حديثه أمس عبر برنامج رياضي في إحدى القنوات العراقية بخصوص قرار الفيفا بشأن نقل مباراتهم مع فلسطين إلى الأردن. للأسف، يقحم الأردن طرفًا وسمو الأمير علي بكلام فيه قلة احترام وافتقار لأدبيات الحوار التي ربما لم يُعتَد عليها، فتحتم عليّ كتابة هذه الكلمات. لا أدري لماذا يقحم الأردن في جداله ويبتدع نظرية "المؤامرة"، ويقلل الاحترام لمن كان سببًا رئيسًا في فك الحصار الرياضي عن ملاعب العراق، ولمن ساهم بإرسال كوادره المتخصصة عبر عقود للمساعدة أيضًا، فمن ينكر الفضل هو فقط الجاحد."

وأضاف محادين:

"عنوان الحلقة بحد ذاته سقطة إعلامية، فالواضح جدًا افتقار مقدم البرنامج وقناته أيضًا لفهم التعليمات والأنظمة، وأيضًا افتقاره إلى المعلومة الصحيحة. الأردن يا عزيزي ليس طرفًا في معادلتكم بلعب المباراة، فقد أجاب أحد ضيوفك عن مرادك ولكنك تحبذ "المؤامرات" رغم نفيك. إن كان للمنتخب العراقي حق باللعب على أرض محايدة "كما تدعي"، فالأحرى التركيز على مخاطبات اتحادكم مع الاتحاد الدولي وكذلك مخاطباته -إن وجدت- مع الاتحاد الفلسطيني، فالتعليمات الناظمة تحكم."

وأكد محادين:

"لست بصدد الحديث عن موقع مباراتكم القادمة، فهذا شأنكم، والأردن كان وما زال يرحب بضيوفه، وملعبه كان ملعبًا بيتيا سواء للعراق أو فلسطين إن كنت تذكر عبر سنوات مضت في مناسبات عدة، ولم تبخل الكرة الأردنية يومًا في مساعدتكم برفع الحظر عن ملاعبكم، وهو الدور ذاته الذي تقوم به مع الكرة الفلسطينية، وستبقى الكرة الأردنية السند للأشقاء في فلسطين ولكل العرب."

وتابع محادين موجهًا رسالة واضحة للإعلامي العراقي:

"لذا أرجو إظهار الاحترام عندما تتحدث عن الأردن، وأن تتحدث بلباقة، وعندما تذكر رئيس اتحاده تحدث بأدب واحترام لأنه يمثل شعبه، فشعبه كريم وأصيل، وهو من فتح أذرعه لكم وقت الشدة قبل الرخاء ويفهم الأصول. وسكوتنا مرارًا أمام "ردحك الإعلامي" لا يعني أننا ضعفاء، وإنما نتجاوز عن السفاهة في معظمها لأننا نجلّ ونقدر القامات الإعلامية العراقية الوازنة ولاعبيها القدامى الذين فرضوا احترامهم علينا بأخلاقهم، وعلى رأسهم المرحوم أحمد راضي والمرحوم عمو بابا والعديد من القيادات التي وضعت بصمتها بامتياز وما زالت."

وختم محادين تصريحه بنبرة حاسمة:

"لطالما كنا وما نزال نكنّ الاحترام لأهلنا وأشقائنا في العراق، لذا أنصحك بأخذ دورة "أدبيات الحوار والتخاطب"، فهي تساعد في تحسين الأداء والطرح في العمل الإعلامي، فالإعلام مهنة لها آداب. وكل عام والأمة العربية الإسلامية بألف خير. رمضان كريم."

ويأتي هذا الجدل في وقت تتزايد فيه التصريحات حول قرار الفيفا بشأن مكان إقامة المباراة، وسط تأكيدات بأن القرار تم اتخاذه وفقًا للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية.