المستقبل على المحك .. إندريك نبتة تذبل في ظل مبابي

mainThumb
المستقبل على المحك.. إندريك نبتة تذبل في ظل مبابي

27-02-2025 02:20 PM

printIcon

أخبار اليوم - في ليلة كروية مميزة، قاد النجم البرازيلي الشاب إندريك فيليبي فريقه ريال مدريد، لتحقيق فوز ثمين على ريال سوسيداد بهدف نظيف، في ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا.

وسجل الشاب صاحب الـ18 عاما، الهدف في الدقيقة 19 من المباراة التي أُقيمت على ملعب "ريالي أرينا"، بعد تمريرة طولية متقنة من الإنجليزي جود بيلينجهام، استغلها البرازيلي بمهارة ليهز الشباك.

تألق لافت
لم يكن هذا الهدف مجرد نقطة مضيئة في المباراة، بل كان إثباتًا جديدًا على قدرة إندريك على حسم المواجهات، رغم أنه لم يحصل بعد على فرص منتظمة مع الفريق الأول.

يُعد إندريك من أهم اللاعبين في بطولة كأس الملك هذا الموسم، نظرًا لسجله التهديفي المميز.

الشاب البرازيلي خلال 4 مباريات شارك بها بقميص ريال مدريد في بطولة الكأس هذا الموسم سجل 4 أهداف.

ويعد معدل تسجيل إندريك للأهداف في الكأس مميزا، حيث يحرز هدفا كل 71 دقيقة.

موهبة استثنائية

في الفئات السنية لنادي بالميراس، أثبت إندريك أنه لاعب استثنائي من الطراز الرفيع.

خلال مشاركته في بطولة "كوبا ساو باولو جونيورز"، والتي تُعتبر واحدة من أقوى بطولات الشباب في البرازيل، سجل 6 أهداف في 7 مباريات، وكان السبب الرئيسي في تتويج بالميراس باللقب لأول مرة في تاريخه.

أحد أهدافه التي أذهلت الجميع جاء بتسديدة صاروخية من منتصف الملعب، لفتت انتباه الكشافين الأوروبيين وجعلته محط أنظار وسائل الإعلام.

بعد تألقه اللافت في الأكاديمية، تمت تصعيده إلى الفريق الأول لنادي بالميراس في 2022، وهو لا يزال في سن 16 عامًا فقط.

ومنذ لحظة ظهوره الأول، بدأ يفرض نفسه في التشكيلة الأساسية تدريجيًا، واستطاع خلال موسمه الأول تسجيل 18 هدفًا وصناعة 4 أهداف في 66 مباراة، بمعدل تهديفي مرتفع جدًا بالنسبة لعمره.

كما قاد بالميراس لتحقيق لقب الدوري البرازيلي 2022، وكان أحد أصغر اللاعبين الذين يسجلون في تاريخ البطولة.

مع استمرار تألقه في بالميراس، دخلت العديد من الأندية الأوروبية الكبرى في سباق لضمه.

تقارير صحفية أكدت أن أندية مثل برشلونة، باريس سان جيرمان، وتشيلسي حاولت التوقيع معه، لكن في النهاية، نجح ريال مدريد في حسم الصفقة لصالحه في ديسمبر/كانون الأول 2022، حيث دفع النادي الملكي 60 مليون يورو لضمه، ليصبح أحد أغلى اللاعبين الشباب في التاريخ.

هذه الصفقة جعلت إندريك محط أنظار الجميع، خاصة أن ريال مدريد يملك سجلًا حافلًا في التعاقد مع المواهب البرازيلية الشابة مثل فينيسيوس جونيور ورودريجو جويس.

قلة الفرص

رغم التألق اللافت لإندريك في كل فرصة يحصل عليها مع ريال مدريد، إلا أن المدرب كارلو أنشيلوتي لا يزال متحفظًا بشأن منحه دقائق لعب كافية، وهو ما يثير تساؤلات الجماهير والإعلام.

السبب الأول وراء هذا القرار يعود إلى عمر اللاعب وخبرته المحدودة، حيث لا يزال في الـ18 من عمره، ويحتاج إلى وقت للتأقلم مع كرة القدم الأوروبية التي تختلف كثيرًا عن الدوري البرازيلي من حيث السرعة والقوة البدنية والجوانب التكتيكية.

وكان أنشيلوتي قد صرح سابقا: "إندريك لاعب موهوب، لكن علينا أن نتعامل معه بصبر. ما زال شابًا جدًا ويحتاج إلى الوقت والنضج البدني والتكتيكي ليكون جاهزًا للمباريات الكبرى".

علاوة على ذلك، فإن مركز إندريك في الهجوم مزدحم بأسماء قوية، حيث يعتمد أنشيلوتي على فينيسيوس جونيور، رودريجو جويس، وكيليان مبابي في الخط الأمامي، إلى جانب جود بيلينجهام الذي يلعب أحيانًا في مراكز هجومية متقدمة.

ومع توفر هذه الأسماء، يصبح من الصعب إيجاد مساحة كبيرة لإندريك في التشكيلة الأساسية، خاصة في المباريات الكبرى التي تحتاج إلى لاعبين ذوي خبرة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن سياسة ريال مدريد لطالما كانت تعتمد على تطوير المواهب الشابة ببطء ومنحهم الفرص تدريجيًا، وهي الاستراتيجية التي أثبتت نجاحها مع لاعبين مثل فيدي فالفيردي ورودريجو وفينيسيوس جونيور الذين تطوروا بشكل متوازن قبل أن يصبحوا عناصر أساسية في الفريق.

ومن الناحية التكتيكية، يفضل أنشيلوتي الاعتماد على لاعبين أكثر نضجًا، خصوصًا في المراكز الهجومية التي تتطلب إلمامًا تامًا بأسلوب اللعب الجماعي والقدرة على التكيف مع الضغط الدفاعي.

وعلى الرغم من أن إندريك أظهر موهبة كبيرة في التسجيل، إلا أنه لا يزال بحاجة إلى تحسين بعض الجوانب مثل التحركات بدون كرة والمساهمة في المهام الدفاعية، وهي أمور حاسمة في خطط ريال مدريد.

كما أن الضغط الجماهيري والإعلامي قد يكون له تأثير سلبي على لاعب في مثل عمره، لذلك يسعى أنشيلوتي لحمايته من الضغوطات المبالغ فيها، تمامًا كما حدث مع مارتن أوديجارد عندما انضم إلى ريال مدريد في سن مبكرة لكنه لم يحصل على الفرصة المناسبة، مما أثر على تطوره وأجبره على مغادرة النادي قبل أن يسطع نجمه مع آرسنال.

ومع ذلك، قد نشهد زيادة في عدد دقائق إندريك خلال المباريات القادمة، خاصة إذا حسم ريال مدريد لقب الليجا مبكرًا أو تعرض أحد المهاجمين الأساسيين لإصابة.

الموسم القادم قد يكون هو نقطة التحول الحقيقية بالنسبة لإندريك، خصوصًا إذا حدثت تغييرات في خط الهجوم، سواء برحيل أحد اللاعبين الحاليين أو تغيير أسلوب لعب الفريق لمنحه دورًا أكبر.

حتى ذلك الحين، ستظل مشاركته مقتصرة على دقائق محدودة، خاصة مع تألق كيليان مبابي، وتأقلمه بشكل لافت مع الفريق الملكي.