أخبار اليوم - تحت عنوان “إطلاق سراح كافة الرهائن والأسرى والحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة”، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في افتتاحيتها، إن وقف إطلاق النار في غزة، الذي تم التفاوض عليه بشقّ الأنفس بين إسرائيل و”حماس” عشية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يدخل مرحلة حساسة. ويتعلق الأمر بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، التي من شأنها أن تسمح بالإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين الذين تم أسرهم خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الصحيفة الفرنسية، أشارت إلى أنه ما زال هناك حوالي ستين شخصاً رهائن/أسرى في قطاع غزة لدى حركة “حماس”، رغم أنه ليس من المعروف على وجه التحديد عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم خلال هذه الفترة، مثل شيري بيباس وطفليها أرييل وكفير، والذين أعيدت جثثهم أخيراً لدفنها في26 فبراير/شباط بعد تكريم وطني أخير.
ويجب أن يصاحب هذه الإفراجات، التي طال انتظارها، استكمال انسحاب الجيش الإسرائيلي من الشريط الضيق من الأرض الذي تعرّض لأعنف قصف في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وشددت صحيفة “لوموند” في هذه الافتتاحية على ضرورة النجاح في الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق بين إسرائيل و”حماس” لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي يقول اليمين الإسرائيلي المتطرف إنه يعارضها.
تحمّلَ الرهائن محنة طويلة للغاية، قبل أن يتمكّنوا من الأمل في لمّ شملهم مع عائلاتهم. ويجب على الفلسطينيين في غزة أن يعودوا إلى الهدوء الدائم، بعد أشهر من الرعب والنزوح القسري الذي لا نهاية له، حتى لو كان ذلك يعني العيش في حياة محفوفة بالمخاطر وسط حقول من الأنقاض، تقول الصحيفة الفرنسية.
وقالت صحيفة “لوموند” إن احتجاز الرهائن يشكّل جريمة حرب تستمر في إطالة أمد الفظائع التي ارتكبت في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مُعتبرةً أن “حماس” والميليشيات الأخرى المتورطة جعلوا الأمر أسوأ من خلال إخضاع المفرج عنهم لمشاهد لا تطاق وغير مقبولة حيث أُجبروا على تقديم الولاء لسجانيهم.
ولقد ذهبت “حماس” إلى أبعد من ذلك من خلال تصوير وبث صور الرهائن وهم يشاهدون أحدث عمليات الإفراج في 22 فبراير/شباط، مستخدمة دهشتهم المشروعة والمؤثرة كوسيلة للضغط على السلطات الإسرائيلية.
وتابعت صحيفة “لوموند” القول إن نتنياهو يستطيع أن يقيس في جسده عواقب الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي أسفر عن مقتل 1215 شخصاً على الجانب الإسرائيلي.
ومن المؤكد أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكّن من تدمير حركة “حماس” بشكل كامل، على الرغم من الضربات القاسية التي تلقتها. وكان هذا هدفاً بعيد المنال، رغم وعود الائتلاف الذي يقوده بنيامين نتنياهو.
ولكن عدد القتلى الفلسطينيين، والذين يقدر بأكثر من 48.300 قتيل، معظمهم من المدنيين، وفقاً لإحصاءات تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة، هو رقم غير مسبوق في تاريخ هذا الصراع. تمامًا مثل حجم الدمار في منطقة ستبقى تحت سيطرة إسرائيل الصارمة، والتي ستشكل إعادة إعمارها تحديًا دبلوماسيًا وماليًا.
وأدت الامتدادات العديدة المباشرة وغير المباشرة لحرب غزة، من إضعاف ميليشيا “حزب الله” الشيعية اللبنانية إلى الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا، إلى تعزيز موقف إسرائيل على المستوى الإقليمي، وهي النتيجة المعاكسة تماماً لتلك التي توقعتها “حماس”.
وفي مقابل كل هذا، سيتعين على الحركة الفلسطينية أن ترد على من تدعي الدفاع عنهم، تقول صحيفة “لوموند” في نهاية هذه الافتتاحية.