أخبار اليوم - اعتقلت الشرطة الإسرائيلية صحافيًا من أراضي 48 بعد مقابلة أجراها مع قناة “الأقصى”، قال فيها إن حركة “حماس” عاملت الرهائن الإسرائيليين معاملة كريمة وفق تعاليم الإسلام، مستخدمًا مصطلحات اعتُبرت تحريضًا على العنف، مثل “جيش الاحتلال، جيش العدوّ”، و”هناك أشخاص ضعيفو النفس ينضمّون إلى صفوف الجيش ويخدمون جيش العدوّ”، وغيرها.
كما ترى الشرطة الإسرائيلية أن مجرد الحديث مع قناة “الأقصى” يُعدّ مخالفة للقانون، كونها قناة تابعة لحركة “حماس”، التي تعتبرها إسرائيل “محظورة وإرهابية”.
كما استندت الشرطة في اعتقال الصحافي إلى منشور قديم على صفحته، كتب فيه: “أوهى من بيت العنكبوت”، و”سماحة السيد حسن نصر الله”، معتبرة ذلك تماهيًا مع الإرهاب.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيانها، اليوم، إنها قامت باعتقال الصحافي سعيد حسنين من مدينة شفا عمرو، مؤكدة أنها تلقّت، في الأيام الأخيرة، عدة شكاوى بشأن تصريحات أدلى بها الصحافي، الذي يبلغ من العمر 62 عامًا، ويعمل أيضًا كمذيع لفريق سخنين في الدوري الممتاز لكرة القدم.
وزعمت الشرطة أنه فور تلقّي البلاغات، فتحت تحقيقًا، وبعد جمع الأدلة وفحصها مع الجهات المختصة، تم اتخاذ قرار بوجود اشتباه في ارتكاب جريمة تحريض.
كما أشارت إلى أنها داهمت، فجر اليوم الأربعاء، منزل “المشتبه به”، وأوقفتهُ للتحقيق، مضيفة أنه سيتم تقديم “المشتبه به” إلى المحكمة للنظر في طلب الشرطة لتمديد توقيفه على ذمّة التحقيق.
وأكدت الشرطة الإسرائيلية، التي اعتقلت هذا الأسبوع فنانًا وناشطًا حزبيًا من فلسطينيي الداخل على خلفيات مشابهة، أنها “ستستمر في العمل ضد جميع الجرائم المتعلقة بالتحريض ودعم المنظمات الإرهابية، وستعمل على كشف المتورطين في ذلك وفتح تحقيقات معهم بهدف تقديمهم للعدالة والحفاظ على أمن الجمهور”.
96 انتهاكًا إسرائيليًا بحق الصحافيين
يدين مركز “إعلام” في الناصرة، داخل أراضي 48، اعتقال الصحافي سعيد حسنين، ويعتبره تصعيدًا خطيرًا في استهداف الصحافيين عامة، والعرب خاصة، والتضييق على حرية الصحافة في البلاد.
وقال المركز إنه منذ السابع من أكتوبر، وثّق 96 حالة انتهاك بحق الصحافيين العرب، شملت الاعتقالات، والتحقيقات الأمنية، ومصادرة المعدات، ومنع التغطية الميدانية، وسحب البطاقات الصحافية.
وأشار “إعلام” إلى أن هذه الانتهاكات، التي تستهدف الإعلاميين بشكل مباشر، تشكل جزءًا من سياسة تضييق ممنهجة، تهدف إلى فرض قيود صارمة على التغطية الصحافية، وتقويض دور الإعلام الحر في نقل المعلومات وتحليل الأحداث.
وأضاف المركز: “في المقابل، تتعامل الجهات الأمنية بتهاون واضح مع تصاعد العنف والجريمة في المجتمع العربي، حيث ارتفع عدد القتلى إلى 44 منذ بداية العام، دون أن يُترجم ذلك إلى أي تحرك جاد في مواجهة الجريمة المنظمة. وبينما تتذرع الشرطة بعدم قدرتها على مواجهة عصابات الإجرام، فإنها تنشط بشكل مكثف عندما يتعلق الأمر بملاحقة الصحافيين والفنانين، في مؤشر مقلق إلى أولوية فرض الرقابة على الإعلام بدلًا من فرض القانون على المجرمين”.
وأكد “إعلام” أن اعتقال سعيد حسنين ليس مجرد استهداف فردي، بل هو جزء من نهج متصاعد لتقييد العمل الصحافي المستقل، ومنع التغطية والتحليل الذي لا يتماشى مع التوجهات الرسمية.
وأضاف: “الصحافة ليست جريمة، وما حدث يعكس استمرارًا في محاولة إعادة تشكيل دور الإعلام بحيث يكون خاضعًا للرقابة الأمنية، في انتهاك صريح للمبادئ الديمقراطية وحرية التعبير”.
وطالب مركز “إعلام” بالإفراج الفوري عن الصحافي سعيد حسنين، داعيًا كافة المؤسسات الحقوقية والصحفية إلى اتخاذ موقف واضح ضد هذه الانتهاكات المتكررة.
وشدد المركز على أن “استمرار استهداف الصحافيين بهذا الشكل يشكل خطرًا مباشرًا على الحريات الصحفية، ويستوجب تحركًا جادًا لضمان حماية الإعلاميين وحقهم في العمل بحرية وأمان”.
تعتقل الصحافيين وتطلق المجرمين
من جانبه، قال عضو الكنيست عن “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة”، النائب المحامي يوسف العطاونة، إن اعتقال الصحافي سعيد حسنين “مدان ومرفوض وتعسفي”، مشيرًا إلى أن هذا ليس بجديد على حكومة تتبنى نهج كمّ الأفواه وملاحقة المجتمع العربي كسياسة ممنهجة.
وأضاف العطاونة في بيانه: “هذه الحكومة تضيق على أصحاب الرأي والكلمة في كل المجالات في مجتمعنا العربي. فبسبب نكتة عابرة، اعتقلت الفنان نضال بدارنة، وبسبب موقف عادل ومبدئي، اعتقلت الناشط في الحزب الشيوعي فادي أبو يونس، وبسبب منشورات عادية، تقوم باعتقال الطلبة الجامعيين”.
وأكد العطاونة أن الحكومة الإسرائيلية “بدلًا من اعتقال المجرمين ومعالجة العنف، ترد علينا باعتقال أصحاب الرأي والكلمة، لتؤكد المؤكد بأنها داعمة للعنف داخل مجتمعنا”.
وأضاف: “اعتقال الصحافي سعيد حسنين يمس بحرية الرأي والتعبير والعمل الصحافي، وهو تضييق مرفوض على الحريات الصحافية”.
وطالب العطاونة بوقف “الملاحقات التعسفية لأبناء شعبنا، والإفراج الفوري عن الصحافي سعيد حسنين، ووقف كل أشكال القمع والتضييق بحق الصحافيين وأصحاب الرأي”.