stdClass Object ( [limit] => 1 [views] => 11 )
مهدي الشوابكة
الأردن لم يكن يومًا تابعًا أو خانعًا، بل كان دومًا صاحب قرار مستقل يستند إلى الشرعية الدولية والمواقف الثابتة التي لا تهتز أمام الضغوط ، في خطوة تؤكد صلابة الموقف الأردني وثباته في وجه الضغوط السياسية والإعلامية، سحبت وكالة “رويترز” تصريحاتها المضللة المنسوبة لجلالة الملك عبدالله الثاني، والتي زعمت خطأً أن الأردن قد يكون منفتحًا على خطط تهجير الفلسطينيين من غزة..تزامن ذلك مع تعديل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابه حول القضية ذاتها ليعترف بأن الأردن رفض بشكل قاطع أي حديث عن التهجير أو الوطن البديل، في انتصار دبلوماسي جديد يعيد للأذهان نجاح عمّان في إسقاط “صفقة القرن” عام 2020 عندما وقف الأردن وحيدًا في مواجهة “صفقة القرن” وأسقطها سياسيًا ودبلوماسيًا حينها، أثبتت المملكة أنها ليست مجرد دولة مجاورة لفلسطين، بل حامية لحقوق الفلسطينيين ودرعًا ضد أي مخططات تهدف لتصفية قضيتهم والآن ايضًا اثبتت المملكة أنها ليست مجرد لاعب إقليمي، بل قوة فاعلة تمتلك القدرة على تغيير المعادلات وإفشال الخطط التي تستهدف استقرار المنطقة الترجع عن التصريحات المضللة ليس فقط إقرارًا بخطأ إعلامي، بل دليلًا على أن الحقيقة الأردنية لا يمكن طمسها أو تزييفها واعتراف ترامب برفض الأردن لخطة التهجير يعني أن المملكة نجحت في فرض إرادتها على واحدة من أقوى القوى العالمية.
الموقف الأردني لم مجرد كلمات، بل تحركًا سياسيًا ودبلوماسيًا نشطًا ولطالما اتسم بالوضوح والحسم تجاه القضية الفلسطينية: لا للوطن البديل، لا للتوطين، ونعم لحقوق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس ، منذ البداية تصدى الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني للمشاريع المشبوهة التي تحاول الالتفاف على هذا الحق بتحرك سياسي ودبلوماسي نشط ففي البيت الأبيض وغيره، كان صوت جلالته الأعلى في رفض أي محاولة لإقحام الأردن في حلول تخدم الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا التمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، وضرورة إعادة إعمار غزة دون المساس بحقوق أهلها. هذه لم تكن مجرد تصريحات، بل سياسة راسخة تؤكد أن الأردن لن يقبل حلولًا تُفرض على حسابه أو حساب الفلسطينيين.
عندما قال جلالة الملك عبدالله الثاني قبل أيام “مش عيب عليهم” كان يلخص بكلمات قليلة حالة من الخذلان والتقصير التي باتت تطبع مواقف الكثيرين تجاه الوطن في لحظاته الحرجة وفي هذا السياق من العجيب أن نرى حزبًا يساريًا أردنيًا يلتزم الصمت التام خلال الفترة الماضية، دون أن يصدر ولو بيانًا واحدًا عبر حسابه على إنستغرام لدعم الأردن أو قيادته الهاشمية، رغم كل التحديات والضغوط والحملات التي واجهتها المملكة فلم نسمع منهم كلمة تضامن أو موقفًافي وقت كان الأردن بحاجة ماسة لكل صوت يدافع عن ثوابته ويدعم مواقفه الثابتة والآن فجأة، يخرجون من سباتهم ليصدروا بيانًا حول جنازة حسن نصر الله أين كانت هذه الحماسة والاهتمام عندما كان الوطن يواجه المؤامرات؟ أم أن الأولويات تتغير حسب الأجندات الخارجية لا حسب حاجة الأردن وحقوقه؟ هذا الصمت المريب والانتقائية في المواقف لا يقتصران على هذا الحزب وحده ذكرت هذا المثال لتقريب المشهد ؛ بل يمتدان ليشمل كل المتآمرين من الخارج الذين يتربصون بالأردن، والخانعين من الداخل الذين يتهاونون في الدفاع عنه، والضعفاء في ردع من يشوهون مواقفه النبيلة،الأقوياء في الوقوف مع من هم بالخارج ضد مصلحة الوطن إنها حالة من التخاذل المشترك التي تجعل عبارة جلالته ليست مجرد تعبير عن الاستياء، بل دعوة لاستعادة الضمير الوطني ومواجهة كل من يقصر في حق هذا البلد، سواء كان بالصمت المريب أو بالتواطؤ العلني.
التاريخ يسجل والسياسة تثبت أن الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني ليس مجرد وطن للأردنيين، بل حصن للعروبة وأمل للعدالة فمن يراهن على ضعف الأردن أو استسلامه، سيتعلم الدرس نفسه الذي تعلمه من قبل: الأردن لا يساوم..ولا يعرف الهزيمة وستبقى تبقى الرسالة واضحة: الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين. ومن يظن أن بإمكانه فرض حلول على حساب هذه الثوابت، سيجد أمامه شعبًا وقائدًا لا يعرفان الهزيمة تحية للأردن، وتحية لجلالة الملك، حامي الأرض والعرض والمبدأ.