stdClass Object
(
    [limit] => 1
    [views] => 12
)
المحرر يونس .. يخرج إلى فضاء الحرية حاملًا شهادات جامعية | اليوم لايت | وكالة أخبار اليوم للأنباء

المحرر يونس .. يخرج إلى فضاء الحرية حاملًا شهادات جامعية

mainThumb
المحرر يونس.. يخرج إلى فضاء الحرية حاملًا شهادات جامعية

23-02-2025 12:07 PM

printIcon

أخبار اليوم - منذ بدء صفقة تبادل الأسرى، يستيقظ الأسير المحرر زيد يونس وزملاؤه الساعة الثالثة فجرًا، يحملون في قلوبهم الأمل بالحرية رغم القضبان التي تحاصرهم من كل جانب. فكل أسير يأخذ وضعية التأهب، مترقبًا أن يسمع اسمه ضمن المقرر الإفراج عنهم.

في يوم السبت، استيقظ الأسرى كما اعتادوا في تسليم الدفعات الأربع الماضية، فنادى الضابط في إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي على أحد الأسرى، وخرج يونس معتقدًا أن هذه المرة أيضًا لم يحالفه الحظ.

وبعد ساعتين من تلك الغصة التي شعر بها في قلبه، فُتحت بوابة سجن ريمون – قسم 4 مجددًا، وناداه السجان. شعر أن هناك أمرًا ما، لكنه لم يكن يعلم ما هو.

يقول يونس لصحيفة فلسطين: "لم أكن أتوقع أن أكون ضمن المفرج عنهم في الصفقة، ولكن بعد وصولنا إلى نقطة التجمع، اقترب مني ضابط في إدارة السجون وهمس في أذني: أنت مغادر إلى نابلس.. أنت حر، ولولا أنه ضابط إسرائيلي، لانهمرت بالبكاء فرحًا".

كان الأمل يتسلل إليه بين الفينة والأخرى بأنه سيرى الحرية في أي لحظة، رغم سنوات الأسر الطويلة وما تبقى من محكوميته، مضيفًا: "كنت أعلم أنها مشاعر متناقضة، لكن عزاؤنا أننا نؤمن بالله تعالى، ثم بأبناء شعبنا أصحاب الإرادة القوية وقيادته".

لا توجد لحظة أصعب على الأسير من أن يرى زملاءه يتحررون أمام ناظريه، بينما يبقى هو في الأسر، منتظرًا اليوم الذي يسمع فيه اسمه. يتابع: "ورغم مرور عدة أيام على تحرري، إلا أنني أصبحت أخشى أن أنام، فتدمع عيني خوفًا من أن يكون حلمًا أستيقظ منه، حتى بعد الساعة السادسة صباحًا".

ويضيف: "أنا متعطش لكل لحظة حرية، رغم أنني صُدمت صدمة كبيرة بعد هذه السنوات الطويلة، خرجت فوجدت دنيا غير التي أعرفها، فقد تبدلت الأحوال والأجيال. الاعتقال سرق سنوات طويلة من أعمارنا، بكل ما فيها من أحداث جميلة وحزينة، مثل وفاة والدي وغيرها من المناسبات التي كنت أتمنى أن أكون فيها بجانب عائلتي لمشاركتهم".

في الفترة الأخيرة التي سبقت إبرام صفقة طوفان الأحرار، كان يونس فاقد الأمل بالنظر إلى الأفق السياسي، الذي ازداد تعقيدًا خاصة بعد إغلاق إسرائيل لأي حلول سياسية.

الأسير المحرر يونس، البالغ من العمر 46 عامًا، من مواليد الأردن، تعود أصوله إلى بلدة عصيرة الشمالية، قضاء نابلس. اعتُقل في الثامن من أبريل 2002، بعد حصار نابلس خلال عملية السور الواقي التي أطلقها الاحتلال. حاكمته السلطات الإسرائيلية بالمؤبد و35 عامًا، ووجهت إليه عدة تهم، منها إطلاق النار تجاه المستوطنين وتنفيذ عمليات تفجيرية. قضى في الأسر 23 عامًا، وأُطلق سراحه ضمن الدفعة الخامسة من صفقة طوفان الأحرار.

خضع لتحقيق مكثف وقاسٍ، وعُزل في زنازين العزل الانفرادي لمدة 100 يوم، ثم نُقل إلى سجن عسقلان، وتعرض لتنقلات تعسفية بين السجون ضمن أساليب التعذيب الممنهجة. كما مُنع من زيارة أهله لمدة خمس سنوات.

وعن حياته في الأسر، يقول يونس: "أختزن مرارة 23 عامًا في إجابة بسيطة، وهي أنني لا أستطيع أن أنقل عذابات السجن وقهره بكلمات. لكنني استطعت تجاوز المحنة، وتحملت أعباء ومسؤوليات مع الحركة الأسيرة". شارك يونس في إضراب 2008، واستطاع برفقة الأسرى وقف الهجمات ضدهم.

وخلال فترة اعتقاله، التحق بجامعة القدس – أبو ديس، وحصل على بكالوريوس في العلوم السياسية، ثم بكالوريوس آخر في الخدمة الاجتماعية. وفي عام 2023، حصل على رسالة الماجستير في التخصص ذاته. يقول: "لم يستطع الاحتلال أن يكون عائقًا أمام أحلامنا، وتمكنا من مواصلة التعليم والاستمرار في البناء والعطاء".

ويكمل حديثه: "ها أنا اليوم أتجول في فضاء الحرية بين أهلي وأحبتي، رغم محاولات الاحتلال التنغيص علينا ومنع الاحتفال. على مداخل البلدة، طاردوا كل من وقف لاستقبالي يوم الإفراج، ولم تبقَ سوى سيارة شقيقي التي كنت فيها. ثم فوجئت بطائرة مسيرة تحلق فوق بيت أهلي، مهددةً بإطلاق النار إن لم يغادر الناس والمهنئون. هذا هو الاحتلال، الذي يفسد فرحة كل فلسطيني".

المصدر / فلسطين أون لاين