"الغفريّ" خارج الزِّنزانة .. صدمة وذهول بعد معاناة طويلة بالأسر

mainThumb
"الغفريّ" خارج الزِّنزانة... صدمة وذهول بعد معاناة طويلة بالأسر

20-02-2025 03:03 PM

printIcon

أخبار اليوم - لم يصدق الأسير المحرر والجريح عادل الغفري أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أفرج عنه وخرج من سجونه وأصبح حرًا، رغم مرور يومين على تحريره ضمن اتفاق وقف العدوان على غزة وتبادل الأسرى بين المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيلي.

لا يزال الغفري، الذي بتر جيش الاحتلال قدمه داخل سجونه، يعيش حالة من الصدمة والذهول حول ما يحدث معه، رغم جلوسه بين أهله وجيرانه واستقباله المهنئين بتحريره من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ينظر الغفري، (21 عامًا)، إلى المهنئين ويخاطبهم بنبرة صوت عالية: "أنا حتى الآن لم يخبرني جيش الاحتلال أو أحد من السجانين أنه سيتم إطلاق سراحي وسأعود إلى قطاع غزة وأهلي من جديد".

يحاول المهنئون والجيران التخفيف من حالة الصدمة التي لا يزال يعيشها الشاب الجريح عادل، لكنه غير قادر حتى الآن على تقبل الوضع الجديد، خاصة أنه عاش عامًا كاملًا في زنازين الاحتلال، وتحت التعذيب، والتهديد بالقتل، والحرمان من الأكل، والعلاج، والماء، والنظافة الشخصية.

بدأت رحلة العذاب للأسير المحرر الغفري، كما تحدث لصحيفة "فلسطين" من اعتقاله من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي من على سرير المرض داخل مجمع الشفاء الطبي في مارس 2023، برفقة والده المرافق له.

منذ اللحظات الأولى لاعتقاله برفقة والده، تعرض الغفري للضرب الشديد ووالده الجريح الذين كانوا في قسم الجراحة داخل مجمع الشفاء للضرب الشديد والتعرية من ملابسهم، والاعتداء اللفظي عليهم.

وصل الغفري، الذي استشهد عماه واثنان من أبنائهما في قطاع غزة، إلى سجن لم يعرفه بعد الساعات الأولى من اعتقاله، لتبدأ هنا مرحلة جديدة من العذاب والاضطهاد، حيث استلمه جنود يتحدثون اللغة العربية بطريقة مكسرة.

هاجم هؤلاء الجنود جسد الغفري الضعيف والمجهد بالعصي بعد تعرية جسده، ثم وضعوه مع 3 أسرى آخرين داخل زنزانة مساحتها لا تتعدى الـ3 أمتار لأيام طويلة، بدون أي ماء للشرب، أو حمام لقضاء الحاجة، والاكتفاء بقطعة خبز واحدة لهم جميعًا.

ساءت الحالة الصحية للشاب الغفري ولم يعد يستطيع الوقوف بسبب قدمه المصابة وعدم حصوله على العلاج اللازم أو الرعاية الصحية المطلوبة، ما تسبب في التهابات شديدة في مكان الجرح.

أمام تراجع الحالة الصحية للغفري، نقله جيش الاحتلال إلى مستشفى سوروكا، وهناك بعد ساعات جاءه الضباط بورقة ورفعوا صوتهم عليه وطالبوه بالتوقيع على موافقته على بتر قدمه، أو تهديده بالقتل.

هنا يقول الغفري: "شعرت بالضعف وقلة الحيلة والخوف، وكنت أنظر حولي، فوجدت يدي مكبلة وقدمًا أيضًا، وأمامي جنود وضباط مدججون بالسلاح يطلبون مني الموافقة على بتر قدمي دون معرفة ما حدث لها، فوافقت مجبرًا".

بتر الاحتلال قدم الأسير الغفري اليمنى، لتبدأ أيضًا معاناة جديدة له مع هذه الحالة الصحية لمواجهة السجن والجوع، وعدم توفر الأدوية، أو المكان المريح للنوم.

يقول الغفري: "بعد البتر عدت إلى الزنزانة من جديد، ولم يأخذ الجنود والسجانون في الاعتبار أن قدمي مبتورة، فكنت أتعرض للضرب والإهانة، والمنع من دخول الحمام، أو حتى التغيير على الجرح، أو الحصول على ملابس جديدة، فخلال سنة حصلت على غيار واحد فقط".

لم يسمح جيش الاحتلال لوالد الغفري بالاطمئنان عليه أو حتى معرفة مصير ابنه، وتحرر خلال صفقة التبادل بين المقاومة في غزة والاحتلال دون معرفة ما حصل له.

خلال الساعات الأخيرة لوجود الغفري في الأسر، اشتكى من سوء تعامل اللجنة الدولية للصليب الأحمر معه، حيث وجهت له سؤال "هل تريد تروح لغزة؟"، وهو ما زاد من الضغط النفسي الذي كان يعيشه.