أخبار اليوم - أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس استعدادها سياسيًا وميدانيًا لإتمام المرحلة الأولى والبدء في المرحلتين الثَّانية والثَّالثة من اتِِّفاق وقف إطلاق النار في غزَّة. يأتي ذلك، خلال إعلان رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية -في كلمة له أمس الثلاثاء- عن عزم الحركة تسليم جثامين 4 من أسرى الاحتلال "الإسرائيلي" غدا الخميس و6 من الأسرى الأحياء السبت القادم، وذلك في إطار تنفيذ بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. وفي هذا السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحيلة، أنَّ حركة حماس تقدم ما يريده الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يطالب بالإفراج عن الأسرى دفعة واحدة.
ويرى الحيلة أن حماس قدمت خطوة "استباقية ذكية" بالتوافق مع القاهرة، من خلال الموافقة على الذهاب إلى لجنة تكنوقراط مستقلة تأخذ شرعيتها من التوافق الفلسطيني الداخلي، ليصبح عنوان اليوم التالي "فلسطينيا" ويلبي رغبة من يقولون إنهم لا يريدون رؤية حماس في السلطة. ومن جهته، قال الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، إنَّ رئيس وزراء الاحتلال بعث بإشارتين مهمتين، الأولى تتعلق بما قاله وزير خارجيته جدعون ساعر في تصوره لليوم التالي من أن "إسرائيل" لا تريد رؤية حماس داخل غزة، والثانية في تعيين وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر لقيادة مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو الرجل المقرب من الأميركيين. وقال جبارين، إن ديرمر سوف يقود المفاوضات مع إدارة الرئيس ترامب بشكل مباشر، وهو ما يعكس أن هناك ضغوطًا أميركية تمارس على نتنياهو.
ولفت جبارين إلى أن "إسرائيل" لا تتحدث عن تواجدها في غزة، ولكنها تماطل وتناور بأن يأتي البديل من الولايات المتحدة الأميركية التي يبدو أنها رمت بالكرة إلى دول الإقليم العربية كي تطرح البديل، مشيرًا إلى أن أي بديل تطرحه الدول العربية ستقبل به "إسرائيل". ويرى، أنّ البديل الذي ستطرحه الدول العربية سيحظى بدعم أميركي، ولذلك لن ترفضه "إسرائيل"، وهو "المطب الذي وقع به نتنياهو"، مشيرًا إلى أن السؤال الأهم يتعلق بما إذا كانت "إسرائيل" ستوقع على وقف إطلاق النار في غزة بشكل كامل خلال المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل حكومة بديلة تتولى إعادة الإعمار.
وأشار الحيلة إلى أن أحد استحقاقات المرحلة الثانية هو الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة ووقف إطلاق النار المستدام، في مقابل تسليم حماس لجميع الأسرى الإسرائيليين،" لكن الإشكال أن الطرف الإسرائيلي يواصل المماطلة من خلال إعادة النقاش والجدل حول قضايا أخذت جهدا من الوسطاء طوال عام كامل. وفي هذا السياق، أكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس حازم قاسم، أنَّ الحركة جاهزة سياسيًا وميدانيًا لتنفيذ بنود المرحلتين الثانية والثالثة من اتِّفاق وقف إطلاق النَّار في غزَّة. وقال قاسم في تصريح صحفي، إننا "جاهزون لمرحلة ثانية يكون فيها تبادل الأسرى دفعة واحدة ضمن محدد الوصول لاتفاق يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل من القطاع". وأوضح قاسم، أنّ اشتراط الاحتلال إبعاد حماس عن القطاع حرب نفسية سخيفة، وخروج المقاومة أو نزع سلاحها من غزة أمر مرفوض. وذكر أنّ أي ترتيبات لمستقبل قطاع غزة ستكون بتوافق وطني.
فلسطين أون لاين + الجزيرة نت