مش عيب عليهم؟ لحظة غضب ملكي سجلها التاريخ

mainThumb
سالي الأسعد

18-02-2025 10:41 AM

printIcon




سالي الأسعد

في لحظة من الغضب الملكي، أطلق جلالة الملك عبدالله الثاني عبارة “مش عيب عليهم؟”، مستنكرًا تصرفات بعض الأفراد الذين يتلقون أوامر من الخارج، متجاهلين مصلحة الأردن العليا. هذه العبارة تحمل في طياتها دعوة صادقة لكل مواطن للتمسك بثوابت وطنه، والابتعاد عن أي تأثيرات خارجية قد تضر بمصالحه.

إن عبارة “مش عيب عليهم؟” ليست مجرد استنكار، بل هي دعوة إلى التفكير والتأمل في دور كل منا في بناء وطننا. يجب على كل فرد أن يسأل نفسه: ماذا يمكنني أن أقدم لوطني؟ كيف يمكنني أن أكون جزءًا من الحل؟ فالأردن يستحق منا جميعًا أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نعمل معًا من أجل مستقبله المشرق.

الوعي الوطني ليس مجرد شعارات تُرفع، بل هو التزام حقيقي من كل فرد في المجتمع. يجب على كل مواطن أن يكون حريصًا على مصلحة وطنه، وأن يتجنب الانجرار وراء أي أجندات خارجية قد تضر بالاستقرار الوطني. فالأردن، بقيادته الحكيمة وشعبه الأبي، قادر على مواجهة التحديات والوقوف في وجه أي محاولات للتأثير عليه.

يواجه الأردن العديد من التحديات الداخلية، من بينها قضايا اقتصادية واجتماعية تتطلب تكاتف الجميع. من غير المقبول أن ينشغل البعض بتلقي أوامر من الخارج، بينما يعاني الوطن من قضايا داخلية تحتاج إلى حلول جذرية. يجب على الجميع أن يكونوا جزءًا من الحل، وأن يعملوا معًا من أجل مصلحة الوطن العليا.

ثوابت الأمة هي البوصلة التي توجهها نحو التقدم والازدهار، وتشمل الحفاظ على الهوية، احترام السيادة، وتعزيز العدالة والمساواة. عند غياب هذه الثوابت، يبدأ التفكك الداخلي الذي يضعف الأمة، ويجعلها عرضة للتهديدات الخارجية ولنا في الاتحاد السوفيتي خير مثال.. على الرغم من قوته العسكرية والسياسية، سقط في عام 1991 نتيجة لانعدام المناعة الوطنية داخله. كانت الانقسامات العرقية والسياسية أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انهيار هذا الكيان الضخم. لم يكن العدو الخارجي هو السبب في تفكك الاتحاد السوفيتي، بل كانت الخلافات الداخلية وفقدان الثقة بين شعوبه وحكومته. عندما ضعفت الروابط بين الجمهوريات السوفيتية، وغيبت العدالة الاجتماعية، انهار الاتحاد بأسره.

لبنان هو مثال آخر على فشل المناعة الوطنية. كانت البلاد تعرف بـ” سويسرا الشرق”، لكنها انزلقت إلى حرب أهلية بسبب الانقسامات الطائفية والسياسية، ما أدى إلى دمار اقتصادي واجتماعي. لم يكن هناك عدو خارجي قوي أسقط لبنان، بل كانت الخلافات الداخلية هي السبب الرئيسي لهذا التدمير، مما أضعف الأمة داخليًا، وفتح الطريق للتهديدات الخارجية.


التمسك بالثوابت الوطنية، مثل السيادة والعدالة والمساواة، هو الضمان لاستقرار وازدهار الأردن. يجب على الجميع أن يكونوا حريصين على هذه الثوابت، وأن يعملوا على تعزيزها في كل جوانب حياتهم. فالأردن يستحق منا جميعًا أن نكون أوفياء له، وأن نضع مصلحته فوق كل اعتبار.