الردّة الوطنية… خيانة تحت الطلب!

mainThumb
سهم محمد العبادي

16-02-2025 08:34 PM

printIcon



سهم محمد العبادي
ليس هناك أسوأ من أن يأتيك الطعن من الخلف، والأسوأ منه أن يكون الطاعن من جلدتك، يتكلم بلهجتك، ويحمل ذات الهوية التي تمزقت دفاعًا عنها راياتٌ وصدورٌ وعظام. لكن ما الذي جرى؟ كيف أصبح لدينا كائنات تهاجم وطنها ليل نهار؟ كيف تحوّل بعضهم إلى أبواق تردد الأكاذيب، بينما يصفق لهم من كانوا بالأمس أعداءً؟

هناك من باع ضميره ببضعة إعجابات وتعليقات تمدح "ثورته الوهمية"، فبات ينهش في وطنه وكأنه تركة قديمة يجب التخلص منها، يدّعي المعارضة وهو في الحقيقة لا يعارض إلا لأجل الظهور، لا لشيء سوى أن يُقال عنه "حر" و"شريف"، بينما نحن—أبناء الأردن الحقيقيين—مجرد "عبيد" في نظره! يهاجم البلد، يسيء إلى مؤسساته، يشكك في كل منجز، ثم يتوقع أن يُرفع له السيف تكريمًا!

نعلم تمامًا أن بعض هؤلاء لا يعارضون من أجل الإصلاح، بل يمارسون المعارضة ليقولوا للدولة: "نحن هنا، لا تنسونا". وكم من أحدهم نجح بالفعل في شق طريقه إلى منصب ليس أهلًا له، ليس بذكائه ولا بإنجازه، بل لأنه كان "مزعجًا"، فقررت الدولة احتواءه، وكانت النتيجة أن جلس في مكانٍ لم يكن يستحقه، وتسبب في مزيد من الخراب.

والمصيبة الأكبر أن هذه "الخيانة المستترة" فتحت الباب أمام كل نطيحة ومتردية لتمارس هواية القذف والطعن والتشكيك دون رادع. فحين يرى المرتزقة أن بعض الأردنيين أنفسهم يهاجمون وطنهم، فما الذي سيمنعهم هم من فعل الشيء نفسه؟ لماذا سيترددون في إلقاء مزيد من الحجارة على هذا الوطن، إذا كان بعض أبنائه هم أول من يشعل النار في أساساته؟

لكن ليعلم هؤلاء جميعًا أن الأردن ليس "قضية موسمية" يساومون عليها، وليس مائدة يُقتسم خيرها بينهم، وليس ممرًّا لأطماعهم الشخصية. الأردن ثابت، والأردنيون الشرفاء ثابتون. أما أولئك الذين يقتاتون على الإساءة إليه، فلهم جولة في الفضاء الإلكتروني، ولهم بعض اللحظات من التصفيق المدفوع، ثم يلفظهم الوطن كما لفظ كل المتخاذلين من قبل.

وليعلموا هم وغيرهم أن ساعة الحقيقة والمكاشفة قد أتت، وعليهم أن يستروا عوراتهم فيما هو قادم من الأيام!