سهم محمد العبادي
يا رجل، متى ستتوقف عن العواء؟ متى ستكف عن التلويح بيديك كأنك تشير إلى طائرات وهمية في سماءٍ لا يراها أحد غيرك؟ هل تعتقد أن الناس ما زالوا يأخذونك على محمل الجد؟ لا والله، فقد صرت أشبه بمهرّج تلفزيوني، تفتح فمك وتصرخ وتنفعل، حتى تكاد تسقط من على مقعدك، ثم في نهاية المسرحية تبتسم ابتسامة صفراء كأنك تقول: "ها، هل كنت مقنعًا اليوم؟"

أنت يا معتز آخر من يتحدث عن الوطنية، فكيف لمن خان وطنه أن يوزع صكوك الشرف؟ كيف لمن باع صوته لجهاتٍ معروفة أن يعلّم الشعوب الكرامة؟ هجرت مصر، بلدك الذي ربّاك، وصرت عابرَ قاراتٍ في الفنادق الفاخرة، تتلقى الإملاءات عبر الهاتف، وتنفّذها بحرفيّة المتسولين. لم تترك دولة عربية إلا وتطاولت عليها، لم تسلم منك السعودية ولا الأردن ولا الإمارات، وحتى بلدك مصر التي أطعمتك لقمة الشرف قبل أن تلفظها، تآمرت عليها وأردت إسقاطها بحنجرتك المأجورة.

أي نوعٍ من الإعلام تمارس يا مطر؟ إعلام التحريض؟ إعلام الفتنة؟ إعلام البكائيات المصطنعة والتمثيل الرخيص؟ الإعلامي الحقيقي هو الذي يواجه الواقع بصدق، لا من يختبئ في استوديو معزول يصرخ كالديك المذبوح، ثم يطفئ الكاميرا ليذهب إلى العشاء في مطعمٍ فاخر ممول من "السادة الكرام" الذين يشترون ذمم أمثالك.

أما الأردن، فابحث عن غيره يا مطر، نحن لا نهتز لنعيق الغربان، ولا نرتجف أمام أصوات المؤجّرين. نحن أبناء دولة لم تكن يومًا تابعًا، ولم تنتظر من أمثالك درسًا في الكرامة. أصرخ كما تشاء، فالكل بات يعلم أنك مجرد ممثل فاشل في مسرحية لا جمهور لها!